الجولان المحتل سيبقى شعلة متقدة للصمود والمقاومة

الجولان المحتل سیبقى شعلة متقدة للصمود والمقاومة

رآى الباحث المغربي و الخبير الستراتيجي "مصطفى قطبي" ، ان ما يجري على هذه الجبهة ، أعني الجولان ، له أبعاد استراتيجية أخرى ينبغي التنبه لمخاطرها المستقبلية على سوريا والسوريين ، وعلى الأبعاد الفلسطينية و العربية لقضية فلسطين ، القضية المركزية للمسلمين و في نضال العرب الحديث ، مؤكدا ان الجولان كله ، وفلسطين .. كل فلسطين من النهر إلى البحر، ستبقى عربية وتعود لاهلها رغم الارهاب الصهيوامريكي وشهوات الحكام والمستبدين والعملاء الرجعيين .

و كتب هذا الخبير الستراتيجي مقالا خص به وكالة "تسنيم" جاء فيه :
أحيا أهلنا في الجولان السوري المحتل الذكرى الـ34 لانتفاضتهم بوجه الاحتلال «الإسرائيلي» ، والجولانيون يسجلون يوماً بعد يوم صفحات من الانتماء والوفاء للوطن الأم سوريا ، الانتماء الذي تجسد بكل تفاصيل حياتهم اليومية وشمل كل شرائح المجتمع وكافة الأعمار . و الاحتفال بهذه الذكرى يأتي في الوقت الذي يخوض فيه الجيش العربي السوري الآن معاركه في الجبهة الجنوبية لطرد شراذم المرتزقة و التكفيريين ممن يدعمهم الكيان الصهيوني الإرهابي لعزل الجولان المحتل وأهله عن الوطن الأم سوريا ، إذ تتعاون «إسرائيل» "العدو الأصلي'' مع «داعش» وتنظيمات متحالفة معه مثل النصرة، العدو الفرعي الوكيل في المنطقة المحررة من الجولان السوري...
الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الصهيوني معروفة لدى مجلس الأمن والجمعية العامة ومنها زراعة عشرات حقول الألغام حول القرى السورية المأهولة بالسوريين ، والاعتقالات التي تنفذ ضدهم بسبب مواقفهم الرافضة للاحتلال وعمليات الاستيطان... بأوامر من مشغليه في واشنطن والحلف الغربي الأطلسي لحماية الكيان الصهيوني من أي حرب تحريرية قادمة ، لأن الكيان الصهيوني المصطنع و مشاريعه التوسعية هما جزء من خطط دول استعمارية على رأسها الولايات المتحدة التي اعتادت السطو على ثروات المنطقة وتسعى إلى إطالة عمر هذا الكيان غير المتجانس بتغيير خرائط المنطقة جيوسياسياً، بعدما غدت مهمته في تسهيل الهيمنة على المنطقة في طريق مسدود، وغير قادر على شن الحروب، وما تسريب الإرهابيين والمرتزقة الأجانب عبر الأردن وفلسطين المحتلة إلى منطقة فصل القوات في الجولان إلا إمعان في رفض قرار مجلس الأمن 497 وكل ما يحدث هذه الأيام على الحدود الجنوبية لسورية، من دعم «إسرائيلي» عسكري للجماعات الإرهابية، يدل بشكل قاطع أن هذا الكيان الصهيوني المصطنع وبمؤازرة من دول الغرب الاستعماري يسعى بشكل حثيث إلى إتمام المشروع الصهيوني الهادف إلى قضم الأراضي العربية وتصفية شعوب المنطقة .‏
وعندما تدعو الأمم المتحدة ، على استحياء ، «إسرائيل» للامتثال لقرارات "الشرعية الدولية" ، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 الذي يعتبر قرار «إسرائيل» بفرض قوانينها وإدارتها على الجولان ملغياً وباطلا وليس له أي أثر قانوني ، يُفهم أن الشرعية الدولية الحالية في ظل نظام القطبية الواحدة لن تجبر «إسرائيل» على إعادة الأراضي العربية المحتلة عبر قراراتها التي صدرت وقضت بإعادتها. ‏ وقرار ضم الجولان العربي السوري المحتل كان في الرابع عشر من كانون الثاني 1981 لفرض الجنسية «الإسرائيلية» على سكانه السوريين حيث يحلم الاحتلال بجعل الجولان السوري الذي تبلغ مساحته 1860كم جزءاً من كيانه بالقيام ببناء المستوطنات على أنقاض القرى السورية وأن يضيّق على القرى التي لم ينزح سكانها منها وهي مجدل شمس ومسعدة وبقعاتا وعين قنية والغجر وثمة قرية سادسة هي سحيتا التي هجّر سكانها إلى مسعدة، ودمرها الاحتلال وحولها إلى قواعد عسكرية وبلغ عدد المستوطنات 35 مستوطنة، هدفها تغيير الوضع السكاني على الأرض، وقد حثت سلطات الاحتلال الآلاف من المستوطنين للاستثمار في الجولان وسرقة ثرواته والتنقيب عن النفط فيه .‏
وإذا كانت المعارك في بعض المناطق السورية ، تسجل انتصارات من عشرات الإنجازات العسكرية التي أثمرت تطهير سلمى وربيعة والشيخ مسكين وعتمان ومئات القرى والبلدات من دنس الإرهاب القاعدي ـ الداعشي ـ الوهابي، وما تقوم به الحكومة والأطراف الأخرى المعنية من مصالحات واتفاقات تكون لها انعكاسات ايجابية على المواطنين في بعض المناطق من سوريا... فإن ما يجري على هذه الجبهة ، أعني الجولان، له أبعاد استراتيجية أخرى ينبغي التنبه لمخاطرها المستقبلية على سوريا والسوريين، وعلى الأبعاد الفلسطينية والعربية لقضية فلسطين، القضية المركزية للمسلمين و في نضال العرب الحديث.
في هذا الإطار ، وكبداية أو كتمهيد ، لإعلان المطامع والمطالب الصهيونية، قال نائب رئيس الأركان، يئير غولان ، في جامعة تل أبيب، في 2 يونيو 2015: ان ''الجيش السوري لم يعد موجوداً فعلياً''، وبسبب ضعف الأسد وتركيز حزب الله على الحرب في سوريا، ''فإن وضعنا أفضل من أي وقت آخر في الجبهة الشمالية، من الناحية الاستراتيجية''. لكن الوضع الأمني ما زال يحمل في طياته الكثير من المخاطر''. وبعد أيام قليلة، وتحديداً في يوم الأحد ٧ يونيو ٢ ١٥، قال وزير التربية والتعليم في الحكومة «الإسرائيلية» نفتالي بينيت، رئيس حزب ''البيت اليهودي''، أمام مؤتمر هرتزيليا السنوي: ''أنادي المجتمع الدولي ''قفوا معنا واعترفوا بسيادة «إسرائيل» على مرتفعات الجولان الآن... الحدود تتغير كل يوم... سوريا لم تعد موجودة كدولة. لهذا فقد آن أوان المبادرة''... لمن تريدوننا أن نعطي الجولان؟! وقال: ''إن على «إسرائيل» أن تزيد عدد المستوطنات في الجولان إلى أربعة أمثالها خلال الأعوام الخمسة المقبلة''. وتغيير الطابع السكاني في الجولان هدف رئيس من أهداف العدو الصهيوني في الجولان، وقد دمر مئات القرى فيه، بعد تدمير القنيطرة عام ١٩٧٤، وأقام عدداً مما يسميه ''مستوطنات''، وزرع في الجولان ٢٣ ألف صهيوني منذ احتله عام ١٩٦٧.
وهذا النمط اليهودي ''نمط البيت اليهودي'' وغيره، ليس شاذاً في كيان الإرهاب العنصري الصهيوني ، فهم طينة واحدة برؤوس عدة هي رؤوس الأفاعي، من وايزمن إلى بينيت وما بعدهما. ومن المفيد التوقف عند بعض ما يرى الرائد بينيت، في محاولة لفهم نظريته ونظرته ونظرة غيره من أفاعي البوتقة العنصرية الإرهابية العجيبة، التي تغلي بالحقد على العرب والمسلمين، على الحقيقة والقيم والدين، في فلسطين المحتلة. الرائد بينيت يختلف مع الصهاينة ''المعتدلين'' في الأسلوب، وليس في النظرة المفاهيمية الجوهرية للأمور، فالعجينة العنصرية العدوانية ومفاهيمها واحدة وثقافتها واحدة !! ففي حين يرى هو وأمثاله من المتطرفين أن مستقبل «إسرائيل» تقرره القوة وحدها، ويجب أن يُفرَض بالقوة على كامل أرض الحلم الصهيوني، وعلى من هم في أرض ذاك الحلم، وعلى من يطالبون بها... يرى آخرون، ممن يسمون صهاينة معتدلين، أن مستقبلها في التنازل عن جزء مما يسمونه جميعاً «أرض إسرائيل»؟! في سبيل السلام ومستقبل اليهود؟!
وهذا ما أوضحته ودافعت عنه تسيبي ليفني، المكلفة بالتفاوض مع الفلسطينيين، عندما اختلفت مع بينيت عام ٢ ١٤ حول منح الفلسطينيين دولة . فقد قالت له : "هل تعرف يا بينيت؟ أنا أيضاً أعتقد في الحق التاريخي لشعب «إسرائيل» على كل أرض «إسرائيل»، ولكنني خلافاً لك، أعتقد أيضاً في حق الشباب والأجيال القادمة في العيش في دولة يهودية وديمقراطية، أ ـ تأمين تلك الدولة، ب ـ دولة ذات حدود معترف بها، ج ـ دولة تعتبر جزءًا من العالم الحر، وهي الدولة التي سيمكنهم أن يفخروا بها، وبالصهيونية التي أنشأتها... اهتمامي ليس بإقامة دولة للفلسطينيين، ولكن لإعطاء شبابنا هذه الدولة، وهذا المستقبل في أرض «إسرائيل»'' . على أن أفضل من يعرف نمط بينيت هذا وأمثاله، هم اليهود الصهاينة المختلفون معه... وأسوق هنا ما قاله عنه ألون بن مائير Alon Ben-MeR في ١٣ شباط ٢ ١٥، حيث قال: من الصّعب التخيّل كيف استطاع شخص منحرف وضلاليّ ومدمّر مثل نفتالي بينيت، زعيم حزب «البيت الإسرائيلي» ، أن يصعد للشهرة في حين أنّه يتبنّى علناً أجندة سياسيّة عنصريّة . ولا يجوز أن يوضع مصير البلد أمانة ً في أيدي منافق متواطىء مثل نفتالي بينيت. هو دجّال أجندته السياسيّة التي تشبه قوس القزح ليست سوى غطاء لخطة ماكرة تحرم الفلسطينيين من إقامة دولة لهم ، ولكنه لا يدرك بأنه يدفع بذلك «إسرائيل» أقرب فأقرب إلى الدمار الذاتي''. هذا قول بن مائير في بينيت... وكل أولئك عقدة الأفاعي في بوتقة واحدة.
لكن ماذا عنا نحن، وماذا عن حروبنا، ودمائنا، وما يسبب ضعفنا وعجزنا عن قول لا ذات معنى فيما يتعلق بجولاننا، وفلسطيننا، وحقوقنا، وأسرانا، والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني من أبنائنا...؟! وماذا عن أطفالنا، ونسائنا، وعن أجيال الشباب من مواطنينا، وعن المشردين من ديارهم من ذوينا، مواطنينا... ليس في سوريا الحبيبة وحدها، بل في وطن العرب بصورة عامة، ذاك الذي تنوشه كلاب أراذل الأمم، فلا ''يهش ولا ينش''، وتتناهبه الصراعات، وتعصف به العاصفات، فيحني للمصائب هامات؟! ولم يبق ما يمكن أن يُضاف على أوصافنا الراهنة من أوصاف، ولا على شرح أوضاع أمة كريمة، يذبح بعضها بعضاً بجنون، وتفتنها الفتن، فتذهب بشراسة في مسارات نهاياتها المنون... لم يبق إلا أن نذكر كل من يعنيه أن يتذكر، أن شعلة الأمة في الروح، كل روح، تشب، قد تفتر نارها، وقد تذبل، لكنها أبداً لن تنطفئ، وسوف تتجدد، وتنهض، وتجمع شتاتها لتكون، فتلك أمة كانت لتبقى، وستبقى لديها إرادة أن تكون.
بقي شيء نقوله باختصار شديد جداً إلى أولئك الأعداء الذين يريدون قسماً من لحمنا ودمنا، من أرضنا وكياننا، من كرامتنا ووجودنا... بتوهم أننا انتهينا، أو أننا شارفنا على الانتهاء .
لأولئك نقول : رغم حملات الترويع والتشويه، ورغم شهوات الحكام والمستبدين والظلام، والجولان، الجولان كله، وفلسطين... كل فلسطين من النهر إلى البحر، عربية وستعود لنا، ونعود لها... لم ينته التاريخ، التاريخ لا ينتهي، ولا يتوقف، وتكتبه الإرادات الحية في كل وقت... التاريخ لا يتوقف، ولا ينتهي... التاريخ لا ينتهي... هل تفهمون وتدركون وتعقلون؟... ولنا على مدى التاريخ تاريخ نجد فيه الكثير الكثير مما يُعْتَزُّ به، ولكم ذل مقيم في التاريخ. تعرفون... ويعرف العارفون المنصفون أن الأمم الحية قد تسهو، وقد تغفو، وقد تكبو، وقد تنام... لكنها لا تموت أبداً، وتتجدد دائماً، وللحضارات وللحقائق جولات... فلكم جولة الباطل، ولنا حقائق الدهر، والدهر كله جولات... فلا يفرحَنْ جاهلكم، ولا يغرنَّكم الغرور، وعلى المفتون بالقوة منكم، وعلى من تأكله الغطرسة فيكم أن يصحو أو أن يتذكر...
إن الخطاب حول هذا الموضوع المهم ليس موجهاً لسوري دون آخر ممن يحملون هوية الوطن بشرف، وألم الشعب بصدق وينتمون إليه بوعي، ويدافعون عنه بإخلاص، وهو خطاب ليس الغرض منه أن يسترعي الانتباه الرسمي له دون انتباه المعارض السوري الواعي الشريف الذي لم يبع نفسه للشيطان... لأن التعامل مع الكيان الصهيوني والتحالف معه والعمل تحت مظلته بأي حال من الأحوال هو عار مطلق ونقض لشرف السوري ولوطنيته ولعروبته ودينه وقيمه كافة، مسلماً كان أم مسيحياً، وفيه إزراء بكل حزب وكل عشيرة وكل أيديولوجيا وكل توجه يقبله أو يُقبل عليه... لأن ذلك نقض للعادل والإنساني والحقاني أصلاً ... ولا نتكلم هنا قطعاً في هذا مع/ أو نتوجه إلى... مَن اختاروا العدو الصهيوني المحتل: ''تعاملاً أو تطبيعاً أو تحالفاً سياسيًّا أو تعاوناً عسكريًّا أو... أو...
فهؤلاء اختاروا العدو وخياراته وخرجوا من الخيارات الوطنية ومن الانتماء القومي ليدخلوا في دوائر الصهينة والوهابية والرجعية الصدأة . دوائر معروفة مواصفاتها والأحكام عليها... وهي تمتد من العمالة إلى الخيانة... سواء أكان الذين يقومون بها ممن يعملون عسكرياً تحت غطاء الكيان الصهيوني في الجولان اليوم، أو ممن يبشرون بالاعتراف به ويقدمون مبادرات لإعطائه السلم والجولان وفلسطين ويعيشون في كنفه ''مدللين ملمَّعين'' كاشفين الغطاء عن حقيقة أنفسهم وارتباطاتهم وعن ظهورهم زيفاً بمظهر المناضلين لمدة من الزمن على حساب الوطنية والأخلاق والدين والشعب والأمة والشهداء الذين قضوا على طريق تحرير فلسطين ومقاومة العنصرية الصهيونية والاستعمار الاستيطاني والاستعمار الغربي الحديث، والذين سقطوا في سوريا من الأبرياء ومن المدافعين عنها وعن خياراتها بوصفها الوطن تحت كل الشعارات الصحيحة؟!
و قد تفيد الإشارة هنا إلى أن من دعوا قبل سنوات وسنوات إلى الاعتراف بالعدو الصهيوني، وقاموا بخطوات على طريق التطبيع معه، سواء منهم فريق غرناطة ومن ناصره، أو تحالف كوبنهاجن، أو من مشوا في موكبي كامب ديفيد ووادي عربة وهللوا لهما، أو من قاموا بالزيارات الشخصية لفلسطين المحتلة، وطباعة الكتب هناك والدعوة إلى ما أسموه ''الواقعية الإنهزامية'' الآخذة بفرض الأمر الواقع بالقوة على الأمة العربية وأجيالها في الآتي من الزمن متجاهلين الحقيقة ومفاعيل الزمن... وكذلك من اتهم العربَ المنادين بحقهم في فلسطين وبعروبتها وبحق شعبها في العودة وتقرير المصير فوق أرضه التاريخية... من اتهمهم كتابة وقولاً بأنهم ''الصهاينة العرب'' بنذالة ومراهقة سياسية يسارية ممجوجة فرُفع من فريق المطبلين والساسة الجهلة مناضلاً ضد العنصرية، ومنح جوائز أو وعد بها، وتحول من لص نصوص إلى مبدع بتلميع الصهاينة ومن يواليهم والجهلة والمتنطعين للمعرفة والأدب والقضايا الوطنية؟!
إن هؤلاء الذين ناصروا العدو وأضعفوا حق الأمة وحق الإنسان ينبغي أن يعرَفوا ويفضحوا لا أن يسترهم الإعلام الصهيوني ومن يعمل في ركابه ويدعي أنه ضده، وترفعهم السياسة الغبية المنحازة مرَضياً والمخترقة بأشكال عدة أعلاماً، وينبغي أن تعرف تلك النماذج بما هي عليه من خلال الواقع والوقائع لا أن تغطى ويضطهد الوطنيين الأصلاء وتشوه صورهم ومواقفهم أو يعتم عليهم لأنهم كشفوها، بينما تشهر تلك النماذج المتواطئة على الأمة وحقوقها مناضلين، ويصبح لصوصها حكماء وقضاة؟! إن المفاهيم الصحيحة والمواقف السليمة والمصطلحات الدقيقة.. كل ذلك إذا فحص ودقق بمنهجية وعلم وموضوعية، واتخذت بشأنه الإجراءات التي تجعله مرعي الاحترام والتنفيذ سيفقد قيمته وينقلب رأساً على عقب ما دام الحُكم الأعلى هو للانتماءات المريضة، والاعتبارات السياسية التي تزري بالحقيقة وبكل المعايير التي تبني القيم والمجتمعات، وللإعلام الموبوء بأشكال الأمراض . الجولان السوري والأراضي العربية المحتلة ستعود ، وكل المشاريع الإمبريالية التي تقتل شعوب المنطقة وتتاجر بكل شيء حتى البشر وأعضائهم وتسرق الثروات ستندحر بمجرد تبلور نظام دولي جديد يحدد فيه المنتصرون وحدهم رؤاهم ، فالمقاومة لن تستكين حتى تحرير آخر شبر أرض عربية من رجس الاستعمار وطرد المستعمرين الصهاينة منها، وإنجازات الجيش العربي السوري ضد الإرهاب الصهيو أميركي في دير الزور وحلب ودرعا والقنيطرة وغيرها تقلق المستعمرين الذين عرفوا أن إرهابهم لن يثنى سورية عن تحرير أراضيها وكسر شوكة المحتل الصهيوني ودحره لتعيش المنطقة بسلام وأمان... ولعل الأكثر أهمية من كل ذلك والأشد إيلاماً للكيان الصهيوني في هذا المجال هو أن محور المقاومة يزداد قوة ومنعة وتماسكاً بعد أن صار أوسع تجربة وتعاوناً وانسجاما وبخاصة بعد أن كسرت الحواجز والحدود أمامه، فبواسل الجيش العربي السوري وأبطال المقاومة الوطنية اللبنانية والقوات المسلحة العراقية وأبناء الحشد الشعبي والمقاومين الشرفاء في فلسطين ومعهم الصديقة إيران بكل إنجازها و''انتصارها النووي'' يقاتلون جنباً إلى جنب في مواجهة الإرهاب التكفيري ، ولا شك بأن حافزهم للقتال ضد «إسرائيل» يتفوق عندهم على غيره من الحوافز، ولا شك بأن إغراء الانتصار على «إسرائيل» وهزيمتها لا يعادله أي إغراء آخر، وهم عازمون على تحقيق هذا الهدف مهما كلف الأمر ومهما غلت التضحيات، والأرجح أن هذه الحقائق والمعطيات هي في قلب مخاوف الكيان الصهيوني وهي التي تقف خلف عربدته وجنونه من وقت لآخر...

الأكثر قراءة الأخبار {0}
عناوين مختارة