ماهي اسباب الغاء السعودية الهبة لتسليح الجيش اللبناني ؟


ماهی اسباب الغاء السعودیة الهبة لتسلیح الجیش اللبنانی ؟

أشارت صحيفة «السفير» اللبنانية إلي أن سلطات آل سعود كانت طلبت من الجيش اللبناني «ضمانات محددة»، بشأن وجهة استخدام السلاح الذي سيحصل عليه من فرنسا وأمريكا عبر المال السعودي، من بينها أن تشمل إجراءاته الحدودية حزب الله لشل قدراته الحركية علي طول الحدود مع سوريا، وأن الجيش رفض إعطاء هذه الضمانات فحجبت السعودية عنه السلاح.

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم الأربعاء: اذا كان من الممكن التنبؤ بسياسات السعودية في زمن «الجيل الأول»، فان هكذا مهمة باتت صعبة للغاية مع «الجيل الثاني». صارت كل الاحتمالات السياسية واردة، لكأن هناك «مملكة جديدة» يصعب فك طلاسمها ومعرفة مفاتيح أقفالها، وكيفية الدخول الي ديوانها والتعرف الي مراكز القوي فيها.

هذه الصورة الضبابية تجعل بحسب الصحيفة "من الصعب ايجاد تفسير مقنع للقرار السعودي بإيقاف هبة المليارات الثلاثة،مثلما تجعل من الصعب أكثر معرفة لماذا باركت المملكة، وتحديدا ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عودة الرئيس سعد الحريري الي بيروت، لينفجر بوجهه قرار سعودي، ربما كان يتوقع صدوره في ظل الكثير من المؤشرات التي سبقته، لكن المفاجئ هو التوقيت الذي تزامن مع عودته الي بيروت بعد غياب طويل".

وبينما كان مطلوبا من الحريري أن يعيد لم صفوف تياره وجمهوره واعادة شد عصب «قوي 14 آذار»، استعدادا للاستحقاقات المقبلة، وأولها الانتخابات البلدية والاختيارية، في أيار المقبل، فقد وجد نفسه وفقا لـ«السفير» فجأة "أمام تحدي تحويل لبنان الي خط الدفاع الأمامي عن السعودية، في مواجهة تداعيات الاشتباك المفتوح بينها وبين ايران وحلفائها الاقليميين".

وأضافت الصحيفة: لكأن لبنان «الحديقة الخلفية» لكل ما يجري في الاقليم، لم تعد مقبولة أوراق اعتماده، أقله في بعض دول الخليج(الفارسي)، صار المطلوب منه موقف سياسي واضح وأن لا ينأي بنفسه عن «الاشتباك الكبير»".

وأكدت الصحيفة أن الحريري تولي بنفسه "تخريج «البيان الوزاري» الجديد لحكومة تمام سلام، بمعزل عما اذا كان كافيا بالنسبة للسعوديين أو أنهم كانوا يأملون بسقف أكثر ارتفاعا، ولم تمض ساعات حتي أطلق العريضة المليونية التي يأمل أن يحملها الوفد الوزاري معه في جولته الخليجية، بدءا من الرياض، وهي مهمة تقتضي اقامة «احتفاليات» في شتي المناطق اللبنانية، من صيدا الي عكار مرورا بالاقليم والشوف وبيروت وكسروان والبقاع".

ولفتت إلي أنه "لم تأت حتي الآن أية اشارة سعودية ايجابية، لا بالعكس، فان الطلب من الرعايا السعوديين مغادرة لبنان وقرار الامارات والبحرين بمنع سفر مواطنيهم الي لبنان وتقليص بعثة الامارات الدبلوماسية في بيروت، وقول مصادر مقربة من دائرة القرار السعودي أن الخطوات اللبنانية «غير كافية حتي الآن»، كانت كلها بمثابة اشارات سلبية تدل علي عدم «هضم» لا البيان الحكومي ولا العريضة المليونية". مشيرة إلي أن سفير السعودية في بيروت علي عواض عسيري وصف ما أسماه "الخطأ المرتكب بحق بلاده"، بأنه "كبير ومطلوب تصحيحه".

ولفتت «السفير» إلي أن البعض في بيروت، تعمد، أمس، تسريب كلام غير مألوف مفاده "أنه بدل توجه رئيس المجلس النيابي نبيه بري الي بروكسل، كان الأجدر به أن يستقل طائرة تحط به في الرياض وأن يطلب هناك من قيادة المملكة التراجع عن قرار حجب الهبة المالية، وعندها يمكن أن تختلف الصورة.. وربما تصحح"!، مؤكدة "أن هذا الافتراض النظري المذيل بعبارة «ربما» لا يمت بصلة الي أدبيات وحسابات بري الذي كان يتمني أن تأتيه الدعوة الرسمية لزيارة السعودية في لحظة مختلفة عن هذه اللحظة، ولذلك، كان قراره واضحا بأنه هو من يختار التوقيت.. وعلي الأرجح لن يكون قريبا!".

وقالت الصحيفة: واذا كان الروس والأمريكيون يتسابقون الي ترجمة سياسية وميدانية لخطتهما السورية المشتركة، قبل أن يبدأ العد العكسي للانتخابات الرئاسية الأمريكية في مطلع الصيف المقبل، فان السعوديين يحاولون عرقلة هذا المسار، حتي تدخل الأزمة السورية ومعها ملفات المنطقة والعلاقة الأمريكية ـ الايرانية، في آتون الحمي الانتخابية وصولا الي الانتخابات نفسها في الخريف المقبل، بحيث تنتقل الملفات الاقليمية (وخصوصا السوري) والدولية تلقائيا الي الادارة الأمريكية الجديدة!".

وسألت الصحيفة: هل يمكن أن يخطر في بال السعوديين مطالبة لبنان بما لا قدرة علي تحمله سياسيا وأمنيا؟ وقالت: الجواب البديهي عند معظم المسؤولين الرسميين والسياسيين هو أن لا مصلحة لهم بذلك".

لكن «السفير» أكدت أن ذلك لا يمنع طرح أسئلة سريعة في هذا السياق:

- هل صحيح ما تردد عن طرح السعوديين والأتراك خيار فتح جبهة الشمال اللبناني، وتحديدا عبر وادي خالد مطلع السنة الحالية، وهل صحيح أن من حال دون ذلك هو الموقف الأميركي القاطع برفض التعرض للاستقرار اللبناني؟

- هل صحيح ما يتردد عن محاولات تقوم بها بعض المنظمات غير الحكومية في الشمال (بغطاء سياسي) من احصاءات في بعض تجمعات النازحين السوريين، وخصوصا للشبان الذين نفذوا الخدمة الالزامية في الجيش السوري سابقا، وهم يستطيعون حمل السلاح اذا طلب منهم ذلك؟.

- هل صحيح أن فكرة اعادة احياء «أفواج طرابلس» قد عادت للواجهة.. ولماذا يتم اطلاق شائعات حول عمليات تسليح في بعض المناطق اللبنانية القريبة من الحدود السورية؟.

- هل طلب السعوديون من قيادة الجيش اللبناني في أكثر من مناسبة الحصول علي «ضمانات محددة»، بشأن وجهة استخدام الأسلحة والذخائر التي سيحصل عليها من فرنسا والولايات المتحدة عبر المال السعودي، وهل شملت هذه «الضمانات» أمورا محددة في «جبهة عرسال» والقلمون، وهل رفض الجيش اعطاء مثل هذه الضمانات، أي أن لا تقتصر إجراءاته الحدودية علي المجموعات الارهابية، بل أن تشمل «حزب الله» لشل قدراته الحركية علي طول الحدود الشرقية (مع سوريا)؟.

- هل صحيح أن دولة في «التحالف الاسلامي» وجهت سؤالا للجيش حول امكان استخدام مطار القليعات العسكري في الشمال.. وجاء الجواب سلبيا من الجيش اللبناني؟.

- هل صحيح أن الجيش اللبناني طلب من دولة خليجية تزويده بصواريخ جو ـ أرض لاستخدامها في العمليات العسكرية ضد المجموعات الارهابية في جرود عرسال وجاء الجواب سلبيا بذريعة أن المصدر الأساس لتلك الصواريخ (دولة أوروبية) رفض تزويد الجيش اللبناني بها؟.

- هل صحيح أن قيادة الجيش اللبناني طلبت من الأمريكيين التدخل لدي السعوديين أقله لتمويل صفقة طائرات «السوبر توكانو».. وهل صحيح أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كان قد هاتف نظيره السعودي عادل الجبير وسأله عن مجريات هذه «الصفقة»، وكان الجواب السعودي «أننا مستمرون بالعقود» (السوبر توكانو)، وهو الجواب نفسه الذي أعطي للفرنسيين في ما يخص هبة الثلاثة مليارات دولار؟.

بدورها أشارت صحيفة «الأخبار»، إلي مواصلة نظام آل سعود تصعيد مواقفه العدوانية ضد لبنان، معتبرة أن السعوديين وجهوا صفعة إلي فريقهم السياسي اللبناني وعلي رأسه النائب سعد الحريري رغم أن الأخير قاد جوقة كبيرة من محاولي استرضاء النظام السعودي، بشتي الطرق.

وقالت: أدار النظام السعودي ظهره لكل المناشدات التي أطلقها فريقه السياسي في لبنان. لا بيان مجلس الوزراء نال رضاه، ولا موقف تيار المستقبل، ولا عريضة الرئيس سعد الحريري لقيت آذاناً صاغية في الرياض.

ولفتت «الأخبار» إلي أن بيان كتلة «المستقبل» التي استكملت حفلة «مناشدة» الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز إعادة النظر بقرار تجميد الهبات المخصصة لدعم وتسليح الجيش اللبناني، تزامن مع إعلان الرياض الطلب من مواطنيها السعوديين عدم السفر الي لبنان.

وفيما أشارت الصحيفة إلي الصمت شبه التام، الذي يلتزمه حزب الله، بانتظار وصول الموجة إلي ذروتها،أكدت أن مكتب رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون عمم علي مسؤولي «التيار الوطني الحر» ووزرائه ونوابه ووسائل إعلامه عدم الدخول في سجالات، والالتزام بسقف المواقف التي يصدرها رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل، و«تكتل التغيير والإصلاح»، مشيرة إلي محاولة الحريري استدراج «التيار الوطني الحر» إلي مواجهة عبر تحميله مسؤولية «الإساءة إلي علاقات» لبنان بالدول العربية في الخليج الفارسي.

وسألت الصحيفة:هل يغطّي النظام قرار خفض الإنفاق الحكومي بطرد لبنانيين بذريعة معاقبة حزب الله؟ ورأت أن نظام آل سعود، يبدو ماضياً في خطواته التصعيدية ضد اللبنانيين. ومن غير المستبعد أن يُقدم علي طرد لبنانيين يعملون في منطقة الخليج الفارسي، بذريعة «معاقبة» لبنان نتيجة مواقف حزب الله ودوره، ليغطي علي الأزمة التي تعاني منها شركات كبري عاملة في الجريزة العربية، وعلي رأسها شركة «سعودي أوجيه» المملوكة للحريري، والتي لم تدفع رواتب موظفيها الذين يصل عددهم إلي نحو 56 ألف موظف منذ خمسة أشهر.

وسألت صحيفة «الديار»: ماذا تريد السعودية من لبنان؟ هل تريد اذلال الشعب اللبناني وهي تعرف ان هذا الشعب لا يمكن لاي قوة اذلاله وضرب عنفوانه وكرامته وشموخه، واعطي دروساً للعالم في الصمود والتضحية ومقاومة المحتل الصهيوني وهزيمته. ماذا تريد السعودية من لبنان بعد ان اعلن مجلس الوزراء بيانه التوافقي وبان الرئيس تمام سلام سيقوم بزيارة الي الرياض.

وبحسب الصحيفة فإن الرياض ترفض استقبال الرئيس سلام تعبيرا عن استياءها لبيان الحكومة غير الحاسم والذي راعي حزب الله وهواجسه، فيما المطلوب اعلان موقف واضح من الحكومة تطالب حزب الله بالانسحاب فورا من سوريا ودون اي مماطلة والا اعلانه من قبل الحكومة حزباً ارهابيا".

ونقلت «الديار» عن مصادر سياسية في «8 آذار» ان حركة الابتزاز التي افتعلتها السعودية ليست ضد حزب الله بل ضد كل اللبنانيين لانها تعبر عن المأزق الذي يعاني منه آل سعود نتيجة خياراتهم الفاشلة سوريا وعربياً".

واكدت ان هذه الحملة جاءت بعد سقوط كل الاجراءات والخطوات التي اتخذتها الرياض ضد حزب الله لمحاولة اضعافه ومحاصرته لبنانياً. وان قرار الغاء الهبة لتسليح الجيش أريد منه توجيه الاتهام نحو حزب الله ومحاولة تحميله مسؤولية الالغاء، فيما حقيقة الامر ان الهبة الغيت عملياً منذ عدة أشهر، وهو الامر الذي كان اكده قائد الجيش العماد جان قهوجي منذ حوالي الشهرين مشيرا الي ان الغاء الهبة جاءت نتيجة خلافات بين آل سعود ونتيجة الازمة المالية الكبيرة التي تعاني منها السعودية علي خلفية عدوانها ضد اليمن.

ورأت مصادر «الديار» أن "ما حصل مؤخراً يكشف الاسباب الحقيقية من وراء عودة رئيس «المستقبل» سعد الحريري الي بيروت، وهي قيادة حملة التضامن المتنقلة مع السعودية وفي الوقت ذاته قيادة الحملة ضد حزب الله"، مؤكدة في الوقت نفسه "أن كل هذا الصراخ والابتزاز لن يغير في حقيقة ارتهان المستقبل وحلفائه للقرار السعودي وسعيها لإحداث الفتنة في لبنان".

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة