حصار كفريا والفوعة شمال سوريا يدخل عامه الثاني وسط حالة إنسانية صعبة للغاية + صور

حصار کفریا والفوعة شمال سوریا یدخل عامه الثانی وسط حالة إنسانیة صعبة للغایة + صور

يكمل حصار بلدتي الفوعة وكفريا شمال سوريا عامه الأول بعد أن سقطت مدينة إدلب بيد المجموعات المسلحة، بتاريخ 24 شباط 2015 حيث أصبحت البلدتان محاصرتين بشكل كامل من كل الجهات ومازال الحصار مستمراً حتى هذه اللحظة.

و أفاد القسم الدولي لوكالة " تسنيم " الدولية للأنباء أن البلدتين تعرضتا لهجمات عديدة من قبل المسلحين الذين استقدموا إرهابيين  قوقازيين وتركمان وانتحاريين من السعودية والمغرب لتفجير أنفسهم على تخوم البلدتين ومع ذلك لم يستطيعوا اختراق دفاعات الفوعة وكفريا التي هي عبارة عن لجان شعبية تحمل أسلحة فردية خفيفة لكنها تملك عقيدة الدفاع عن أرضها وأهلها.

وتعاني البلدتان في الوقت الحاضر من حالةٍ معيشية سيئة جداً بسبب فقدان أهم أساسيات الحياة من ماء وغذاء ودواء عدا عن ارتفاع كبير في أسعار المواد التي يمكن أن تتوافر.

وأزمة المياه عانى منها الأهالي أيضاً فهي مقطوعة عن البلدتين بشكل كامل وقد قالت مصادر أهلية في الفوعة لمراسل تسنيم في سوريا إن أهالي كفريا والفوعة قضوا فصل الشتاء يجمعون مياه الأمطار في خزانتهم وأحيانا يلجؤون إلى سحب القليل من المياه عبر الأبار المحفورة قديما في أراضيهم.

وقد أدي نقص الأدوية ومستلزمات العلاج الي وفاة العديد من المرضى، حيث وصل عدد الوفيات إلى  35 شخصا جراء نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية، كما توفيت الأسبوع الماضي سيدة مصابة بمرض السكري بسبب عدم وجود الأنسولين لعلاجها، إضافة لإنتشار الأمراض المستعصية نتيجة المواد السامة و البارود الذي تحمله القذائف المتساقطة على البلدتين.

وبالنسبة للمواد الغذائية  فهي غير متوفرة إلا ما يدخله الهلال الأحمر بين الحين الآخر من سلال غذائية لا تكفي لبضعة أيام، فبات الأهالي يعتمدون على ما تنبته الأرض من خضروات  وما تحمله أشجار الزيتون، في وقت تستمر حالات القنص اليومية خاصة من جهة "بنش" على حدود الفوعة ولفتت المصادر إلى أن هناك حالات نزوح شاملة من الأحياء الجنوبية والشمالية باتجاه داخل الفوعة بسبب استمرار استهدافهم برصاص القنص لقربهم من بلدة بنش التي يتمركز فيها إرهابيو "جيش الفتح وأحرار الشام".

وأما بالنسبة للوضع الميداني الحالي فهناك هدوء على جبهات القتال وترقب حذر من قبل السكان لما ستؤول إليه الأيام القادمة خاصة بعد الاعلان تجديد الهدنة.

ويشكو أهالي البلدتين المحاصرتين من عدم إنصافهم في توزيع المساعدات الإنسانية التي يدخلها الهلال الأحمر بإشراف الأمم المتحدة، فالكميات التي توزع من سلال غذائية ومواد طبية لا تكفي لسد حاجاتهم إلا لأيام قليلة، مقارنة مع ما تدخله المنظمات الدولية إلى بلدات مضايا والمعضمية بريف دمشق التي دخل إليها مواد تموينية تكفيهم لمدة عام كامل.

ويصف سكان الفوعة هذه المنظمات بالمنحازة كونها تقدم كل ما يحتاجه المحاصرون في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة المدعومة من الدول الغربية على عكس المناطق المؤيدة للدولة السورية والتي تحاصرها المجموعات الإرهابية .

وقالت إحدى المُدرسات في الفوعة لمراسل تسنيم " في كفريا والفوعة لم يعد هناك ما يكفي لإطعام الأطفال، فطفل ينام ويدعو ربه أن يرزقه موزة في الصباح والآخر يدعو ربه أن يفتح لهم الطريق ليخرجوا، وطفلة أخرى تمنت أن يرسلوا لها حبة حلوى صغيرة، والآخر تمنى أن يرسلوا له "حذاء".!

وقال أحد سكان البلدة " كل ما يريده أهالي كفريا والفوعة هو أن يكون توزيع المساعدات عادلاً بين جميع البلدات المحاصرة أو التي تعاني من حالات إنسانية صعبة، هم لا يريدون ألا تدخل المساعدات إلى الزبداني ومضايا والمعضمية، بل يطالبون الهيئات المعنية في الهلال الأحمر والأمم المتحدة أن يكونوا عادلين فقط في التوزيع".

الجدير بالذكر أنه يقطن في الفوعة 35000 نسمة و كفريا 15000 نسمة وتبعدان عن  مدينة ادلب /12/ كم ، وطال الدمار حوالي 80 بالمئة من الأبنية السكنية أغلبها مدمر بالكامل وغير صالح للسكن جراء استهداف البلدتين بشكل مستمر بالقذائف والصواريخ، حيث سجل 75ألف قذيفة وصاروخ وجرة غاز بما فيها صواريخ من العيار الثقيل كـ"الغراد والفيل" وقذائف الدبابات سقطوا على البلدتين خلال العام الماضي، بالإضافة إلى عشرات المفخخات التي قادها انتحاريون وفجروها بمحيط البلدتين وحواجز اللجان الشعبية .

وقضى منذ بداية الحصار أكثر من 2000 شهيد من أطفال ونساء و شباب ومئات الجرحى جراء القذائف ورصاص القنص عدا عن الاشتباكات بين الحين والآخر على تخوم البلدتين.

يذكر أنه يشارك في الحصار بشكل أساسي كل من "جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وجند الأقصى" المنضمين لما يسمى جيش الفتح .

ومنذ أيام تم الإعلان عن تجديد الهدنة في كفريا والفوعة المرتبطة مع مضايا والزبداني بريف دمشق لمدة 3 اشهر، وعبّر الأهالي عن رفضهم لها معتبرين أن ذلك يعني سنوات أخرى من الحصار ومزيدا من القذائف والصواريخ وبالتالي مزيدا من الشهداء ، مؤكدين أنهم يريدون فتح الطريق وخروج على الأقل النساء والأطفال والمرضى.

 

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة