"وادي الصراخ" في وجه نتنياهو

"وادی الصراخ" فی وجه نتنیاهو

زعم رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو أن "الجولان سيبقى في يد «إسرائيل» إلى الأبد" خلال الاجتماع الذي عقدته حكومته في الجولان السوري المحتل، فيما أكد أهالي المنطقة أن الخطوة لن تخفي حقيقة أن "الجولان أرض عربية"، في وقت يبقى فيه "وادي الصراخ" رمزاً للقاء السوريين وشاهداً على التواصل.

ولعل أكثر النقاط "الحيوية" التي تركت بصمة مميزة في الجولان هي "وادي الصراخ" المطلّ على القسم المحتل من الجولان السوري، حيث تنقشع من خلف "السلك الشائك" الرمادي هضاب ومدن وبلدات رفضت "الأسرلة" منذ احتلالها عام 1967.

وفي هذا المكان بالذات، وعلى مدى سنوات، يتم اللقاء بين السوريين وأهلهم الرازحين تحت الاحتلال عبر الصراخ  بواسطة مكبرات الصوت والأثير"..! فيتبادلون التحيات والسلامات والأحاديث، وربما قبلات الشوق والاشتياق....  مؤكدين هويتهم العربية السورية.

لقد أمسى "وادي الصراخ" رمزاً  لتأكيد "سورية" الجولان، وناهضاً على عودته إلى حضن الوطن، وهو يجسّد في ذاكرة السوريين اللقاء في المناسبات الوطنية كعيدي الجلاء والاستقلال، وذكرى الإضراب الكبير عام 1981.

وفي الوقت الذي يحتفل أهل الجولان بذكرى الجلاء، قامت حكومة بنيامين نتنياهو بعقد اجتماع غير مسبوق في الجولان المحتل، حيث تحوّلت المناسبة التي جرت بمشاركة فلسطينية حاشدة في مدينة مجدل شمس، إلى لقاء حاشد يؤكد رفض قرارات حكومة بنيامين نتنياهو ويشدد على "سورية" الأرض والهوية، وبحسب ما قال الصحفي عطا فرحات وهو ابن المنطقة، فإن "الجولانيين أكدوا خلال احتفالهم الحاشد بمشاركة فلسطينية واسعة في مدينة مجدل شمس كبرى المدن الجولانية رفضهم للقرارات «الإسرائيلية»، وأكدوا على سوريّة أرض الجولان وحق عودته إلى الوطن الام سوريا"".

ويأتي اجتماع حكومة نتنياهو في حمأة أحداث وتطورات شهدتها سوريا والمنطقة، وكان لافتاً إعلان رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو خلال الجلسة المذكورة أن "الجولان سيبقى في يد «إسرائيل» إلى الأبد، وأن خط الحدود لن يتغير بغض النظر عما يحصل في الجانب السوري."

بيان أهالي الجولان: أرضنا عربية وستبقى إلى الأبد

وخلال انعقاد هذا الاجتماع صدر بيان لأهالي الجولان، أكدوا فيه  "أن الجولان  أرض عربية سورية مند الأزل وستبقى إلى الأبد،  وهي حقيقة لا تغطيها الشمس ولا مهاترات الاحتلال الزائل، والذي جاء اليوم في ذكرى الجلاء ليعقد اجتماع حكومته على أرض الجولان ويعد مستوطنيه بوعود ستسقط بأول امتحان أمام بسالة وبطولة حماة ديارنا، وليوهم العالم أن ما فشل في تطبيقه على الأرض السورية بفعل الوكيل ومرتزقتهم بمنطقة عازلة لن يجلب الأمان لمستوطنيه بوعود كاذبة".

ويعقّب فرحات قائلاً "اجتماع الحكومة «الإسرائيلية» في الجولان من وجهة نظري، هي خطوة "لتهدئه الشارع «الإسرائيلي» من الخوف من الحدود اللبنانية الفلسطينية، ومن جهة أخرى، فإن نتنياهو "يريد إظهار نفسه كبطل في الداخل «الإسرائيلي»، لجهّة حفاظه على الجولان وتطمين المستوطنين، وبالتالي العمل على ازدياد التطرف لدى «الإسرائيليين»".

ويعلّق على الكلام الذي أعلنه رئيس الحكومة الصهيونية ، فيقول، " نتنياهو يستطيع الإعلان عما يشاء، لكن الواقع غير ذلك، فقانون ضم الجولان تم قبل 35 عاماً ولم ينجح حتى اليوم، كذلك فإن مساحة  الاستيطان في الجولان تزيد عن 1100 كم مربع، لكن  عدد المستوطنين في هذه المساحة لا يزيد عن 36 الف مستوطن، رغم الخيرات الكثيرة في المنطقة".

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة