ايران ضمن الدول الخمسة الأكثر دقة في إصابة صواريخها

ایران ضمن الدول الخمسة الأکثر دقة فی إصابة صواریخها

قال وزير الدفاع الإيراني السابق العميد احمد وحيدي ان ايران الاسلامية هي ضمن الدول الخمسة الأكثر دقة في إصابة صواريخها.

واوضح وحيدي في حوار مع وكالة تسنيم الدولية للانباء نشر اليوم الثلاثاء انه "يمكن القول باننا نعتبر من ضمن الدول الخمسة التي تمتلك صواريخ عالية الدقة والتي يعبر عنها بالصواريخ النقطوية وهذه الجودة والتكنولوجيا العالية التي اصبحنا نمتلكها هي التي بثت الخوف في نفوس الاعداء".

وقد اكد العميد وحيدي، الذي يشغل حاليا منصب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الدفاعية في الجمهورية الاسلامية، ان العالم باسره لاحظ قوة الردع الصاروخية التي تمتلكها الجمهورية الاسلامية بصورتها البسيطة ضمن الحروب التي خاضتها المقاومة في لبنان وفلسطين ضد الكيان الصهيوني في الآونة الاخيرة حيث صمد ابطال المقاومة امام آلة الحرب المتطورة للصهاينة لفترة طويلة اضطر خلالها العدو للاذعان بقدرتهم والفضل في ذلك طبعاً للتقنية الصاروخية الايرانية التي اعتمد عليها المقاومون، والقاصي والداني يعلم ان هذه التقنية البسيطة هي مجرد نموذج اولي لقوة الردع الصاروخية التي نمتلكها والتي لا يمكن لاحد تصور مدى قدرتها الهائلة.

واشار العميد وحيدي الى ان القدرة الصاروخية هي التي مكنت الجمهورية الاسلامية من اثبات وجودها في الفضاء وارسال اقمار صناعية بجهود وطنية وحذر كل من تسول له نفسه التعدي على حقوق الشعب الايراني قائلاً: "لو تعرضت الجمهورية الاسلامية لأيّ اعتداء فنحن نعتبر المقصر جميع المشاركين في ذلك وكذلك كل من يقدم لهم يد العون، ففي ايام الدفاع المقدس (حرب الثماني سنوات مقابل النظام البعثي في العراق) بادرت الكثير من البلدان الرجعية في المنطقة الى تقديم مساعدات جمّة لنظام البعث ولولا هذه المساعدات لما تمكن صدام من الصمود امامنا، ومع ذلك فالجمهورية الاسلامية لم تتعامل مع الامور بانفعال بل التزمت جانب الحكمة والاتزان فأبقت الحرب مقتصرة على جبهات القتال مقابل العراق، ولكن لا نضمن هذا الموقف مستقبلاً فيما لو تعرضنا الى حرب اخرى".

وفيما يلي أهم جوانب هذا الحوار: 

تسنيم: الجمهورية الاسلامية بحاجة الى تطوير تقنياتها القتالية في شتى المجالات نظراً للظروف الراهنة التي تحكم المنطقة والعالم، ولكن لماذا ركزت مساعيها على تطوير التقنية الصاروخية اكثر من أية تقنية اخرى؟

العميد وحيدي: كل بلد له نظريته العسكرية الخاصة به لذلك يقرر الخبراء فيه ما تقتضيه الضرورة والاسلحة التي يجب تسليط الضوء عليها وتطويرها، واما في الجمهورية الاسلامية فنحن بحاجة الى قوة دفاعية رادعة وهذا الامر بطبيعة الحال يقتضي صناعة الاسلحة التي تلبي هذا الهدف، ونظريتنا العسكرية في هذا المضمار هي امتلاك تقنية تجعل اعداءنا غير قادرين على شن أي هجوم ضد بلدنا، ولو ان احداً تجرأ وقام بهذه المغامرة فسوف يكون الرد قاسياً للغاية.

وبالفعل فقد تمكنا من تحقيق هذا الهدف ونحن اليوم نمتلك قدرة صاروخية رادعة بعد دراسات وبحوث وتجارب عديدة، واود التنويه هنا على ان تطور تقنيتنا الصاروخية لا يعني التماهل في الصناعات العسكرية الاخرى، بل اننا قمنا بتطوير جميع قابلياتنا العسكرية بشكل يفوق تصور الخبراء العسكريين ولكن الصناعة الصاروخية كانت لها الاولوية في جدول اعمالنا.
لقد شاهد العالم باسره ما حدث في لبنان وغزة ابان الاعتداءات الصهيونية، فصواريخ حزب الله والمقاومة الفلسطينية دكت العمق الصهيوني رغم القبة الحديدة المزعومة التي يفتخر بها الصهاينة والتي انفقوا عليها مليارات الدولارات، فصواريخ حماس على سبيل المثال ذات تقنية بسيطة للغاية وليست من الطراز المتطور والمعقد في تقنيته لكن مع ذلك اقتحمت هذه القبة الهشة ولم تتمكن تلك التقنية التي صفق لها الصهاينة من التصدي الا لما نسبته 20 او 25 بالمائة من هذه الصواريخ البدائية، وهذا الامر انما ينم عن ضعف العدو وهزالة برامجه الدفاعية.

لقد اكدنا مراراً على ان الجمهورية الاسلامية بلد مسالم ولا يقصد التعدي على اي بلد كان والجميع يعرفون ذلك جيداً، ولكن لو غامر العدو وتعرض لنا سوف يكون ردنا في غاية القساوة من منطلق اهدافنا الدفاعية التي ستتحول الى هجومية ان اقتضت الضرورة.

اود ان انوه لكم بان تقنيتنا الصاروخية محلية بالكامل من ألفها الى يائها وقد طرحنا نماذج جديدة لم يسبقنا احد في صناعتها، وهذه الانجازات العظيمة انما تمت بايدي خبرائنا الماهرين الذين تمكنوا من تطوير منتجاتنا العسكرية وتجهيز جميع الوحدات العسكرية في البلاد، والامر الجدير بالذكر ايضاً هنا هو ان سائر البلدان لا تمتلك هذا التطور المذهل في الصناعات العسكرية ومعظم البلدان الصناعية غير قادرة على طرح نماذج جديدة كما فعلنا باستثناء عدد يسير.

تسنيم: هل يمكن الاعتماد على التقنية الصاروخية على صعيد الصناعات الفضائية والبحوث العلمية؟

العميد وحيدي: ان احد الاهداف التي دعتنا لتطوير قدراتنا الصاروخية هو انها تلبي تطلعاتنا في اثبات وجودنا في مجال التقنية الفضائية، فهذه التقنية ترتكز بشكل اساسي على التقنية الصاروخية ولو اننا لم نكن نمتلك قدرة صاروخية لما تمكنا من ارسال اقمار صناعية الى الفضاء، والجمهورية الاسلامية اليوم تعتبر ضمن افضل عشرة بلدان تمتلك تقنية قضائية بدقة عالية، وبطبيعة الحال فالتطور في هذا المجال هو بوابة لتحقيق انجازات في مختلف المجالات العلمية المدنية والعسكرية على حدّ سواء.

تسنيم: ما هي مكانة بلدنا عالمياً على صعيد الصناعات الصاروخية؟

العميد وحيدي: اولا انوه على اننا توصلنا الى درجة الاكتفاء الذاتي في مجال الصناعة الصاروخية فهناك الكثير من البلدان التي تمتلك صواريخ بعيدة المدى لكنها لم تقم بصناعتها، بل حصلت عليها من السوق العالمية للاسلحة دون ان تمتلك اية تقنية صاروخية لذا فهي تابعة للبلدان المصنعة ولا تستطيع ان تقدم او تؤخر شيئاً في مجال قدراتها الصاروخية، لذلك نحن بلد لا نظير له في هذا المجال وقمنا بتصنيع الصواريخ وكل معداتها بجهود محلية، وصواريخنا تندرج ضمن تقنية متطورة من حيث الدقة في اصابة الاهداف وهذه الدقة العالية لا تملتكها الا اربعة بلدان فقط وايران خامسها، وهذه الدقة الفائقة تزرع الرعب في نفس العدو لان الخبراء العسكريين يدركون جيداً معنى دقة الصاروخ في اصابة هدفه المحدد في مختلف المديات.

تسنيم: هل ان صناعتنا الصاروخية المحلية من شانها تلبية جميع اهدافنا الدفاعية؟ مثلاً لو تعدت اسرائيل على اراضينا فهل لنا القدرة على اقتحام جميع خطوطها الدفاعية وتغيير معادلة القتال؟

العميد وحيدي: نعم، بكل تاكيد وهذا الامر هو الذي ارعب الصهاينة وجعلهم ينفقون اموالاً طائلة للدفاع عن انفسهم فيما لو حدثت حرب، فجل اهتمامهم في دفاعاتهم العسكرية يتركز على الحيلولة دون قدرة ايران على الرد عليهم، ولكن عليهم ان يعلموا بان كل مساعيهم هذه ونفقاتهم الهائلة وتلك التسهيلات التي تقدمها لهم بعض بلدان المنطقة، لا يمكن ان يلبي تطلعاتهم لأن التقنية التي نمتلكها متطورة للغاية وفي كل آونة نطورها طبقاً لمقتضيات الساعة وتزامناً مع التطور العالمي، ونحن لا نسمح لأي كائن كان بالتعدي علينا او المساس بحقوق شعبنا.

تسنيم: بعض المسؤولين الامريكان ومن يسير على نهجهم يعزفون على وتر الصناعة الصاروخية في الجمهورية الاسلامية لدرجة انهم ربطوا بينها وبين المحادثات النووية، فيا ترى ما الذي دعاهم لاتخاذ هكذا موقف برأيكم؟

العميد وحيدي: الامريكان وحفاؤهم في الحقيقة يعملون على تغيير المعادلات الاستراتيجية في شتى ارجاء العالم، حيث يبذلون قصارى جهودهم لتسليح الكيان الصهيوني وبعض بلدان المنطقة وفي الحين ذاته لا يتوانون عن عرقلة عجلة التطور في الجمهورية الاسلامية ويبذلون كل ما لديهم من طاقة للقدح بحقانية الجمهورية الاسلامية. لذا حينما لاحظوا التطور الصاروخي المذهل في الجمهورية الاسلامية اضافة الى التطور الهائل في سائر الصناعات العسكرية البرية والبحرية والجوية، ثارت حفيظتهم وادركوا انهم غير قادرين على تغيير هذه المعادلة الجديدة التي ظهرت على الساحة حتى وان منحوا احدث اسلحتهم وطائراتهم لحلفائهم في المنطقة وعلى هذا الاساس اتخذوا المحادثات النووية ذريعة لعلهم يتمكنون من وضع عراقيل امامنا على صعيد صناعاتنا العسكرية ولا سيما الصاروخية منها وبالطبع فان المحادثات مع الاعداء دون امتلاك قدرة ردع صاروخية يعني الانبطاح لهم والاذعان لجميع شروطهم غير المشروعة.

تسنيم: ما هو واقع الميزانية الدفاعية في الجمهورية الاسلامية مقارنة مع بلدان المنطقة؟

العميد وحيدي: حسب الاحصائيات الرسمية فالجمهورية الاسلامية مقارنة مع بلدان المنطقة تنفق الشيء اليسير على الصناعات الدفاعية لكنها تحقق انجازات مذهلة تفوق كل التوقعات، واما بلدان الخليج الفارسي فقد انفقت اموالاً تفوق ما انفقته الجمهورية الاسلامية ثمانين ضعفاً بين الاعوام 2008م الى 2011م على صعيد شراء الاسلحة والمعدات العسكرية والسعودية كان لها النصيب الاكبر في هذا المجال ولكنها اين تستخدم هذه الاسلحة؟ انها تصب جام غضبها اليوم على الشعب اليمني المظلوم وطائراتها المتطورة الامريكية الصنع تجوب في اجواء هذا البلد المسلم، ولكن ما هي النتيجة؟ حتى هذه اللحظة تمكن اليمنيون المقاومون من احتلال اجزاء من ثلاث محافظات سعودية رغم قلة عددهم وبساطة عدّتهم مما جعل الحكومة السعودية تقع في مأزق شديد وحرج لا مخرج لها منه، والجيش البري السعودي بدوره ما زال متخفياً في الصحراء ولم يتقدم حتى شبراً واحداً امام مقاومة انصار الله، وتلك المناطق التي تراجعت منها المقاومة لاسباب استراتيجية فقد اصبحت تحت سيطرة تنظيم القاعدة الارهابي.
نعم، هذه هي القدرة العسكرية السعودية التي تتقوم على انفاق مليارات هائلة من دولارات نفط المسلمين، فهي قدرة عقيمة لا تحرك ساكناً رغم وقوف بعض المرتزقة والبلدان التي تحالفت معها لضرب الشعب اليمني.

تسنيم: لو احتمل ان احداً تجرأ واعتدى على الجمهورية الاسلامية، فكيف سيكون الرد؟ فهل سيكتفى بالرد الصاروخي او ان القواعد الامريكية التي اقيمت في المناطق المحاذية لبلدنا ستكون هي الاخرى هدفاً مشروعاً؟

العميد وحيدي: ان قدرة الردع التي نمتلكها غير محدودة بنطاق معين، واذا اخطأ الاعداء في حساباتهم واقدموا على مغامرة استراتيجية فسوف تكون ادارة ساحة القتال بايدينا وسنعين وجهتها وحتى مدة الحرب ونطاقها سيكون باختيارنا، ولكننا نأمل ان يتصرفوا بعقلانية في التعامل معنا كي لا يواجهوا مصيراً سيئاً لا يفيد الندم من بعده.
ولو ان هكذا حرب اندلعت حقاً، سوف يطال كل من يشارك فيها عقاباً قاسياً ولا ينجو منها حتى اولئك الذين قدموا الدعم للاعداء باي شكل كان، ففي الحرب التي فرضت علينا من قبل نظام الدكتاتور صدام حسين وحزب البعث وقفت العديد من الانظمة الرجعية في المنطقة الى جانب هذا النظام الفاسد فضلاً عن القوى الاستعمارية الكبرى، لكننا رغم ذلك لم نخرج من نطاق جبهات القتال وجعلنا الحرب تتمحور هناك فحسب، ولكن هذا الموقف كان في تلك الآونة فحسب، لذا لو ان احداً سولت له نفسه بالتعدي علينا مرة اخرى فليس هناك ما يضمن بقاء هذه الحرب ضمن نطاق خاص وقد يتسع نطاقها.

تسنيم: قائد الثورة الاسلامية الإمام الخامنئي (حفظه الله) اشار قبل مدة الى تصريحات اطلقها بعض الاشخاص في الداخل حول القدرات الصاروخية للبلاد (وقد صحح هؤلاء الموقف وقالوا ان خطأ حصل والتصريحات لم تكن كما نقلت)   فما هو السبب اتخاذ قائد الثورة الاسلامية لهذا الموقف؟

العميد وحيدي: النظام الاسلامي في ايران يسير على مبدأ الخطاب الثوري الذي يؤكد على وجوب مكافحة التمييز والظلم وضرورة اقامة العدل وترويج الروح المعنوية والعقلانية في البلدان الاسلامية، بل في جميع بلدان المعمورة، لذا لا يمكن لاحد تغيير هذا الخطاب الذي ترتكز عليه ثورتنا، واود ان انوه هنا على ان الهجمة الشعواء لنظام البعث البائد علينا كانت تنصب في تغيير هذا الخطاب بتحريض ودعم من القوى السلطوية الغربية والبلدان الرجعية في المنطقة، وكما تعلمون فقد اندلعت تلك الحرب بغية اعقام مساعي الجمهورية الاسلامية وحرفها عن مبادئها الدينية والانسانية الاصيلة. والغربيون اليوم مع حلفائهم في المنطقة وضعوا مخططات جديدة لمواجهة هذا الخطاب، لذلك تشبثوا بالنزعة الطائفية وراحوا يروجون للهلال الشيعي وغيروا مجرى الاحداث نحو نزاعي سني - شيعي مفترض، ولكن واقع هذا الصراع الموهوم هو نظرية بريطانية تهدف الى زعزعة اوضاع المسلمين حسب تصريح احد المسؤولين في بلدان المنطقة، فالبريطانيين هم اول من طرحوا مفهوم الهلال الشيعي، الا ان هدفهم هو ضرب العالم الاسلامي من الصميم وزرع الفتنة الطائفية التي يطال شرارها العالم بأسره.

واكد العميد احمد وحيدي في هذا اللقاء على ان الجمهورية الاسلامية هي البلد الوحيد الذي استطاع الصمود امام كل تلك المساعي الشيطانية الخبيثة التي بدرت من الولايات المتحدة وحلفائها، وهي البلد الوحيد الذي هددته واشنطن وتل أبيب بهجمات عسكرية، لكنها صمدت وستبقى صامدة ولن تتزعزع امام هذه التهديدات الواهية التي هي في الواقع ليست سوى هواء في شبك، كما نوه على اننا سنواصل تطوير تقنيتنا العسكرية في جميع المجالات ولا سيما الصناعة الصاروخية التي هي حق مشروع لنا، فالجمهورية الاسلامية حريصة على مصلحة شعبها وشعوب جميع بلدان العالم ولا تتعدى على احد مطلقاً لكنها لها الحق في امتلاك مؤهلات الدفاع عن النفس حالها حال سائر البلدان في العالم.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة