تسييس أممي ورضوخ لأوامر سعودية


تسییس أممی ورضوخ لأوامر سعودیة

التراجع الأممي الفاضح أثار الكثير من علامات الإستفهام التي رسمت حول مستوى الإنحدار و"التسييس" الذي أصاب المنظمة التي من المفترض أن تقف على مسافة واحدة من الجميع.

لم يكن خبراً "عادياً" إدراج الأمم المتحدة الجمعة الفائت ما يُسمى "التحالف العربي" بقيادة السعودية على اللائحة السوداء في المنظمة. كثر رحبوا بالقرار الأممي المنتقم لأرواح الأطفال الأبرياء الذين سقطوا في اليمن. تماماً، كما لم يكن خبراً "عادياً" إعلان المنظمة التي تدعي العدالة "شطب" دول العدوان على اليمن من لائحتها السوداء بعد أربعة أيام فقط من القرار العتيد.

التراجع الأممي الفاضح أثار الكثير من علامات الإستفهام التي رسمت حول مستوى الإنحدار و"التسييس" الذي أصاب المنظمة التي من المفترض أن تقف على مسافة واحدة من الجميع. أسئلة كثيرة طرحت أيضاً حول حجم الضغوط السعودية التي تعرضت لها الأمم المتحدة، وسط الحديث عن تدخل لوبيات ودبلوماسيين كبار لدى الأمين العام للمنظمة الأممية بان كي مون.

وفي التفاصيل، أعلنت الأمم المتحدة أنها ستحذف اسم "التحالف العربي" الذي تقوده الرياض في اليمن من لائحتها السوداء لمنتهكي حقوق الاطفال بانتظار إعادة النظر في وقائع وردت في تقرير احتجت عليه الرياض بشدة.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك "ان بان كي مون وافق على الاقتراح السعودي بمراجعة الوقائع والحالات الواردة في التقرير"، مضيفاً "بانتظار نتائج إعادة النظر المشتركة، يسحب الأمين العام اسم التحالف من اللائحة المرفقة بالتقرير".

من جهته، عبّر السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي للصحافيين عن ارتياحه لهذا القرار الذي "يبرئ السعوديين والتحالف بشكل واضح" حسب زعمه.

وعلى الرغم من ان التقرير سيخضع للمراجعة، قال السفير السعودي للصحافيين "ان التغيير الذي طرأ على اللائحة غير قابل للعكس وغير مشروط" وفق تعبيره.

وقبل ذلك، دافع دوجاريك عن التقرير، وقال "انه سيتم ادخال بعض التعديلات لكن اللائحة ستبقى على حالها"، موضحاً أنّ الأمم المتحدة مستعدة "لتغيير صيغة" التقرير من أجل تجنب المساواة بين دول أعضاء مثل السعودية و"مجموعات ارهابية" ترتكب انتهاكات ضد الاطفال، لكنها لا تنوي تعديل مضمونه.

لكن بعد ساعات أصدر دوجاريك بيانا أعلن فيه أن "التحالف سيشطب عن اللائحة".

وكان المعلمي الذي التقى مع نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون لمناقشة اللائحة، عبر عن "خيبة أمل عميقة" من التقرير وطلب من الامم المتحدة الاثنين "تصحيحه فورا".

"رايتس ووتش" تتهم بان بالاستسلام للضغوط السعودية

وردا على قرار شطب دول العدوان على اليمن من اللائحة السوداء، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الانسان بان كي مون بالاستسلام للضغوط السعودية.

وقال نائب مدير المنظمة فيليب بولوبيون "بما أن هذه اللائحة تفسح المجال أمام التلاعب السياسي، فإنها تفقد صدقيتها وتسيء الى إرث الأمين العام في مجال حقوق الإنسان".

التلغراف: "لوبيات" ضغطت لشطب التحالف السعودي من قائمة العار

بموازة ذلك، كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية، في تقرير نشرته فور رفع الامم المتحدة "التحالف" من القائمة السوداء "ان لوبيات وضغوطاً دبلوماسية مورست على الأمم المتحدة لرفع دول العدوان الذي تقوده السعودية في اليمن من القائمة السوداء لقتل الأطفال".

وكشف دبلوماسيون عن ضغوط مارستها السعودية وعواصم غربية وأعضاء في مجلس الأمن علاوة على التلويح بوقف تمويلات برامج المنظمة الدولية والتأثير على مسار محادثات السلام اليمنية في الكويت.

وأشارت صحيفة التلغراف، إلى أنه على الرغم من أن المتحدث باسم بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، قال إن القرار كان مؤقتا، وفي انتظار إعادة النظر في الأدلة، أعرب نشطاء في مجال حقوق الإنسان عن سخطهم من أن الهيئة العالمية قد استسلمت ورضخت للضغوط.

المصىدر: العهد

/انتهي/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة