من سيخلف الملك «سلمان»؟


من سیخلف الملک «سلمان»؟

في مقال نشره موقع «المونيتور»، تناقش الكاتبة السعودية «مضاوي الرشيد» مسألة الخلافة في السعودية في محاولة للجواب على السؤال الأهم حول هوية الشخص الذي من المنتظر أن يخلف الملك «سلمان».

وتقول مضاوي الرشيد: يترأس الملك «سلمان بن عبد العزيز آل سعود» حالياً اثنين من الأمراء اللذين عينهما في 2015 لإدارة شؤون المملكة. منذ ذلك الحين يتطلع العديد لإحداث ثقب في الجدار الحديدي الملتف حول ملف الخلافة الملكية السعودية لمعرفة أو توقع من التالي في اعتلاء العرش.

وقد لوحظ بالفعل الظهور القوي لسلة ولي ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان». وعلى ما يبدو أنه قد حجب تماماً ابن عمه ولي العهد الأمير «محمد بن نايف»، والذي خرجت تقارير مؤخرا تفيد بأنه مريض وعلى وشك الموت. ولقد قيل أن ولي ولي العهد عازم على تعزيز وضعه كمللك مستقبلي بينما لازال والده على قيد الحياة. ويثير هذا التنافس المزعوم العديد من التكهنات.

ووفقا للكاتبة، فإنّ خلافة عرش السعودية قضية غامضة، وهي من صلاحيات الملك ولا يطّلع على أسرارها إلا دائرة مقربة من الأمراء والأقارب. وعلاوة على ذلك، بينما حقق الأمير «محمد بن سلمان» مكانة عظيمة بفضل حربه غير المنتظمة في اليمن، وزياراته الاعتيادية للولايات المتحدة وأوروبا والخطة الاقتصادية «رؤية 2030»، فإنّ إبن عمه «نايف»، هو المسؤول عن الأمن الداخلي للملكة، يمثل الدولة العميقة في السعودية.

فقط أمير صغير أحمق، هو من يمكنه محاولة اختراق هذه الدولة العميقة، التي تتمثل الآن في إمبراطورية من أجهزة الاستخبارات والمؤسسات الشرطية وقوات الطوارئ، بالإضافة إلى عدد كبير من الموظفين المدنيين والقضاة ومسؤولي السجون ورجال الدين الوهابيين. وربما يكون المرض الخطير أو الموت لسيدها هو فقط ما يمكنه تحويل ولاء الدولة العميقة. وسيتنازل «بن نايف» عن هذه الدولة العميقة فقط في حالة ما أصبح الملك. وبما أنه ليس لديه أبناء لوراثة المنصب، فسيكون عليه قريباً رعاية استبدال وزاري.

 معضلة الخلافة

كانت هناك طرق تقليدية عقلانية للتعامل مع عدم توقع الخليفة في السعودية. فقد قدم الملك «فهد»، الذي توفى عام 2005، قانوناً أساسياً لنظام الحكم في 1992، كنوع من الدستور لاستخدامه بجانب القرآن الكريم، والذي يعد دستور السعودية. وقد عزز من أحقية آل سعود في الحكم، وأقر أن الأمير الأكبر والأفضل هو الذي يحكم. ولكن كلمة «الأفضل» غامضة وعادة ما تسبب تهميش الأمير الأكبر وجلب آخرين للحكم.

وقد أدى هذا الغموض لترك العديد من الأمراء الكبار الساخطين بدون مناصب. وفي عام 2007، قام الملك «عبد الله» بتأسيس هيئة البيعة التي تتكون من 33 أميرا كبيرا، لاختيار الملك المستقبلي. وعين «سلمان» كولي للعهد وكذلك استحدث منصب ولي ولي العهد. ولكنه كان قد استقر رأيه على الأمير «مقرن» ليكون وليا للعهد في السنوات الأخيرة من عهده. توقع الملك أن يحترم الأمراء أوامره. لكن ما حدث أن سلمان حين تولى عرش الملك قام بعزل «مقرن» وتولية أميرين من الشباب وجلبهم للسلطة، مما يؤدي لحرمان باقي إخوانه وأبناء إخوانه وأبنائه الآخرين.

نستخلص من هذا أن الخلافة الملكية السعودية لا تتبع نمطاً واحدا. فالملك المقبل لا يمكن توقعه تبعا للسن أو أي مبادئ أخرى. فالملك يمكنه وضع القانون دون النظر للنصوص الموضوعة مسبقا والتي تتعامل مع نفس القضية. لذا، فطالما بقي الملك «سلمان» حياً، سيظل هو الرأي الأول والأخير بالنسبة للسياسة الداخلية بما يشمل تعيين «المحمدين» وهما أكثر أميرين أصبحا معروفين منذ تعيينهما.

إن المخاطرة كبيرة لكلا الأميرين للتنافس مع بعضهما البعض أمام العامة. فهناك طريقة خاصة للعمل بين المتنافسين. يظل الملك هو الحكم الأخير. لن يتنافس الأميران في العلن لأن ذلك من الممكن أن يؤدي لاهتزاز بيت آل سعود بل وزواله. لذا، وفي هذا الوقت، فلا يمكن للسعوديين أو المراقبين الخارجيين توقع ما يمكن أن يحدث بناء على تلك المعلومات المحدودة للغاية، والتي في أغلبها مجهّلة الهوية.

المصدر: وكالات

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة