إيران لن تغير سياستها في ظل كيل الاتهامات ضدها

إیران لن تغیر سیاستها فی ظل کیل الاتهامات ضدها

بينما باتت محاولات السعودية لتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني مكشوفة للعلن على حساب دماء وحقوق الشعب الفلسطيني، لا تزال الرياض تواصل جهودها لاثارة العالم العربي ضد إيران.

وافادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء ان بعد ايفاد انور عشقي ممثلا عن الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز الى الأراضي الفلسطينية المحتلة ولقائه بكار المسؤولين الإسرائيليين، بغية التوصل معهم الى اتفاق لتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية، نشهد بموازاة ذلك هذه الايام مساعي اخرى من قبل السعودية، تريد من خلالها استغلال الجامعة العربية لتنفيذ مخططاتها العدائية ضد إيران، ولكن على مايبدو فان الحظ لم يحالفها كثيرا.

وفي هذا السياق كتبت صحيفة "جوان آنلان" الإيرانية مقالا تحت عنوان "فجوة في تحالف الرياض العربي ضد إيران" اشارت فيه الى بدء أعمال الدورة الـ27 للقمة العربية التي بدأت اعمالها اليوم في العاصمة الموريتانية نواكشوط، حيث أشارت الصحيفة الى ان بينما تسعى الرياض الى توحيد الدول العربية حول ما تسميه بـ "التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية" المزعوم، فان هنالك الكثير من الدول العربية الاخرى لم تؤيد هذا الموقف العدائي السعودي ضد إيران، مما يشكل ذلك نكسة لجهود السعودية لاستغلال القمة العربية الموريتانية ضد إيران وفق الاجندة السعودية.

وبدل ان تبذل السعودية جهودا لكي تكون الدورة الـ27 للقمة العربية منصة لدعم الشعب الفلسطيني، واستخدامها لضخ دماء جديدة لضمان ديمومية سير انتفاضة القدس المباركة، فانها على ما يبدو تسير على عكس ذلك من خلال ايفادها عراب التطبيع السعودي انور عشقي الى الاراضي المحتلة ليعبّد الطريق أمام عودة العلاقات السياسية بين الرياض وتل أبيب.

وبالعودة الى مساعي السعودية الصاق تهمة التدخل في شؤون الدول العربية بإيران!، ينبغي ان نكرر مرة اخرى ان هذا حقا، إتهام في غير محله. فلا نعرف في اي شأن عربي تتدخل فيه إيران!. وإذا كانت تقصد السعودية من خلال رميها إيران بهذه التهمة، ان حضور إيران في سوريا او العراق هو تدخل فهذا اتهام خالي من الانصاف. لان إيران تتواجد في تلك الدول للدفاع عن شعوبها أمام الإرهاب وقالت هذا للمرة الالف. ولا نعتقد كذلك ان إيران تتدخل في الشأن اليمني او البحريني او اي دولة عربية اخرى، بل على العكس من ذلك فان هذه هي السعودية التي ترتكب المجازر والمذابح في اليمن وتدعم المعارضة السورية والتي توصفها بـ "المعتدلة" حيث ان ابسط جرائم هذه المعارضة الموصوفة بالاعتدال من قبل السعودية هو ذبح الاطفال كما رأينا ذلك بحق الطفل الفلسطيني قبل أيام على يد جماعة نور الدين زنكي الارهابية. واما عن جرائم المعارضة غير المعتدلة لو صح التعبير المدعومة من قبل السعودية فلا مجال لذكرها لانها جرائم لا تسعها مخيلة البشر.

فنحن من جانبنا نعتقد ان على الزعماء العرب لو ارادوا دعم الشعوب العربية حقا خلال قمة نواكشوط، فعليهم في قمتهم هذه الإهتمام بآلام الشعوب العربية وفي مقدمتها محاربة الارهاب ودعم الشعب الفلسطيني للتخلص من الاحتلال الصهيوني، لا ان يكرروا اتهاماتهم المشروخة السابقة، مرة اخرى ضد إيران. لاننا نعتقد ان الشعوب العربية ورغم المحاولات المشؤومة لتضليل هذه الشعوب، فهي باتت شعوب واعية تعرف العدو من الصديق وتدرك جيدا ان الدولة  الوحيدة التي تزود المقاومة الفلسطينية بالسلاح هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية وليست تركيا او السعودية او قطر او اي دولة اخرى في هذا العالم.

الامر المهم الاخر الذي ينبغي ان نشير اليه هو: إذا ما كانت السعودية تصر على رسم صورة وهمية حول إيران بانها دولة "معادية" للعالم العربي، فانه من غير المعقول ان تضحي الدول العربية الاخرى بمصالحها وعلاقاتها مع إيران لكسب ود النظام السعودي، ومن الافضل لبقية الدول العربية التفكير بتعزيز علاقاتها مع طهران خارج نطاق اطار السياسة السعودية. لانه على ما يبدو فان اطار السياسة السعودية مرسوم من قبل واشنطن وتل أبيب حيث نعلم ان الاسرائيليين والأمريكيين لا يريدون الوفاق والتعاون بين إيران والدول العربية لان ذلك وفق حساباتهم لا يتماشى وفق اجندة المصالح الاسرائيلية.

وفي نهاية هذه السطور نؤكد مجددا ان ايران ستظل الداعم الحقيقي والأكبر والرئيسي للقضايا الإسلامية والعربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حتى زوال دنس الإحتلال الصهيوني الغاشم، وابادة الارهاب في المنطقة، دون الالتفات الى التهم التي توجه اليها من قبل السعودية او الجامعة العربية التي تهيمن على سياساتها وقراراتها الرياض. واسمحوا لنا ان نعود قليلا بالذاكرة الى الوراء لاثبات كلامنا هذا، حيث نشير الى انه عندما خرجت حماس من دمشق واختارت طريق غير الذي سلكته إيران في التعامل مع الأزمة السورية، عندها ظن الكثير من الناس ان إيران ستغير من سياستها تجاه القضية الفلسطينية، بسبب مواقف حماس تجاه سوريا، لكن لم يحدث ذلك على الاطلاق، وظلت إيران مستمرة بدعمها للفصائل الفلسطينية المقاومة وللشعب الفلسطيني، لمواجهة العدو الصهيوني، دون ان تؤثر مواقف حماس بشيء على السياسة الإيرانية المبدئية، ولهذا نقول اليوم ايضا ان رمي الاتهامات لا يمكن ان يغير شيء من السياسة الإيرانية تجاه القضايا المصيرية بالنسبة لإيران التي يمكن تلخيصها بقضيتين اساسيتين، هما: دعم الشعب الفلسطيني حتى زوال الاحتلال الصهيوني الكامل ومحاربة الإرهاب في المنطقة حتى القضاء عليه نهائيا.

/انتهي/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة