انطلاق النفير الشعبي المدني العام في البحرين في اطار «عاصفة التمرد الكبرى»

انطلاق النفیر الشعبی المدنی العام فی البحرین فی اطار «عاصفة التمرد الکبرى»

افادت مصادر وكالة تسنيم الدولية للانباء بأن المرحلة الاولى للنفير الشعبي العام في «عاصفة التمرد الكبرى» بالبحرين ، انطلقت فجر اليوم الاربعاء عبر تظاهرات في عدد من المناطق قطع خلالها المحتجون عددا من الطرق تمهيدا لفعاليات "التمرد" التي ينتظر ان تستمر عدة ايام وسط استنفار السلطات الخليفية لمواجهة ما وصفه رئيس وزراء النظام خليفة بن سلمان آل خليفة بـ"دعوات مشبوهة للخروج على النظام والقانون" .

و منذ الساعة الـ 6 صباح اليوم إنطلقت الجولة الأولى من تظاهرات "تمرد" البحرين في العديد من البلدات رغم المنع و الإنتشار العسكري الواسع للقوات الحكومية . و حمل المتظاهرون لافتات منها “متمردون ، متمرد ضد آل خليفة ، متمرد من أجل المعتقلين ، متمرد من أجل الكرامة” . وشدد المشاركون على الخيار السلمي و الابتعاد عن اماكن التواجد العسكري ، فيما قامت قوات النظام الخليفي بأعداد كبيرة بمهاجمة المتظاهرين و ملاحقتهم و قمع المشاركين في التظاهرات . ولم تكتف القوات الحكومية بمهاجمة المحتجين بل إقتحمت منازل المواطنين في مناطق الكورة وجزيرة سترة وغيرها . و في جزيرة المحرق اغلق المتظاهرون شارع خليفة باتجاه العاصمة المنامة بالإطارات المشتعلة إستنكاراً لحملات القمع وحصار المناطق السكنيّة . و بدت حالة العصيان و التمرد ضد النظام على مختلف مناطق البحرين ، حيث اغلقت المحلات التجارية أبوابها وتعطلت النشاطات العامة في البلاد . و اوضحت مصادر محلية ان معظم مناطق البحرين شاركت في التظاهرات بما فيها المنامة العاصمة والكورة و المقشع و شهركان و المصلى و أبوصيبع و الشاخورة و سترة و سفالة و مهزة و باربار و الدراز و الديه و كرانة و كرزكان و المحرق و عالي و العكر و الجفير و المالكية و الهملة و القدم و سلماباد و جنوسان وغيرها من مناطق المملكة .
وعند الساعة الثالثة عصر اليوم دعت الحملة إلى أنّ "يسير الجميع بصورة فردية لا جماعية ، من دون شعارات ، أو يافطات ، أو رايات أو أي مظاهر أخرى" و أن يتجنبوا الاحتكاك بالقوات الأمنية منعاً "لتخريب خطة الحملة" . وكانت الحملة أعلنت في الإرشادات العامة للمرحلة الأولى من النفير الشعبي المدني ، التي أطلقتها أمس الأول، أنّ محاور النفير لليوم ستكون تسعة ، وهي "المنامة في كل شوارع المنطقة في محيط باب البحرين ، ومن دوار الدراز مروراً بكل قرى شارع البديع، وجدحفص والسنابس والديه، والبلاد القديم والمصلى والخميس والسهلة وأبو قوة، والجفير والغريفة والماحوز، والمحرق امتداد الشارع بين الدير وسماهيج، والمنطقة الغربية من دمستان ، وسترة والنبيه صالح، والنويدرات والمعامير والعكر" .
وفي هذا الإطار ، كان قد أعلن الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الشيخ علي سلمان، وفقاً لفيديو نشرته الحملة على موقعها، أنّ "هذه الثورة لن تتوقف، ولن تتوقف هذه الهبّات، ولن تتوقف دعوات التمرد والتجمع أياً كان ما يكون في 14 اغسطس (آب) ، وستأتي دعوات في سبتمبر (أيلول)، وستأتي دعوات في ديسمبر (كانون الأول)، وستأتي دعوات في كل شهر حتى تسقط الديكتاتورية وتقام ديموقراطية تحترم حقوق الإنسان لا تظلم سنياً ولا تظلم شيعياً، وتحترم الجميع على قدم المساواة" .
و في مقابل هذه الدعوات ، أكد رئيس وزراء النظام الخليفي خليفة بن سلمان، الذي يحتل منصبه منذ 42 عاماً ، أن "الحكومة أمام مرحلة حاسمة في محاربة الإرهاب حتى القضاء عليه ضمن برنامج متكامل لمكافحة الإرهاب ومعاقبة مرتكبيه والمحرضين عليه ومن يوفر لهم الغطاء السياسي أو الشرعي" ، مشيراً إلى أنّ "حملة تمرّد البحرين" تمثل "دعوات مشبوهة للخروج على النظام والقانون" ، و أن الحكومة "ستجابهها و من يقف وراءها بقوة بإجراءات وتدابير حازمة وستعاقب من يقف خلفها" . ووصف حملة "تمرّد" بأنها "إرهاب ممنهج سنواجهه بكل صرامة وسيقدم للعدالة كل محرض وداع للعنف والإرهاب وتعريض السلم الأهلي للخطر" .
يأتي ذلك في الوقت الذي زادت فيه التعزيزات الأمنية للسلطات الخليفية على الأرض ، وذلك عبر تعزيز محيط دوار اللؤلؤة السابق، الذي كان معقل الحركة الاحتجاجية في العام 2011، ونصب نقاط التفتيش في مداخل القرى والمناطق بحثا عن مطلوبين وناشطين ميدانيين. كما تم تسوير عدد من الشوارع الفرعية المؤدية إلى الشوارع الرئيسية بالأسلاك الشائكة والحواجز الاسمنتية .
يذكر أنّ الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمر مؤخراً باتخاذ تدابير جديدة للحد من التظاهرات ، كما أصدر قرارات تضمنت منع التظاهر في العاصمة المنامة ومنح قوات الأمن صلاحيات اضافية للتعامل بحزم مع الاحتجاجات.

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة