هل يمكن للاعلام المعاصر ان يحل محل الكتاب؟

هل یمکن للاعلام المعاصر ان یحل محل الکتاب؟

اشار الكاتب والمترجم الايراني مير جلال الدين كزازي الى ان ادوات التوعية المعاصرة لايمكنها ان تحل محل الكتاب، قائلا، حتى اني افكر بالانقلاب على هذه الادوات؛ حيث كلما اضيف على قوة وسرعة هذه الادوات تزداد الحاجة الى الكتاب بنفس حجم تلك الاضافة.

وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان هذا الكاتب والمترجم نفى بصراحة لدى سؤاله حول "هل يمكن للاعلام المعاصر ان يحل محل الكتاب في التوعية"، قائلا، لايمكن قبول ان اجهزة التوعية الحالية بإمكانها خلق علاقة عميقة وداخلية مع مستخدمها كالكتاب، وهذا يعود الى طبيعة وبنية الكتاب الداخلية التي تميزه عن باقي الاجهزة او ادوات التوعية.

واضاف، ان قيمة الكتاب في انه ينقلنا من الرؤية الى التفكير واذا لم نفكر فيما نقرأ ونرى بالعين ستكون القراءة لاقيمة لها ولايمكننا القول اننا قد قرأنا الكتاب حقا.

وتابع، عند قراءة الكتاب لسنا مواجهين له عن طريق العين فقط ولانستفيد من العين فقط، بل للرأس والعقل أداء رئيسي في قراءة الكتاب وأداء الرأس في هذا الفعل اكثر بكثير من العين، لاننا لانرى الكتاب فقط ولانقراه بل نفكر فيه.

واشار استاذ اللغة والادب الفارسي الى انه بذات القدر الذي كان الكتاب فيه في الماضي اقوى واكثر اداة توعية ومعرفة وتفكير فعالة، سيكون ايضا من الان فصاعدا، لأن هذه الادوات الباردة المطفأة لايمكنها ان تكون أداة تفكير كما هي قدرة الكتاب.

ونوه الى انه اذا فكرنا بعمق سينعكس عمل الكتاب واجهزة التوعية الاخرى، قائلا، اذا كان الكتاب جياشا للافكار ومنتجا، ستصبح هذه الادوات مصدر شرود الافكار في مستخدميها، ان مستخدميها لديهم نظرة متعثرة دائما تبقى على السطح لاتتعمق وهذا في الوقت الذي ينقل فيه الكتاب الانسان من السطح الى العمق.

واضاف، ان هذه الادوات المعاصرة لاقدم لها كأي ظاهرة أخرى تثير الضوضاء ونحن الان نعيش في حمى هذه الضوضاء وستخمد قريبا وسنعود مرة اخرى الى القراءة واحياء الكتاب.

وتابع، يمكننا  التأصر مع الكتاب لدرجة يكون فيها تصرفنا معه تقريبا ذاته الذي يمكن ان يكون لدينا مع الارواح والبشر ونتقبل الكتاب كصديق.

/انتهى/

أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة