" الجزيرة " و " العربية " المواليتان للفكر الوهابي تصوبان سهامهما نحو بواسل "الحشد الشعبي"

" الجزیرة " و " العربیة " الموالیتان للفکر الوهابی تصوبان سهامهما نحو بواسل "الحشد الشعبی"

لا ينكر منصف ولا عاقل بأن بعض الفضائيات التي يتغذى مسؤولوها على فتات موائد أمراء الخليج الفارسي وعلى رأسها فضائيتا الجزيرة والعربية المناصرتان للمد التكفيري الوهابي، تنتهج خطاباً عدائياً محموماً ضد أبطال الحشد الشعبي الذين يدافعون عن أرواح المواطنين العراقيين الأبرياء أمام هجمات الدواعش الهمجية ويبذلون أرواحهم دفاعاً عن إخوانهم السنة.

تسنيم/ خاص: من المخزي في هذه الأيام أننا نلاحظ بعض وسائل الإعلام المناهضة لتيار المقاومة الشريفة تنتهج خطاباً محموماً ينم عن حقد وعداء متأصل يندى له الجبين، ويتجلى قبح هذا الخطاب في تلك التعابير الافترائية ضد رجال لا ذنب لهم أنهم يدافعون عن وطنهم وعرضهم وإخوتهم أمام المد الوهابي التكفيري الذي يحرق الحرث والنسل، فهذه الفضائيات تستخدم تعابير غير مهنية تعكس حقيقة توجهاتها فتصف الحشد الشعبي تارة بالمليشيات العسكرية الشيعية وأخرى تتهمهم بأنهم يخوضون حرباً طائفيةً تستهدف كيان أهل السنة، وأحياناً تزعم أنهم ينكلون بأهل السنة!! ومن المؤكد أن عصا السبق في هذا التهجم الحاقد بيد قناتي الجزيرة والعربية الممولتين من قبل قطر والسعودية واللتين تتبنيان نهجاً وهابياً وراء كوليس إدارتيهما، ولا يختلف اثنان في أن هذا التعامل غير المهني يتنافى مع الأخلاق والأمانة الخبرية والهدف منه بكل تأكيد تشويه سمعة المواطنين الشرفاء في العراق والذين يرفضون العمالة لآل سعود ولا ينضوون تحت مظلة الفكر الوهابي التكفيري المقيت.

هذه المواقف البغيضة من قبل الفضائيتين المشار إليهما قد تزامنت مع جميع إنجازات أبطال الحشد الشعبي وفي جميع الجبهات، وفي هذه الأيام نشهدها جلية في عمليات تحرير محافظة نينوى من براثن تكفيريي داعش الوهابيين ويمكن اعتبار التهم والافتراءات التي تروج اليوم ضد الشرفاء من أبناء العراق هي تكرار لسيناريو الفلوجة، فحينما كان المقاتلون العراقيون ومن ضمنهم قوات الحشد الشعبي منهمكة بقتال جرذان داعش في تلك المدينة لم تكن الفترات الخبرية للقناتين المذكورتين تخلو من أخبار كاذبة وافتراءات طائفية تهدف إلى إثارة الفتنة في العراق وتأليب الرأي العام السني ضد أبطال الحشد الذين بذلوا أرواحهم من أجل تخليص إخوتهم السنة من كابوس داعش الذي أحرق الحرث وأباد النسل في ديارهم.

لم تنفك هاتان الفضائيتان يوماً عن إطلاق تحذيرات كاذبة لأهل السنة بزعم أن الحشد الشعبي خطر يهدد كيانهم في العراق، فقناة العربية على سبيل المثال نشرت خبراً يدعم إرهابيي داعش إبان عمليات تحرير الفلوجة مضمونه أن أهالي الفلوجة يطالبون مقاتلي الحشد الشعبي بعدم المشاركة في القتال الجاري في مدينتهم! كما نشرت العديد من الأخبار والتقارير التي تسيء الأدب لأبطال الحشد الشعبي الشرفاء، ومن جملتها تقرير تحت عنوان أن الحشد الشعبي في العراق عبارة عن ميليشيات عسكرية خارجة عن القانون! والأسوأ من ذلك تقرير زعم مسؤولو هذه القناة فيه بأن الحشد الشعبي يرتكب مجازر في الحروب التي يخوضها! تجدر الإشارة هنا إلى أن العربية والجزيرة حينما تذكر قتال بواسل الحشد الشعبي لا تصوران أنهم يتحاربون مع الدواعش التكفيريين الذين أراقوا دماء أهل السنة في العراق، بل تصورهم وكأنهم يحاربون أهل السنة.

وسيناريو الفلوجة يتكرر اليوم في الموصل حيث يتواصل الإعلام الحاقد لقناتي الجزيرة والعربية، فمن جملة التقارير التي نشرتها الأخير أن أهالي الموصل يفرون من أحيائهم خوفاً الهجمات الانتقامية المحتملة من قبل ميليشيات الحشد الشعبي! والغريب أن هذا التقرير قد نشر في أول أيام عمليات تحرير أبناء الموصل من براثن الزمر الإرهابية التكفيرية.

ولو تصفحنا الإنترنيت وبحثنا عن عبارة " الحشد الشعبي " في موقع قناة الجزيرة القطرية لوجدنا الكثير من العناوين المثيرة للاستغراب حول أبطال الحشد الشعبي، ومضمون بعضها ما يلي:

- هل أن ميليشيات الحشد الشعبي إيرانية أو عراقية؟
- يرى خبراء أن الهدف من حضور الحشد الشعبي في سوريا مستقبلاً هو تنفيذ مشروع طائفي إقليمي.
- هل تحول الحشد الشعبي في العراق إلى حكومة في باطن حكومة؟
- الحشد الشعبي ينتهك حقوق أبناء السنة في العراق.

وما إلى ذلك من مزاعم كاذبة وتهم واهية لا حقيقة لها، وفي التاسع والعشرين من شهر أيار / مايو من العام الجاري نشرت الجزيرة تقريراً حول القوات التي ستشارك في معركة الفلوجة قالت فيه إن رئيس الوزراء حيدر العبادي قد أصدر أمراً باقتحام مدينة الفلوجة الواقعة على مسافة 50 كم غربي محافظة بغداد يوم الثاني والعشرين من شهر أيار / مايو، ثم ذكرت هذه القناة قائمة للقوات المشاركة في معارك الفلوجة ومن جملتها قوات الحشد الشعبي التي وصفتها كما يلي: معظم أعضاء هذا المكون هم من المقاتلين الشعية المدعومين من قبل إيران، لذلك فهم متهمون بنقض حقوق الإنسان وتخريب ممتلكات أهل السنة في المناطق التي يسيطرون عليها مما يدعو للقلق حول مشاركتهم في معركة الفلوجة لا سيما أن الآلاف من أهل السنة محاصرون فيها.

وما يندى له الجبين في هذا الصدد أن بعض القنوات العربية ولا سيما تلك المدعومة من أنظمة بلدان الخليج الفارسي تتعمد إثارة الفتن الطائفية بشتى السبل، لذلك تسمي الحشد الشعبي باسم " الحشد الشيعي "، في حين أن أبرز الشخصيات العراقية وعلى رأسها الشخصيات السنية تؤكد على أن الحشد الشعبي يضم عناصر من المسيحيين والسنة، حيث يبلغ عدد أهل السنة أكثر 13 ألف مقاتل وكلهم يأخذون رواتب من الحكومة العراقية.

والأسلوب الماكر الآخر الذي تتبعه فضائيتا الجزيرة والعربية أنهما خلال كل معركة ضد الإرهاب سرعان تصدران إحصائيات حول شهداء وجرحى الحشد الشعبي حتى وإن كان عددهم لا يتجاوز أصابع اليد، وهذا ما فعلته في الفلوجة باستمرار وتفعله اليوم في الموصل وجميع الخبراء في الشأن الإعلامي يعرفون جيداً أن هذا الأسلوب عادة ما يتبع لتقوية الجبهة المقابلة، لذا فإن هدفهم بكل تأكيد هو تقوية جبهة الإرهاب التكفيري المتمثل بالدواعش الوهابيين، ناهيك عن أنهما تصوران أبطال الحسد بالعنف والقسوة وتتهمهم بالفتك بأهل السنة، وكثيراً ما نسمع في نشراتهما الخبرية ونقرأ في موقعيهما على الإنترنيت بأن صواريخ الحشد الشعبي أزهقت أرواح الآلاف من أبناء السنة الأبرياء!! ومن جملة التحريضات الطائفية المقيتة منهما أنهما لا تنفكان عن تحريض رموز أهل السنة ضد الشيعة في العراق ولا سيما ضد أبناء الحشد الشعبي، حيث توهم الرأي العام بعبارات كاذبة لا أساس لها من الصحة، من قبيل هذه العبارة المكررة والتي أصبحت مألوفة لدى كل من يتابع برامجهما: انتهاكات الحشد الشعبي المروعة بحق سنة العراق!

والنقطة الهامة التي أطاحت بشأن مسؤولي هاتين القناتين وحقرت مموليهما أما الرأي العام السني بالتحديد، هو أنهما تحترمان قتلة أهل السنة من الدواعش الوهابيين إذ لم نسمع يوماً أنهما تصفهم بكلمة " داعش " كما هو متعارف في وسائل الإعلام بل تذكرهم باسمهم المحبب لهم ألا وهو " الدولة الإسلامية في العراق والشام " وهذا الأمر بكل تأكيد يثير حفيظة أهل السنة الشرفاء الذين يمقتون المد الوهابي التكفيري، وفي الحين ذاته نجدهما في الكثير من الأحيان لا تطلقان على الحشد الشعبي اسمه الحقيقي بل تصفه كما ذكرنا بالحشد الشيعي أو الحشد الطائفي أو الميليشيات الشيعية.

ومن المؤكد أن القاصي والداني يعرف حق المعرفة ارتباط قناتي الجزيرة والعربية بالفكر الوهابي التكفيري بشكل مباشر ودون أية وسائط وتنال من شيوخ الوهابية الحاقدين على الإسلام والمسلمين مساعدات مالية طائلة، فهذا الأمر متفق عليه لدى الجميع، وكذا هو الحال بالنسبة إلى الغالبية العظمى من القنوات الخبرية في بعض البلدان العربية ولا سيما في بلدان الخليج الفارسي، وآخر دليل يثبت هذه الحقيقة الدامغة هي طرد مراسل الجزيرة من كردستان العراق لدى تغطيته عمليات تحرير الموصل لكونه قدم دعماً إعلامياً صريحاً لمجرمي داعش وكذلك تعامل بسوء أدب مهني مع القوات العراقية المحررة بحيث كان يتحدث بنفس طائفي مقيت بعيداً كل البعد عن مهنته كصحفي. وفي هذه الآونة أيضاً طرد مراسل العربي الحدث من العمليات الجارية لتحرير الموصل لأنه كان يقدم دعماً إعلامياً لصالح الدواعش وينقل أخباراً كاذبة حول ما يجري على أرض المعركة، والطريف في الموضوع أن هاتين القناتين لم تبدر منهما أية ردة فعل إزاء طرد مراسليهما من الأراضي العراقي وكأن المسؤولين فيهما لم يجدوا منفذاً للاحتيال على الرأي العام بعد وضوح ما ارتكبه مراسلاهما من انتهاكات صريحة للواجب الصحفي ومخالفات للشرف المهني.

لا شك في أن طرد هذين الصحفيين يحمل رسالة هامة إلى داعمي القنوات المدافعة عن المد الوهابي التكفيري مهما كانت هويتها سواء كانت قنوات قطرية أو سعودية أو عراقية معادية للشعب العراقي، وسواء كانت عربية أو غير عربية، وهذه الرسالة تتجسد في عدم رضا الرأي العام عن الدواعش وعن كل من يدعمهم كائناً من كان وكذلك يثبت بضرس قاطع بأن هناك من يروج للطائفية ويدعم الدواعش بكل ما أوتي من قوة حتى وإن أنكر ذلك أو أعلن أنه محايد أو مدافع عن حقوق أهل السنة، فمن يدافع عن حقوق أهل السنة حقاً يجد نفسه مكلفاً وقبل كل بالتصدي للدواعش ولكل من يدعمهم وفي الحين ذاته لا يجد بداً من احتقار الفكر الوهابي البغيض.

الخبراء المحايدون في شتى مشاربهم الفكرية والسياسية يؤكدون على أن قناتي الجزيرة والعربية تمثلان أبواق إعلامية لتنظيم داعش الإرهابي ولجميع الزمر الإرهابية التي تتبنى الفكر الوهابي التكفيري وأنها تروم من وراء ذلك تأجيج الفتنة الطائفية بين المسلمين وإثارة الحروب الداخلية بين أبناء الوطن الواحد ما داموا غير موالين لنهج آل سعود وفكرهم الديني المنحرف، ويؤكد جميع الخبراء بأن دعم هاتين القناتين لا يقتصر على الدواعش بل تقدمان دعماً إعلامياً للكيان الصهيوني بشكل مباشر أو غير مباشر، حتى إنهما لا تغطيان جرائمهما ضد الشعب الفلسطيني إلا بنسبة عشرة بالمئة فقط.
وما هو جلي في التغطية الخبرية المنحازة للجزيرة والعربية أنهما تتعاملان مع ملفات المنطقة بانتقائية، ففي اليمن تتهم الأبطال الشرفاء في حركة أنصار الله بأنهم خارجون عن القانون ويحاربون الدولة الشرعية، في حين أنهما تدافع عن الإرهابيين التكفيريين في سوريا وتصفهم بالمجاهدين أو المعارضة الحرة!

من المؤكد أن مسؤولي هاتين القناتين يعرفون حق المعرفة بأن الحشد الشعبي في العراق هو الذي تصدى لإرهابيي داعش من اقتحام بغداد وسائر المدن العراقية وهو الذي حقن دماء أهل السنة بالأخص من بطش الدواعش، ولكن مع ذلك لا يتورع إعلامهم المحموم من وصفه بالطائفي وتأليب الرأي العام السني ضده عبر حبك قصص كاذبة وتلفيق تهم واهية.

وفي كل معركة تخوضها القوات العراقية بجميع تشكيلاتها وبما فيها قوات الحشد الشعبي، نجد إعلاميي قناتي الجزيرة والعربية ومن لف لفهما يسخرون كل طاقاتهم لتخويف الشعب العراقي من أبطال الحشد الشعبي ويحذرون من عواقب ذلك - بزعمهم - وهذا يحدث اليوم في معارك تحرير الموصل وقد حدث سابقاً في عمليات تحرير بيجي وتكريت والرمادي والفلوجة وسائر الأراضي العراقية.

إضافة إلى كل ذلك العداء المقيت لبواسل الحشد الشعبي من قبل القناتين المذكوريتين، نلاحظ أنهما لا تغطيان الانتصارات التي تتحقق بشكل مهني، فحالهما حال جميع القنوات الداعمة للوهابية والفكر الداعشي، حيث تروجان لأكاذيب تتهم فيها العراقيين الشرفاء من أبطال الحشد الذين هم من الشيعة والسنة والمسيحيين بأنهم يسرقون الأموال ويهجرون المواطنين ويتعاملون مع العراقيين بطائفية، أي أن إعلاميي هاتين القناتين تنسبان أفعال تنظيم داعش الإرهابي إلى الحشد الشعبي بكل سخف ووقاحة  دون أن تتطرق إلى الانتصارات التي يتم تحقيقها ضد الإرهاب وتحرير أهل السنة من براثن التكفيريين القتلة!

وبالطبع فإن هذا الإعلام المحموم لا يستهدف الحشد الشعبي فحسب، فهاتان القناتان وجهتا سهامهما لكل من يحارب الإرهاب في العراق، حيث لا تنفكان عن القدح وتوجيه التهم لقوات الجيش والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب وحتى قوات البيشمركة حينما تحارب معها يداً بيد، واليوم بعد أن تمكنت قوات الحشد الشعبي من تحرير مطار تلعفر الواقع غربي مدينة الموصل، نشرت قناة الجزيرة خبراً يكذب عملية التحرير هذه وزعمت أن الدولة الإسلامية - حسب ما تصف الدواعش - قد فندت خبر سقوط هذا المطار وأكدت في الحين ذاته على مقتل جنود عراقيين في محافظة الأنبار! كما أفاد مراسل هذه القناة أن المئات من العوائل في مدينة تلعفر تواجه قصفاً مدفعياً شديداً من قبل القوات العراقية ومقاتلو الدولة الإسلامية يقاومون مقاومة شديدة في المناطق الشرقية منها! وتوثق هاتان القناتان مزاعمهما بصور ملفقة أحياناً لا تمت بصلة لموضوع الخبر فتنشر صوراً تتهم فيه الحشد الشعبي بالعنف والقسوة وكأن الشعب العراقي يفر منه لأنه يدمر البيوت ويقتل كل من يراه في طريقه، في حين أن هذا الأسلوب الهمجي هو من ميزات الدواعش لكن العربية والجزيرة لا تقولان الحقيقة أبداً وتحترمان الدواعش الذين تسميان تنظيمهم " الدولة الإسلامية في العراق والشام " ودائماً ما تنشران أخباراً تخدمهم في ساحات القتال.

حتى وإن كان الجميع يعرفون واقع هاتين القناتين المنحازتين للمد التكفيري الوهابي، ولكن مع ذلك فالشارع العربي بحاجة ماسة اليوم إلى بيان الحقائق عن نهجهما اللامهني في التعامل مع جميع الملفات في المنطقة والعالم وليس الحشد الشعبي سوى مثال واحد على هذا الظلم الإعلامي المقيت.

/انتهى /

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة