العلاقات السعودية المصرية..صفعات متبادلة


العلاقات السعودیة المصریة..صفعات متبادلة

خاص\تسنيم: تصاعدت الخلافات المصرية السعودية في الآونة الاخيرة مما جعل هذه الخلافات تطفو على السطح، وأصبحت جميع التحركات تُقرأ على أنها موجهة ضد الطرف الآخر، مما زاد عدد الصفعات المتبادلة.

بعد ان دعمت السعودية صعود الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وقدمت مساعدات لمصر، توجت العلاقات المصرية السعودية بزيارة الملك سلمان لمصر، الزيارة التي حصلت فيها مصر على مليارات الدولارات من السعودية، ليعود سلمان من مصر حاملا شهادة دكتوراه فخرية ووعد بالحصول على جزيرتي صنافير و تيران.

وتراجعت العلاقات بين البلدين بعد هذه الزيارة حيث شن الاعلام المصري هجوما حادا على السعودية ورفض أبناء الشعب التنازل عن الجزيرتين للسعودية، أما الاعلام السعودي فاحتفل بالدكتوراه الفخرية التي حصل عليها الملك من جامعة القاهرة والجزيرتين، وخلال هذه التوترات، نُسي موضوع المليارات التي حصلت عليها مصر.

وتطورت الأمور الى رفض القضاء المصري المعاهدة التي تنازل بموجبها السيسي عن الجزيرتين لصالح السعودية، وبذلك أصبحت المعادلة مليارات الدولارات لمصر مقابل شهادة فخرية للملك السعودي، مما أثار حفيظة السعوديين الذين حاولوا لي ذراع مصر، متناسين أن مصر هي الدولة العربية الأقوى والأعرق في المنطقة وإن السعودية لا تستطيع أن تجعل مصر، تابعة لها بإغراءات مالية.

وبعد التصعيد السعودي اتخذ السيسي عدة خطوات لإثبات أنه لن يرضخ لبيت الطاعة السعودي، أهمها كان دعمه للموقف السوري وتشديده على الحل السياسي والوقوف بوجه الجماعات الارهابية في سوريا، وهذا مثل تحديا مباشرا للسعودية التي تدعم هذه الجماعات.

 

وفي هذا الصدد قال السيسي، في اكتوبر، إن السياسة المصرية مستقلة بشأن سوريا، مؤكدا أن بلاده "لن تركع إلا لله"، وذلك وسط توتر في العلاقات بين مصر والسعودية، بعد تصويت القاهرة لصالح مشروع قرار روسي حول سوريا في مجلس الأمن.

ورأى موقع لوبيلوج، الأمريكي أن قطع شركة أرامكو السعودية للنفط الذى كانت ترسله إلى مصر شهريا، يعد بمثابة رسالة من المملكة لمصر بأن جيوبها لم تعد آلة صراف آلى ولكل شيء حدود، وذلك بعد تبنى القاهرة مواقف مخالفة للرياض فى بعض الأزمات الإقليمية.

قطع المساعدات المالية والنفطية عن مصر، لم يجبرها الى العودة الى الأحضان السعودية بل دفعها الى البحث عن مصادر أخرى للتمويل وهو ما زاد طين العلاقات السعودية المصرية بلة.

مواقف السيسي المتتالية في دعم سوريا، توّجت بما رآه المحللون على أنه صفعة كبرى للملك السعودي، حيث سوق الاعلام السعودي للقاء ثلاثي يجمع سلمان مع السيسي في ضيافة ولي عهد أبو ظبي، ولكن السيسي غادر قبل وصول سلمان.

سلمان رد راقصا في قطر، حيث شارك في رقصة العرضة الاستعراضية خلال مراسم استقباله في الدوحة  تحديدا والاخيرة المعروفة بعلاقاتها المتوترة مع مصر.

وفي هذا الصدد نقلت صحيفة العربي الجديد عن مصادر لم تسمها أن "الأمير محمد بن سلمان اشترط تنفيذ اتفاق الجزيرتين، قبل اتخاذ أية خطوة نحو تصحيح العلاقات بين البلدين"، مشددة على أن "الأمير الشاب كان يراهن على تقديم نفسه للمجتمع السعودي، بشكل مختلف بعد تسلم الجزيرتين، واستغلالهما في زيادة أسهمه".

وبحسب المصادر، حاول عدد من الشخصيات العربية البارزة تأدية دور الوساطة في تقريب وجهات النظر، إلا أن هذه المحاولات قوبلت بالرفض من جانب الأمير السعودي. ونوّهت إلى أن "من بين الشروط التي طرحها بن سلمان خلال المحاولات التي قامت بها العديد من الشخصيات العربية، إقالة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، من منصبه، نظراً لمواقفه المضادة للمملكة".

الطلبات السعودية المبالغ بها والتبجح السعودي بالمال الذي قد تحتاجه مصر لن تجعل مصر ترضخ للضغوط من اجله الى جانب شخصية السيسي العسكرية، فإن من المستبعد أن تشهد العلاقات بين مصر والسعودية انفراجا على المدى القريب إلا بتراجع مؤلم لأحد الطرفين.

أعد التقرير: ياسر الخيرو

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة