كاراتاش: تركيا تمر بمرحلة حساسة تتمثل في "الحرب على السلطة"

کاراتاش: ترکیا تمر بمرحلة حساسة تتمثل فی "الحرب على السلطة"

أكد القائد السابق للقوة الجوية التركية بايزيد كاراتاش ان الجمهورية الإسلامية وروسيا قد اتخذتا سياسة عقلانية ومواقف أصولية تجاه الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا خلافاً لأمريكا وبعض البلدان الأوروبية.

القائد السابق للقوة الجوية في تركيا السيد بايزيد كاراتاش والذي يشغل حالياً منصب مساعد رئيس حزب الوطن، تفقد مكتب وكالة تسنيم الدولية للأنباء في طهران، وعلى هامش هذه الزيارة خص الوكالة بتصريحات مسهبة حول أهم التطورات على الساحة التركية والظروف التي تمر بها المنطقة.

وفيما يلي نذكر جانباً من تصريحات هذه الشخصية البارزة على الساحة التركية:

المعارض فتح الله غولن ليس سوى مشروع أمريكي نزل حيز التنفيذ بعد انتهاء الحرب الباردة، ففي تلك الآونة حاولت الولايات المتحدة الأمريكية مدعومة ببعض البلدان الغربية السيطرة على القدرة الروسية واحتواء بعض البلدان الآسيوية على ضوء برنامج تحت عنوان حوار الأديان، حيث وقع عليه الخيار في عام 1999 م فبادر إلى تأسيس الكثير من المدارس في شتى أرجاء العالم والتي ادعى أنها تدرس مناهجها باللغة التركية الأسطنبولية، لكن الواقع على خلاف ذلك لكون التدريس فيها يتم باللغة الإنجليزية. المعلمون والمدرسون في هذه المدارس قد تم إعدادهم وتأهيلهم في أروقة جهاز المخابرات الأمريكية السي آي أي وذلك بهدف بسط النفوذ الأمريكي في البلدان التي يزاولون نشاطاتهم فيها.

المراكز التابعة لفتح الله غولن توفر نفقاتها المالية عن طريق مساعدات من قبل بعض الناس وابتزاز الأثرياء وبعض النشاطات غير القانونية، وقد تمكنت في عام 2003 م من جمع ما يقارب 25 مليون دولار وشيئاً فشيئاً تنامت إيراداتها لتبلغ اليوم أكثر من 100 مليون دولار.

الانقلاب العسكري الفاشل الذي حدث في الخامس عشر من شهر تموز / جولاي المنصرم قد تم التخطيط له وتنفيذه من قبل الكوادر العسكرية الموالية لتيار فتح الله غولن، والسبب الأساسي في فشله أنه لم يحظ بدعم من قبل القادة العسكريين الوطنيين في الجيش التركي وكذلك واجهة معارضة من قبل الشعب الذي وقف إلى جانب حكومته، وأود أن أؤكد على أنه حظي بدعم مباشر من قبل جهاز المخابرات الأمريكية السي آي أي والموساد وبعض أجهزة المخابرات في البلدان الأوروبية.

هذا الانقلاب العقيم لم يحقق أهدافه المخطط لها كما حدث في الانقلابات السابقة لكون قنوات التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير على حياة الشعب التركي، حيث أصبح المواطن يعرف بالأحداث فور وقوعها لذلك شاهدنا المواطنين الأتراك كيف خرجوا إلى الشارع حين حدوث هذه الحركة ومن ثم تصدوا لها وأعربوا عن معارضتهم لمن قام بها.

الحكومة التركية بدورها استغلت فشل هذا الانقلاب بقدر ما تستطيع فأعلن رجب طيب أردوغان حالة الطوارئ في كافة أنحاء البلاد وتصدى لتيار فتح الله غولن وأتباعه، وفي هذا السياق طرد مئات الآلاف من وظائفهم واعتقل أربعة آلاف منتسب للقوات العسكرية وطرد من الخدمة أكثر من 16 ألف منتسب عسكري، وأنا بدوري لم أشعر بالاستياء على طردهم لأنهم التزموا جانب الصمت حينما تعرض لنا أتباع غولن واعتقلونا؛ طبعاً فيهم بعض الأبرياء الذين لم يقترفوا ذنباً وسوف تثبت براءتهم على مر الأيام.

تركيا تمر اليوم في مرحلة حساسة تتمثل في الحرب على السلطة، وليس من الحري بمكان اعتبار هذه الحرب المحتدمة مقتصرة على الداخل التركي، بل إن نتائجها ستنعكس بكل تأكيد على سائر البلدان ولا سيما سوريا والعراق وإيران وروسيا.

وحسب مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي خططت له الولايات المتحدة الأمريكية فلا بد من تغيير حدود 24 بلداً، لذلك سعت واشنطن إلى إيجاد عداء بين طهران وأنقرة رغم أن البلدين لا يختلفان مع بعضهما في أي من المسائل الحدودية، ومن المؤكد أن هدف الأمريكان بالتفرد في قيادة العالم لا يتحقق إلا على ضوء حدوث فوضى كبرى في منطقة الشرق الأوسط.

بعد فشل الانقلاب العسكري بدأ البيت الأبيض بحملة إعلامية مناهضة لتركيا، إلا أن الحكومة التركية بادرت إلى تصفية العملاء الذين تغلغلوا في المؤسسات الحكومية والعسكرية والذين هم من أنصار تيار فتح الله غولن، وسوف تواصل هذا العمل طوال 5 إلى 10 سنوات.

وأود التنويه هنا إلى أن حكومتي كل من الجمهورية الإسلامية وروسيا قد اتخذتا سياسة عقلانية ومواقف أصولية تجاه هذا الانقلاب العسكري الفاشل ومنذ اللحظة الأولى لانطلاقه أعلنتا عن دعمهما لحكومة رجب طيب أردوغان وشجبتها ما حدث، فالإيرانيون والروس يعرفون حق المعرفة أن أية حكومة غير حكومة هذا الرئيس سوف تعلن عن عدائها بصراحة لهم وستعارض سوريا أيضاً، في حين أن الأمريكان والأوروبيون أخفقوا في تحليل الموضوع ولم يدركوا الأسباب الحقيقية وراء عجزهم عن إزاحة رئيس بلد كانوا قد أعانوه على التصدي للحكم سابقاً.

الحكومة الأمريكية سوف لا تتوقف عن التدخل في شؤون البلدان الأخرى، وهذه المساعي ستشمل تركيا أيضاً حيث سيعتمد الأمريكان على وسائل الإعلام الموالية لهم لتحقيق أهدافهم والتأثير على الشعب التركي.

القوة الجوية التركية تعتمد حالياً على منظومة طيران أمريكية كما أن 95 بالمئة من المعدات العسكرية للجيش التركي تستورد من الخارج، لذا فالحكومة التركية كيف يمكنها العمل بشكل مستقل في ظل هذه الظروف بحيث تتخلى عن الاتحاد الأوروبي وتنضم إلى مجموعة التعاون في شانغهاي؟! تركيا بحاجة إلى 10 أو 20 عاماً لكي تتمكن من الاعتماد على نفسها بعيداً عن حلف شمال الأطلسي الناتو.

وأنا أعتقد بأن الحكومة التركية ينبغي لها أن لاتتدخل في الشؤون الداخلية لبلدان الجوار وأن لا تسعى إلى تغيير الأنظمة الحاكمة فيها، فيا ترى ما الذي يدعونا إلى التدخل في شؤون سوريا وتهجير أكثر من ثلاثة ملايين إنسان وإزهاق أرواح مئات الآلاف؟! فهذه السياسة تجعل البلد عرضة لأزمة الإرهاب.

/ انتهى/

حضور فرمانده سابق نیروی دریایی ترکیه در خبرگزاری تسنیم
حضور فرمانده سابق نیروی دریایی ترکیه در خبرگزاری تسنیم
حضور فرمانده سابق نیروی دریایی ترکیه در خبرگزاری تسنیم
حضور فرمانده سابق نیروی دریایی ترکیه در خبرگزاری تسنیم
حضور فرمانده سابق نیروی دریایی ترکیه در خبرگزاری تسنیم
حضور فرمانده سابق نیروی دریایی ترکیه در خبرگزاری تسنیم
أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة