خالد الفيصل: انهضوا يا عرب.. لا تسمحوا بعودة الاستعمار؟!

خالد الفیصل: انهضوا یا عرب.. لا تسمحوا بعودة الاستعمار؟!

خاص\تسنيم: قبل أيام احتفل زعماء دول الخليج الفارسي العربية بمشاركة تيريزا ماي في اجتماعهم بالمنامة، ودخولهم في حماية إمرأة تعهدت بأن توفر لهم الأمن مقابل ما يُسمى بالتهديد الإيراني.

بكلمة واحدة، انه انتداب بريطاني، والانتداب كما نصّ عليه ميثاق الأمم المتحدة هو تمكين دولة تدعي مساعدة البلدان الضعيفة المتأخرة على النهوض وتدريبها على الحكم، حتى تصبح قادرة على أن تستقل وتحكم نفسها بنفسها.

ويخبرنا التاريخ العربي المعاصر أن فرنسا وإنجلترا وجدتا ضالتهما المنشودة في الانتداب لتغليف مطامعهما بهذا القالب الجديد، الذي أتاح لهما احتلال الأقطار العربية المنفصلة عن الدولة العثمانية بحجة الوصاية على شعوبها.

وعلى الرغم من احتفال السعودية لدخولها في مظلة وصاية "تيريزا"، إلا أن امير مكة، خالد الفيصل وجه انتقادا حادا مبطنا وطالب برفض "عودة الاستعمار" وصرح خلال مؤتمر الفكر العربي الخامس عشر في العاصمة الإماراتية أبوظبي قائلا:
"لا يحسد اليوم من يقف على منبر العروبة متحدثاً ولا من يتقدم صفوف المسلمين مدافعاً، فلقد ظلمنا الإسلام وشوهنا صورة المسلمين، وخذلنا العروبة وهجّرنا العرب لاجئين"، مضيفا: آثرت أن أكون النذير، انهضوا أيها العرب، واستيقظوا أيها المسلمون، لا تسمحوا للاستعمار أن يعود، ولا للتقسيم أن يسود".

وعلى الرغم من ان آل سعود كانوا قد تعاونوا مع بريطانيا خلال القرن الماضي للتخلص من السيطرة العثمانية، إلا أن مشاركة تيريزا ماي في قمة الدول الخليجية، ودخول هذه الدول في حماية إمرأة تمثل التاج البريطاني، تعني عودة المستعمر القديم، ودوران عقارب الزمن الى الخلف، فبعد أن اتجهت القوى العالمية الى الاستعمار الحديث، ها هي دول عربية تفتح أبوابها على مصراعيها امام بريطانيا لتعيد استعمارها استعمارا قديما.

ورغم إشارة عدد من المحللين الى ان الدعم البريطاني سيكون مقابل اموال خليجية، إلا أن هذا لا يغير حقيقة الخضوع لبريطانيا واختيارها مستعمرا جديدا قديما، بعد توتر العلاقات مع الولايات المتحدة ووصول ترامب "الطماع" الى سدة الحكم في الولايات المتحدة.

وهنا تجدر الإشارة الى أن سلطات آل خليفة كانت الرائدة في مجال استقبال المستعمر ورحبت ببناء قاعدة للقوات البريطانية على الأراضي البحرينية دفعت المنامة حوالي 75% من تكاليفها، فيما "كانت" السلطات السعودية، اكثر حياءً وحرصت على التعتيم على القاعدة الأمريكية على اراضيها ويبقى قرابة 500 جندي أمريكي في قرية الاسكان السعودية بعيدا عن الأضواء، اما قطر، فإن صغر مساحتها لم يحل دون كبر القواعد العسكرية الغربية على أراضيها.

اعد التقرير: ياسر الخيرو
/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة