هل نجحت روسيا في فرملة الاندفاعة الأمريكية وأسقطت تدخلها في سوريا ؟


هل نجحت روسیا فی فرملة الاندفاعة الأمریکیة وأسقطت تدخلها فی سوریا ؟

اندلع سباق محموم في الساعات الأخيرة التي تسبق تنفيذ التهديدات الأميركية بالعدوان على سوريا من خلال توجيه ضربة لها ، وفرملة الإندفاعة التي بدأت بعض الدول الغربية تخشى عواقبها على السلم الاقليمي عبر اصدار مواقف ملتبسة ترفع الغطاء عن أمريكا و تعريها من الأسباب الموجبة ، لا سيما بعد الموقفين الروسي و الصيني في مجلس الأمن الذي لم يكن بأي من الأحوال أقل حدة من مواقفهما السابقة تجاه أي ادانة مباشرة أو حتى غير مباشرة للنظام السوري .

في هذا السياق ، كشفت مصادر مواكبة لاجتماعات مجلس الأمن أن روسيا اكتفت بمداخلة قصيرة عرضت في خلالها بعضاً من الوثائق التي كانت استحصلت عليها من بحريتها الرابضة في طرطوس منذ بدء الحديث عن استخدام الأسلحة الكيمائية ، كما بعض الصور الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية الروسية وأقمار التجسس الصينية، وهي تثبت حقيقة هوية الجهة التي استخدمت السلاح المذكور ، فضلاً عن اثباتات دامغة بأن السلاح المستخدم هو من صنع يدوي محلي وليس سلاحاً كيمائياً من الجيل الثاني ، وبالتالي فإن التركيبة الكيماوية المستخدمة تعود إلى مواد صلبة تتبخر لحظة الانفجار وليس الى أبخرة أو مواد غازية تنتشر في الهواء ، بما يعزز النظرية القائلة بأن المعارضة التي كانت قد استحصلت على هذه المواد بعلم من المخابرات الأميركية والتركية والقطرية والسعودية ، هي من عمدت إلى تلويث الصواريخ واطلاقها، والا لما تمكن المسعفون أنفسهم من المساعدة من دون أقنعة واقية، وهذا ما أظهرته مختلف الصور الملتقطة سواء من المعارضة أو من النظام على حد سواء .
في المقابل ، سجلت بورصة المواقف الأخيرة بعض المؤشرات التي تلحظ أن القرار الأميركي ليس بخير ، أبرزها بحسب ما يعددها المصدر : اعلان وزير الدفاع المصري عن اقفال قناة السويس أمام المدمرات الاميركية ، و موقف أسقف كانتربري الرافض لأي تدخل بريطاني قبل صدور قرار من مجلس الأمن يعطي الشرعية الدولية لأي ضربة عسكرية موجهة ضد سوريا ، مع الاشارة إلى أنه المتحدث باسم الكنيسة الانغليكانية التي تنطق عادة بلسان العائلة المالكة ، ومن بعدها تأكيد الحكومة البريطانية على عدم القيام بأي عمل عسكري قبل صدور تقرير المحققين ، و اعلان الخارجية الفرنسية أنها ما زالت تدرس سلة الخيارات المتاحة من دون التأكيد على الموقف الأميركي، وليس آخراً اعلان البحرية الروسية عن استعدادها للدفاع عن مصالح روسيا القومية، في وقت كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن أن المحافظة على سوريا هو مصلحة روسية استراتيجية، مروراً بموقف المبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي الذي رفع كل غطاء عن أي عملية قبل الانتهاء من التحقيق وتحديد المسؤوليات .
في الجهة المقابلة ، سجلت كل من تركيا و«اسرائيل» و السعودية المزيد من المواقف المندفعة ، فأعلنت الأولى عن توجيه صواريخها باتجاه الأراضي السورية تمهيداً للمشاركة في أي عمل عسكري ضد سوريا، فيما أعلنت الثانية عن كامل جهوزيتها في ظل بعض الأصوات الداخلية المحذرة من ردود الفعل، بينما اعتبرت الثالثة أنه من الضروري انقاذ الشعب السوري وبالتالي عدم السماح بتمرير استخدام الأسلحة المحظورة مرور الكرام .
و بانتظار ما يمكن أن تحمله الساعات القليلة المقبلة في ظل التهديد الايراني بأن سوريا سترد باطلاق صاروخ على تل ابيب ، كشف متصلون بالادارة الأميركية بأن الضربة اذا لم تنفذ في غضون الأيام الثلاثة المقبلة فإنها لن تنفذ على الاطلاق، فالقانون الاميركي يسمح للرئيس باتخاذ قرارات مشابهة من دون العودة إلى الكونغرس، وذلك حصراً في خلال عطلته الصيفية التي تنتهي نهاية أب الحالي، ومن بعدها فأنه سيكون مرغماً للجوء إلى موافقة الكونغرس وهذا لن يكون بالأمر السهل، نظراً إلى أن بعض الأصوات داخل الادارة تدعو إلى عدم القيام بمغامرات خارجية اضافية.

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة