خبير عسكري لتسنيم: استراتيجية جديدة لجبهة النصرة غرب حلب بعد أستانة

خبیر عسکری لتسنیم: استراتیجیة جدیدة لجبهة النصرة غرب حلب بعد أستانة

دمشق - تسنيم: قال الخبير الاستراتيجي والعسكري السوري الدكتور كمال جفا "إنه بعد مؤتمر أستانة نشرت جبهة النصرة قواتها على كامل الجبهة الغربية لمدينة حلب، بعد انسحاب الفصائل المحسوبة على تركيا والموقعة على وقف العمليات القتالية ما ينذر بتفاقم الخلافات الحادة بين الارهابيين وامكانية تفجر صراع دامي بينهم.

وعن الأهمية الاستراتيجية للعملية العسكرية التي بدأها الجيش السوري في محيط بلدة خناصر بريف حلب الشرقي، قال الخبير العسكري كمال جفا: "يعتبر طريق خناصر شريان الامداد الرئيسي والوحيد لمحافظة حلب والشمال السوري وهو الطريق الاغلى ثمنا على كامل التراب السوري للعدد الكبير من الشهداء والكلفة المالية في العتاد والسلاح الذي كلفه فتح هذا الشريان الى مدينة حلب بعد محاصرتها لاكثر من 18 شهراً بشكل متواصل، حيث استغرق اعادة تامين هذا الطريق اكثر من ثلاثة اشهر من العمل العسكري المتواصل ليل نهار توج بالوصول الى قريتي نبل والزهراء وإعاد الامل والحياة لحلب وأهلها"

وأضاف جفا: "كانت القوات المهاجمة ان كانت داعش من الشرق او النصرة وحلفائها من الغرب دائما تستغل المنطقة الممتدة مابين "السعن والشيخ هلال" على طرفي الطريق وهي المناطق الأكثر صعوبة بتضاريسها والأقصر والأضيق في مسافة الأمان، لذلك اتخذت قيادة الجيش السوري القرار بتوسيع النقطة الأضعف الممتدة من زاوية بحيرة "الجبول" باتجاه "السعن" مع فتح مسافة السيطرة من الجانبين لتتجاوز 8 كيلومترات على طرفي الطريق"

وحول الصراعات والاقتتال الحاصل بين المجموعات الإرهابية في إدلب، والحديث عن أوامر خارجية أعطيت لبعض الفصائل بهدف تصفية فصائل أخرى للفصل بين الجماعات "المعتدلة" والإرهابية، أوضح الدكتور كمال جفا: "منذ فشل هجوم الكليات العسكرية وسحب تركيا بعض الفصائل التابعة لها ونقلها من جبهات حلب الغربية الى "جرابلس" وضمها الى قوات "درع الفرات" وانهيار أي أمل بتحقيق أي خرق في جبهات القتال بحلب والتقارب الروسي التركي واجبار الفصائل المنهارة على الانسحاب من احياء حلب الشرقية، بدأت الفصائل المسيطرة على أرياف ادلب وحلب الغربي والشمالي بحملات اعلامية تخوينية ضد بعضها البعض وبدأت بتقاذف الاتهامات حول المسؤولية عن خسارة "أم المعارك حلب" وانهيار كل الاحلام والآمال التي بنوها في خمس سنوات "
مضيفاً: "انتكاسة اخرى تلقتها النصرة وحليفتها "جند الأقصى" في معارك ريف حماه الغربي وعدم مؤازرة باقي الفصائل لها في معارك "صوران" راكمت كل هذه الاحداث خلافات عميقة جداً ظهرت في الاسابيع الاخيرة وقبيل اقتراب مؤتمر الأستانه "

ولفت جفا إلى أن الفصائل انقسمت ما بين مؤيد ومعارض لهذا المؤتمر؛ فالاخوان المسلمين والتيارات "الإسلامية" المحسوبة على تركيا في جهة وجميعها انضمت للتفاهمات الروسية التركية وفي المقابل؛ التيارات السلفية والجهادية المحسوبة على السعودية وقطر والتي لم تنضم لهذا الاتفاق"

مشيراً أنه: "خلال 48 ساعة الماضية خرجت الامور عن السيطرة وفصلت قرى ومدن كاملة عن بعضها وقطعت الطرقات والامور تتجه الى الحسم العسكري بين هذه الاطراف واعتقد ان الأمور قد تحسم لصالح فريقين؛ "جبهة النصرة" في المناطق الاكثر قربا لبيئتها الحاضنة في "جبل الزاوية" و"المعرّة" وادلب (المدينة) و"حركة أحرار الشام" في المناطق الأكثر انفتاحا والاقرب الى الحدود التركية"

وتعليقاً على تصريح مندوب سوريا الدائم بشار الجعفري الذي قال أن مؤتمر أستانا نجح في تثبيت وقف إطلاق النار، وإمكانية تطبيق بنود المؤتمر على مناطق متعددة في أرياف حلب، قال الخبير العسكري كمال جفا: "نعم عملية تثبيت وقف اطلاق النار ستكون أنجح وسيتم متابعتها ومراقبتها ومتابعة اي خرق يمكن ان يحدث في جميع المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المنضوية تحت العباءة التركية لأن الضامن والكفيل موجود وهو قادر على ردع اي تجاوزات في هذا الاطار ."

وأوضح الدكتور جفا: "بالنسبة لمحور العمليات في حلب، لم تشمل اتفاقات التهدئة كلاً من "جيش فتح الشام و حركة نور الدين الزنكي وجيش المجاهدين والجبهة التركستانية وأجناد القوقاز" وجميع هذه الفصائل غير منضوية في الهدنة ولم توقع عليها "

لافتاً أنه "خلال الايام الماضية قامت هذه التنظيمات باستهداف مدينة حلب ومحيطها الغربي بعشرات الصواريخ وقذائف الهاون أدت الى استشهاد وجرح عشرات المدنيين والعسكريين ما دعا الجيش السوري للرد على مواقع إطلاق هذه القذائف بالمدفعية والصواريخ"

وأشار جفا أنه "خلال الساعات 24 الماضية أكملت جبهة النصرة سيطرتها على كامل المحور الغربي من مدينة حلب وأبعدت جميع التنظيمات التي كانت تتمركز في بعض الجبهات على المحور الغربي ونشرت قواتها بدل المنسحبة المحسوبة على تركيا والموقعة على وقف العمليات القتالية".

وتوقع الخبير العسكري كمال جفا معارك عنيفة جدا على المحور الغربي من مدينة حلب" لافتاً أن هناك حاجة ملحة وضرورية لتوسيع نطاق الحماية للمدينة وإبعاد نيران هذه التنظيمات عن الاحياء الآمنة او المواقع العسكرية في المحور الغربي"

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة