قرارات ترامب العنصرية ضد 7 دول اسلامية .. أسباب وخلفيات

قرارات ترامب العنصریة ضد 7 دول اسلامیة .. أسباب وخلفیات

في مقر وزارة الدفاع الامريكية "البنتاغون" وفي واحدة من خطواته وقراراته المتسرعة، وقع الرئيس الأمريكي "غريب الأطوار" دونالد ترامب على امر تنفيذي منع على اساسه دخول رعايا 7 دول اسلامية هي "ايران وسوريا والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن" من دخول الاراضي الامريكية لمدة 90 يوما على الأقل، فما هي خلفيات وأسباب هذا القرار العنصري، والى ماذا يرمي ترامب؟

القرار هذا حمل اسم "حماية الأمة من دخول الإرهابيين الأجانب إلى الولايات المتحدة" وكما هو واضح من التسمية فإن ترامب يريد ان يطمئن مؤيديه انه بصدد تحسين الاجراءات الأمنية في امريكا، وقد قال ترامب في هذا الصدد ان هذه الاجراءات المشددة الجديدة والتمييز بين من يدخلون الاراضي الامريكية هي من اجل منع دخول من اسماهم بـ "الارهابيين الاسلاميين المتطرفين" الى هذا البلد، لكن ادراج اسم ايران مثلا على هذه القائمة يبعث على التساؤل لأن الجميع يعلمون ان ايران تتمتع بأمن داخلي مستتب واستخدمت قدراتها خلال السنوات الماضية لدحر الارهابيين من سوريا والعراق، ولذلك يمكن الاستنتاج ان ادراج اسم ايران يهدف الى ايهام الرأي العام العالمي بأن ايران تعاني من انعدام الأمن فيها ورعاياها يشكلون خطرا على الآخرين ويمكن ان يعرضوا أمن امريكا الى الخطر.

ولو كان ترامب يريد حقا مكافحة الارهاب وحفظ أمن شعبه لكان يجب عليه ان يدرج اسم السعودية أو الدول الأخرى التي يرتكب مواطنوها المتطرفون هجمات ارهابية على هذه القائمة فالجميع ما زالوا يتذكرون احداث 11 سبتمبر التي قتل فيها 3 آلاف شخص وتسبب ببث الرعب والذعر في امريكا، وقد تورط 19 ارهابيا في ذلك الهجوم حسب الرواية الرسمية الامريكية 15 منهم سعوديون و4 منهم مصريون، واذا كان ساسة البيت الابيض الجدد يريدون معالجة بواعث القلق في المجتمع الامريكي لكان عليهم ابداء الحساسية تجاه الأشخاص الآتين من السعودية وافغانستان وباكستان مثلا لأن التطرف والسلفية والقاعدة وطالبان يترعرعون هناك.

ان ترامب كان قد اعلن في احد خطاباته الانتخابية امام ملايين الاشخاص ان ايران وروسيا تواجهان الارهاب في سوريا كما انتقد ترامب في ذلك الخطاب سياسة الادارة الامريكية في مواجهة الارهابيين مطالبا بتغيير السياسات الامريكية في الشرق الاوسط  لكن يبدو انه بعد وصوله الى البيت الابيض قد غير كلامه وقرر التوقيع على هذ القرار فقط من اجل ارضاء المتطرفين الجمهوريين.

اما القضية الاخرى التي يجب الوقوف عندها فيما يخص هذا القرار الامريكي هي التأكيد على ديانة رعايا هذه الدول الـ 7 ، فقد استثنى ترامب المسيحيين في قراره وأظهر عنصرية ادارته التي لا تأبى الطائفية وايجاد العداء الطائفي وهذا يعني ان ادارة ترامب يريد ترويج "الاسلامفوبيا" لدى الرأي العام العالمي وسوقه نحو معاداة المسلمين.

ان ساسة البيت الابيض يريدون من خلال مثل هذه القرارات التأثير على افكار الشعوب الأخرى ايضا ومن هنا يمكن القول ان تركيز ترامب على الدول الاسلامية واظهارها كتهديد لأمن المدنيين هو تكتيك يتبعه هذا الرئيس الامريكي الجديد لترويج الاسلامفوبيا في وقت تعتبر معظم هذه الدول الـ 7 من ضحايا التدخلات الغربية والارهاب الذي ترعاه امريكا بنفسها.

واذا استثنينا ايران من هذه القائمة نجد بأن الأزمات الداخلية التي تعصف بالدول الأخرى الموجودة ضمنها لها جذور واسباب خارجية، ان الامعان في اداء جماعات مثل داعش وجبهة النصرة يظهر ان هؤلاء المسلحون هم متعددو الجنسيات ولم يكن بامكانهم استعراض عضلاتهم دون وجود دعم مالي ولوجستي اجنبي لهم.

وهناك من يقول ان قرار ترامب المتطرف سوف لن يطول مفعوله لأكثر من 90 يوما لأنه يتعارض من جهة مع القانون الدولي ومن جهة أخرى مع الدستور الأمريكي ، ان استثناء المسيحيين من قرار ترامب يتعارض مع اصل عدم التمييز الديني والطائفي الموجود في الدستور الامريكي، كما ان منع دخول اللاجئين السوريين المسلمين الى امريكا بعد ان كانت ادارة اوباما قبلت به يعتبر نكثا بالتعهدات الدولية الامريكية والاعتبار الامريكي على الساحة الدولية .

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة