سياسة القبضة الحديدية لاتصب في مصلحة آل خليفة

سیاسة القبضة الحدیدیة لاتصب فی مصلحة آل خلیفة

أوصل نظام آل خليفة الاوضاع السياسية والاجتماعية في البحرين الى مرحلة معقدة جدا، وهناك مخاوف من ان تدخل التطورات مرحلة لا رجعة فيها، ومواجهة نظام آل خليفة مع الشعب ستسبب كارثة في هذا البلد.

  ان الذنب الكبير الذي ارتكبه الشعب البحريني المظلوم هو المطالبة بتحقيق عدد من المطالب عن طريق تحرك سلمي ومنطقي، فلو اصغى حكام البحرين له، لكان صب تنفيذ المطالب في مصلحة الجميع، والاهم من ذلك يمكن ان يوفر ارضية للتفاهم والحوار في البحرين.

ووجهت هذه الحركة الشعبية السلمية بإسلوب قمعي من قبل الجيش والشرطة وقوى الامن، وكانت لديهم اوامر باللجوء الى سياسة القبضة الحديدية لاسكات اي صوت مطالب واللجوء الى العنف في التعامل مع الشعب لجعله يندم و ثنيه عن مواصلة طريقه. 

وما يهم في هذا الصدد ان علماء ورجال الدين والمفكرين في البحرين، بالنظر الى معرفتهم بالمطالب العامة للشعب البحريني، قاموا بعكس هذه المطالب الطبيعية والمحقة، ولكن نظام آل خليفة وبدلا من ان يعمل برغبة رجال الدين والعلماء وينظر اليهم على انهم انعكاس للمطالب المنطقية للشعب البحريني، سعى عن طريق حل الاحزاب السياسية والقاء القبص ومحاكمة وسجن النشطاء السياسيين واراقة دماء الشباب البحريني المتحمس ، الى توفير ارضية للصراع والتناحر في المجتمع البحريني.

وكان من المنتظر ان يتعظ عقلاء آل خليفة من تجارب سائر انظمة المنطقة الفاشلة وان يثبتوا لداعمي نظام آل خليفة ان عليهم الاعتبار  من مصير الانظمة المخلوعة في المنطقة، ولم يفت الاوان بعد ولايزال من الممكن الرجوع الى طريق المصالحة وانهاء العداء للشعب البحريني.

وينبغي السؤال هنا هل كانت مطالب الشعب والعلماء في البحرين شيئا آخر سوى الحرية، ليستحقوا القمع والاعدام وتلقي القبضة الحديدية من قبل آل خليفة؟.

فلو فكر حكام البحرين بمصير الانظمة القمعية المشؤومة كنظام الشاه المعدوم ونظام صدام حسين البائد لقبلوا انهم اضعف واعجز منهما ولكن ما الفائدة التي حصل عليها الشاه وصدام من الجرائم وقتل الاحرار وما الذي حققاه عبر الاجهزة الجحيمية والقمعية؟.

ويشهد في هذه الايام شعب البحرين المتحمس الاسلوب العدائي وغير المسؤول للنظام الذي يشهر انيابه ومخالبه ويسعى عبر استخدام الرصاص الى منع وقمع الاحتجاجات الغاضبة في البحرين ولكنه كلما سعى اكثر فانه يحصل على نتائج عكسية.

وكان من المقرر اصدار الحكم النهائي بحق آية الله الشيخ عيسى قاسم زعيم الحركة السلمية للشعب البحريني، حيث شهدت المحكمة الكبرى في البحرين عقد الجلسة يوم الاثنين لمحاكمة آية الله الشيخ عيسى قاسم وطالبت النيابة العامة من القاضي تاجيل المحكمة لكي تكمل مرافعتها، فرفعت الجلسة بناء على طلب من النيابة، ولكن النظام قد بيت نية خبيثة لاخراج اية الله الشيخ قاسم، من البحرين.

 ولكن المنطق يوجب عليهم عدم احراق سفنهم وان يبقوا على طريق للعودة بينهم وبين شعبهم ويجب ان يتاكدوا ان اي عمل يقومون به غير ذلك سيلاقي اعتراض وغضب شعب البحرين وهو امر يمكن تجنبه.

*مقال مترجم عن صحيفة "جمهوري اسلامي"

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة