جنرالات يقودون سياسة ترامب في الشرق الأوسط


جنرالات یقودون سیاسة ترامب فی الشرق الأوسط

ضباط على صلة وثيقة مع ديفيد بتريوس وتأريخهم حافل بالنشاطات الاستخبارية والعسكرية في بلدان المنطقة، وقد أوكلت لهم مهمة التخطيط للبرنامج المستقبلي الأمريكي حول منطقة الشرق الأوسط.

أفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن الخبراء الاستراتيجيين والمعنيين بالشأن الأمريكي يؤكدون على أن ثلاثة من الجنرالات البارزين أوكلت لهم مهمة وضع الخطوط العريضة لمعالم السياسية الخارجية للرئيس الجديد دونالد ترامب في منطقة الشرق الأوسط.

يذكر أن هؤلاء الضباط كانوا متواجدين مع القوات العسكرية الأمريكية في العراق وأفغانستان، لذلك لديهم اطلاع عن كثب على أوضاع هذه المنطقة الحساسة في العالم.

وبعد الفوضى التي شهدها البيت الأبيض حينما حط الرئيس دونالد ترامب رحاله فيه ولا سيما انتعاش مراكز القوى المتنافسة والمؤتمرات الصحفية العدائية والتسجيلات المسربة لمكالماته الهاتفية مع زعماء البلدان الحليفة والتغريدات التحريضية الملتهبة، وأخيراً استقالة مستشار الأمن القومي لرئيس الجمهورية، بادرت مجموعة من الخبراء الاستراتيجيين والضباط السابقين إلى وضع المعالم الرئيسية للسياسة الخارجية الأمريكية في الحكومة الجديدة، حيث كانت لهم اجتماعات في مقر مجلس الأمن القومي.

الميزات التي تجمع بين مراكز القوى هي وضع المعالم العامة للاستراتيجية الأمريكية لاحتواء الفوضى السياسية التي حدثت في الولايات المتحدة بعد غزو العراق، فانسحاب الجيش الأمريكي من الأراضي العراقية يعد هزيمة لواشنطن وقد استتبع ذلك ظهور تنظيم داعش الإرهابي، وتجدر الإشارة إلى أن الذين جمعهم ترامب حوله تجمعهم رؤية واحدة وهي ضرورة التدخل المباشر في منطقة الشرق الأوسط وانتقاد سياسات حكومة باراك أوباما.

هؤلاء المستشارون الجدد قد انتقاهم ديفيد بتريوس ومستشار الأمن القومي المستقيل مايكل فلين، حيث اجتمعوا في البيت الأبيض للتشاور حول السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، ومن بينهم ثلاثة لهم دور أبرز على هذا الصعيد وهم الجنرال المتقاعد ديريك هارفي والجنرال المتقاعد جويل رايبورن والجنرال مايكل بيل:

* الجنرال المتقاعد ديريك هارفي

الجنرال المتقاعد من الجيش الأمريكي ديريك هارفي يشغل حالياً منصب المساعد الخاص لرئيس الجمهورية ويعمل كمنسق لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البيت الأبيض كما أنه المشرف على فريق العمل الخاص بشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي.

حكومة واشنطن مدينة لهذا الجنرال المتقاعد في معرفة طبيعة تمرد الشعب العراقي بعد الاجتياح الأمريكي للأراضي العراقية في عام 2003 م وحل الجيش العراقي.

ديريك هارفي هو أول مدير لمركز الدراسات العلمية حول أفغانستان وباكستان(1) الواقع في مقر القيادة المركزية بالولايات المتحدة الأمريكية، ففي عام 2009 م اختاره الجنرال ديفيد بتريوس لهذا المنصب، كما أنه عضو تنفيذي في دائرة استخبارات وزارة الدفاع الأمريكية وقبل ذلك كان محللاً معتمداً لدى بتريوس حول شؤون العراق حينما كان قائداً لقوات التحالف إبان غزو هذا البلد.

وقد اعتمد عليه ديفيد بتريوس بشكل أساسي للتصدي إلى الاعتراضات المسلحة التي واجهتها القوات الأمريكية في العراق، لذلك فقد اعتبره بعض مسؤولي حكومة باراك أوباما بأنه التلميذ المدلل والمحبوب لبتريوس، والمعروف عنه أنه رجل في غاية الذكاء لدرجة أنه تمكن من معرفة التركيبة والمقومات الأساسية للاضطرابات التي كانت تحدث في العراق بين الفينة والأخرى لاستهداف تواجد القوات الأمريكية والقوات الحليفة لها.

وبعد انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي العراقية انضوى هارفي في مجموعة تسمى «Combined Joint Task Force 7» كما عين عضواً في قيادة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، وفي نهاية المطاف وبعد 26 عاماً من الخدمة كضابط في استخبارات الجيش، تم تعيينه كمتخصّص في قضايا الشّرق الأوسط وانضمّ إلى وكالة استخبارات الدّفاع كمحلّل مدني، ومن ثم قام بتريوس الذي كان آنذاك قائدًا للقوّات الأميركيّة في أفغانستان، بضمّ هارفي في ما بعد لإنشاء وكالة المخابرات الخاصّة به داخل القيادة المركزيّة الأميركيّة في مركز الدراسات العلمية حول أفغانستان وباكستان.

وفي السنوات اللاحقة حظي بدعم كبير من قبل الجنرال مايكل فلين حينما كان قائداً للاستخبارات العسكرية الأمريكي والذي قدم استقالته من منصبه كمستشار لدونالد ترامب.

- الجنرال جويل رايبورن

الجنرال في الجيش الأمريكي جويل رايبورن يتولى حالياً منصب مدير مجلس الأمن القومي الأمريكي لشؤون العراق وإيران وليبيا ولبنان وسوريا، كما أنه ضابط في مخابرات الجيش الأمريكي وقد دون حتى الآن العديد من المقالات حول الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 م وحلل النتائج التي تمخضت عنه.

وقام هذا الجنرال بكتابة التّقرير الرّسمي للجيش الأميركي بشأن حرب العراق، وقد طبع له في العام 2015 م كتاب تحت عنوان " العراق بعد أميركا: رجال أقوياء وطائفيّون ومقاومة "(2) وقام معهد هوفر بطباعته ونشره وهو من جملة الكتب التي هي في متناول عامة الناس ويتمحور حول تأريخ النزاع في العراق على أساس استقراء أجراه بين المواطنين العراقيين.

الفصل الخامس من هذا الكتاب تضمن مباحث حول الدكتاتور السابق صدام حسين ومتبنياته الفكرية التي أسفرت في نهاية المطاف عن انتشار الايديولوجية السلفية في العراق إلى أن أثمرت عن ظهور تنظيم داعش الإرهابي وسائر الحركات الجهادية السلفية.

وأما الفصل السادس فقد تمحورت مواضيعه حول الحركة الشعبية للمواطنين العراقيين الأكراد ولا سيما تلك التي أرادوا منها ضم مدينة كركوك الاستراتيجية لإقليم كردستان، وتطرق إلى التغييرات الديموغرافية التي حدثت في هذه المدينة من جانب نظام صدام حسين.

في عام 1992 م تخرج من الكلية العسكرية في ويست بوينت والتحق بصفوف الجيش الأمريكي، وقبل أن يدعى للانضمام إلى التعاون مع حكومة دونالد ترامب كان عضواً في فريق العمل المختص بالحركات الإسلامية والنظام الدولي في معهد هوفر، كما كان باحثاً في الشؤون العسكرية بمعهد الدراسات الاستراتيجية الوطنية التابع لجامعة الدفاع الوطني الأمريكي.

وقد حاز هذا الجنرال على شهادة في فرع التأريخ والأدب الإنجليزي من الكلية العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية كما حصل على شهادة ماجستير في التأريخ من جامعة تكساس أي. أم. ومنذ عام 2002 م حتى 2005 م عين أستاذاً مساعداً في فرع التأريخ بالكلية العسكرية الأمريكية.

- الجنرال المتقاعد الدكتور مايكل بيل

الدكتور مايكل بيل يشغل حالياً منصب المسؤول عن شؤون الخليج الفارسي في مجلس الأمن القومي الأمريكي، وقبل ذلك كان رئيساً لكلية شؤون الأمن الدولي في جامعة الدفاع الوطني في الولايات المتحدة الأمريكية.

بعد تخرجه من الكلية العسكرية الأمريكية سنة 1983 م اشتغل كضابط في الوحدات العسكرية المدرعة وضابط صف وخبير استراتيجي في هيئة الأركان المشتركة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وجنوب شرق آسيا.

الجنرال مايكل بيل حائز على شهادتي ماجستير ودكتوراه في فرع التأريخ من جامعة مريلند كما حاز على شهادة ماجستير في فرع الأمن القومي من جامعة الدفاع الوطني، وقد عمل أيضاً كأستاذ في فرع التأريخ بالكلية العسكرية الأمريكية وشغل منصب مساعد رئيس الجامعة الحربية الوطية، وتم تعيينه مستشارًا لكليّة شؤون الأمن الدولي في جامعة الدّفاع الوطني وقائداً عاماً لقوات التحالف التي كانت متواجدة في العاصمة العراقية بغداد إبان الغزو الأمريكي، ثم عين قائداً في مقر القيادة المركزية للولايات المتحدة الأمريكية.

هذا الجنرال الذي لديه تأريخ حافل في النشاطات العسكرية الميدانية، كان مساعداً للقائد العام في الفيلق الرابع والعشرين المدرع لقوات المشاة في عمليات درع الصحراء وعاصفة الصحراء، كما تم تعيينه سابقاً قائداً عاماً للقوات الأمريكية المتواجدة في قارة أوروبا - قوات حفظ السلام - وهو خبير استراتيجي له دور بارز في تعيين الخطوط العريضة للاستراتيجية الأمريكية في قيادة الأركان للجيش الأمريكي.

وأهم المشاريع الاستراتيجية التي خطط لها حينما كان عضواً في قيادة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي عبارة عما يلي:

- المساهمة في تدوين الاستراتيجية العسكرية الوطنية، والاستراتيجية الدفاعية الوطنية الأمريكية.

- الكاتب المسؤول عن البرنامج الاستراتيجي العسكري الوطني لمكافحة الإرهاب.

- عضو في منظومة التخطيط الاستراتيجي في هئية الأركان المشتركة للجيش الأمريكي.

- عضو في فريق العمل المختص بدراسة الاستراتيجية الأمريكية في دولة الكويت.

- الكاتب المسؤول عن الاستراتيجية العسكرية الوطنية للقوات المسلحة الأمريكية في دولة الكويت.

الهوامش:

1 . "Afghanistan-Pakistan Center of Excellence" at the United States Central Command.

2 . "Iraq After America: Strongmen, Sectarians, Resistance".

/ انتهى /

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة