كيف تزعزع أمريكا أمن الشرق الأوسط، وتتهم غيرها؟

کیف تزعزع أمریکا أمن الشرق الأوسط، وتتهم غیرها؟

تتعامل أمريكا بإنتقائية مع عوامل زعزعة الأمن في الشرق الأوسط وقضية استقرار هذه المنطقة فهي كانت تستخدم بعبع الشيوعية في فترة من الفترات لبسط هيمنتها والان تستغل قضية الإرهاب.

في سياق التصريحات المعادية الأخيرة للادارة الامريكية ضد ايران اتهم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض المستقيل مايكل فلين الجمهورية الاسلامية بأنها اكبر داعم للإرهاب والعنف في الشرق الأوسط وأهم عنصر مزعزع للأمن فيها (حسب تعبيره)، وكان فلين قد تفوه بكلام مماثل حينما اجرت ايران تجربة صاروخية مؤخرا مطالبا المجتمع الدولي بالتصدي لسلوك ايران المزعزع للأمن، لكن هذه التصريحات الأمريكية تستوقف المرء حقيقة، لأن أداء امريكا في الشرق الاوسط وباقي مناطق العالم ايضا يتعارض مع أقوالها ويكفي الاشارة الى بعض افعال هذا البلد لتوضيح الصورة.

أمريكا والإرهاب

يعتبر الارهاب من أهم عوامل عدم الاستقرار في الشرق الاوسط فجماعات مثل طالبان والقاعدة وداعش وغيرهم يبثون الكراهية الطائفية والعنف المتوحش وقد أضرموا النيران في العديد من البلدان الاسلامية وتدعي امريكا انها تحارب هؤلاء منذ هجمات 11 سبتمبر لكن مراجعة تاريخ هذه الجماعات ومعرفة الدور المباشر وغير المباشر للادارة الامريكية في ايجاد هذه الجماعات وتدريبها ودعمها تكشف حقيقة المزاعم الامريكية فالقاصي والداني يعلمون ان امريكا وحلفائها هم اوجدوا طالبان في افغانستان لمواجهة السوفيت والدور الايراني في المنطقة، كما ان احتلال العراق والسياسات التي نفذتها امريكا في هذا البلد بعد الاحتلال لعبت دورا رئيسيا في ايجاد تنظيم داعش الارهابي.

امريكا واحتلال فلسطين

اما القضية الفلسطينية فإنها تكفي لوحدها ان تعرّي حقيقة امريكا وسياساتها، فاحتلال فلسطين والجرائم الصهيونية في هذا البلد وفي بلدان الجوار مثل لبنان يحظى بدعم امريكي كامل وشامل وان آخر فصول هذا الدعم الظالم هو تأييد الاستيطان الصهيوني في الاراضي الفلسطينية وقضية نقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة والتخلي عما يسمى بحل الدولتين وتأييد ذوبان الفلسطينيين في كيان يهودي محتل.

سياسة واشنطن في تأليب دول المنطقة ضد بعضها البعض

ان عدم الاستقرار في المنطقة ونمو الارهاب فيها يعود قسم كبير من أسبابه الى التدخلات العسكرية والسياسية الأمريكية وسياسة تأليب الدول ضد بعضها البعض فعلى سبيل المثال نرى ان غزو افغانستان والعراق تحت ذريعة بسط الديمقراطية والحرية أدى الى تزايد اعداد المشردين وانتشار التطرف وقد اصبح الكثير من الدول على مقربة من الانهيار بسبب هذه الأفعال.

واذا أردنا ان نذكر البؤر الأخرى للأزمات التي أوجدتها امريكا وسياساتها في المنطقة فيمكننا الاشارة الى الخلافات الحدودية بين الدول وقيام انظمة تعادي بعضها البعض في ايديولوجيتها وخلق ايديولوجيات متطرفة وتغذيتها مثل الوهابية والسلفية ودعم الدول والجهات المحتضنة لهذا الفكر الظلامي التكفيري.

ان سعي امريكا للاستفادة القصوى من دولارات النفط التي تملكها دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي لتنفيذ سياسات تعود بالنفع فقط على واشنطن وتل ابيب وتعمق الأزمة والشرخ بين الدول الاسلامية وجر هذه الدول الخليجية نحو التبعية والذيلية لامريكا وابرام صفقات أسلحة معها ونشر ايران فوبيا واسلام فوبيا يهدف كله الى تحويل المنطقة الى برميل بارود يتحكم الامريكيون بتفجيره حينما ارادوا خدمة لمصالح تل أبيب.

ان أمريكا تتعامل بإنتقائية مع عوامل زعزعة الأمن في الشرق الأوسط وقضية استقرار هذه المنطقة فهي كانت تستخدم بعبع الشيوعية في فترة من الفترات لبسط هيمنتها والان تستغل قضية الإرهاب، فعلى سبيل المثل حينما تعتبر امريكا الدعم السياسي الايراني المشروع لسوريا والحكومة العراقية في مواجهة داعش وباقي الجماعات الارهابية عاملا مزعزعا للاستقرار نجدها تقوم بتأييد ودعم العدوان العسكري السعودي على الاراضي اليمنية والذي أودى بحياة آلاف المدنيين ضمن جرائم حرب يندى لها جبين البشرية بالاضافة الى دعم وتأييد التدخل السعودي المباشر في قمع المسيرات السلمية للشعب البحريني الأعزل واعتبار ذلك ارساء للإستقرار من قبل الرياض!

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة