السعودية وجدوى المواجهة مع ايران

السعودیة وجدوى المواجهة مع ایران

يظن السعوديون ان الرياح الأمريكية الترامبية ستعصف بالمنطقة، أو يأملون ذلك، فلذلك نجد المسؤولين السعوديين الذين يرتكبون أفظع الجرائم في اليمن ضد شعب أعزل يستغلون كل فرصة وكل منبر لنعت ايران بالإرهاب لعل وعسى يرضي ذلك الحاكم الجديد في البيت الابيض ويجعله يعزف عن ذبح البقرة السعودية بعد حلبها كما كان يقول.

تسنيم - "القوة الاقليمية" مصطلح يكثر استعماله في التحليلات والدراسات المتعلقة بالشؤون السياسية الدولية نظرا لأهمية هذه القضية في العلاقات الدولية واذ أرادت دولة ما ان تتحول الى قوة اقليمية ولاعب مؤثر في منطقتها فإن ذلك يتطلب حيازة أدوات القدرة ومنها التفوق المادي (الاقتصادي على الارجح) والتفوق في عدد السكان والتفوق العسكري لكي تصبح بامكان تلك الدولة ان تسمي نفسها قوة اقليمية تلعب دور حلقة الوصل السياسية والاقتصادية والثقافية مع باقي البلدان في المنطقة، كما تعتبر القوة العقائدية والايديولوجية في مقدمة عناصر القدرة ايضا.

واذا نظرنا الى منطقة الشرق الاوسط الان نرى بأن هناك عدد من الدول يمكن ان يطلق عليها اسم "القوة الاقليمية" نظرا لامتلاكها بعض تلك عناصر القدرة التي ذكرناها آنفا، وهذه الدول هي ايران وتركيا ومصر والى حد ما السعودية لكن القدرات الايرانية تفوق مثيلاتها في الحقيقة بكل حيادية وواقعية، وهذا ما يثير حفيظة البعض ومنهم السعودية التي تسعى الى التنافس مع ايران التي لها دور مؤثر جدا في باقي البلدان مثل العراق ولبنان واليمن وسوريا وهذ ما يعترف به العدو والصديق.

وتستشعر السعودية الخطر من هذا النفوذ المعنوي الايراني في المنطقة لأن ذلك يعرّي جسامة الأخطاء السياسية والايديولوجية للرياض ويفضح فداحة الاضرار التي لحقت بشعوب المنطقة جراء خطوات حكام السعودية الذين تحالفوا مع الغرب ضد مصالح الامتين العربية والاسلامية تارة، ودعموا الدكتاتوريين المتسلطين على رقاب الشعوب امثال صدام ومبارك وغيرهما تارة اخرى، وتدخلوا في قمع الشعوب المنتفضة على حكامها المتسلطين بشكل مباشر وتآمروا على فلسطين والفلسطينيين ومدّوا جسور العلاقات مع تل ابيب ونشروا نيران الارهاب والتكفير في المنطقة.

وبما ان ايران تقدم النموذج المختلف تماما عما تقدمه السعودية نرى ان آل سعود وحلفائهم شكلوا جبهة لمواجهة ايران في مختلف المجالات وقد اختار هؤلاء توجيه الضربات الى حلفاء ايران بداية فعاثوا فسادا في سوريا ودمروا الحياة في العراق وقتلوا الانسانية في اليمن ومارسوا القمع في البحرين وطعنوا المقاومة في الظهر في لبنان وفلسطين، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل فلم تسقط الحكومات الحليفة مع طهران الممانعة والمقاومة ولم تتحقق احلام أنصاف الرجال في السيطرة لا على دمشق ولا على بغداد وبيروت، وبعد ذلك توجه هؤلاء نحو تنفيذ فصل آخر من فصول التآمر عبر السعي لايجاد تحالف طائفي بغيض بوجه ما أسموه الهلال الشيعي فنجد الآن أبواق الحقد الدفين تزعق مرة من تركيا ومرة من الاردن ومرة من الامارات بايعاز من المايسترو السعودي.

يظن السعوديون ان الرياح الأمريكية الترامبية ستعصف بالمنطقة، أو يأملون ذلك، فلذلك نجد المسؤولين السعوديين الذين يرتكبون أفظع الجرائم في اليمن ضد شعب أعزل يستغلون كل فرصة وكل منبر لنعت ايران بالإرهاب لعل وعسى يرضي ذلك الحاكم الجديد في البيت الابيض ويجعله يعزف عن ذبح البقرة السعودية بعد حلبها كما كان يقول.

ويجهل اعداء ايران أو يتجاهلون بأن ايران لم تحصل على هذه المكانة المرموقة في المنطقة من خلال استخدام القوة الصلبة بل اتبعت سياسة دعم العملية الديمقراطية في مجال تقديم العون لحلفائها واحترمت ارادة الشعوب وهذا هو سّر نجاحها خارجيا وداخليا ايضا.

ان التهم الموجهة لايران بالارهاب والطائفية هي شعارات أصبحت بالية بعد ان توجه حتى الغربيون نحو التعاون مع ايران ضد الارهاب وباتوا يقولون جهارا بانه لايمكن القضاء على الارهاب الا بالتعاون مع طهران وحلفائها.

لقد اجتازت ايران منذ ثورتها الاسلامية الكثير من المنعطفات وكونت لنفسها مكانة مرموقة في المنطقة ويطلق عليها حقا اسم " القوة الإقليمية" فيما لازال من يعاديها ومنهم حكام الرياض يرفعون شعارات قديمة أكل الدهر عليها وشرب، ولاندري متى يستيقظ هؤلاء من غفلتهم ويدركون عدم جدوى اتباع سياسة المواجهة مع ايران.

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة