الأضرار التي تعرض لها القطاع الصحي في سوريا خلال الحرب وكيفية التغلب عليها+فيديو

الأضرار التی تعرض لها القطاع الصحی فی سوریا خلال الحرب وکیفیة التغلب علیها+فیدیو

دمشق - تسنيم : شرح مدير عام مشفى "المواساة" – أكبر مشفى طبي وخدمي في دمشق – الدكتور عصام زكريا الأمين في حديثه لمراسله تسنيم في دمشق، الأضرار التي تعرض لها القطاع الصحي خلال الحرب على سوريا والجهود المبذولة للتغلب عليها، مُثمّناً عالياً تجربة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تغلبت على كل تبعات الحرب الظالمة عليها وأصبحت من الدول العظمى في العالم.

وقال الدكتور عصام الأمين لمراسلة تسنيم: "إن الحرب الظالمة والجائرة التي شنت على وطننا الحبيب سوريا، كانت حرباً غير مسبوقة، حربٌ شملت البشر والحجر وكل مفاصل الدولة السورية" لافتاً أن "القطاع الصحي كباقي القطاعات الأخرى تأثّر بشكل كبير من خلال الأزمة التي عانى منها بلدنا"

وأشار الأمين: "في الحقيقة، تعرضت الكثير من المنشآت للإرهاب المنظم وتم تدمير الكثير منها وخرجت عن الخدمة، ما أدى إلى نقص شكّل نقطة ضعف، أما عن كيفية تغلبنا عليه، فقد وسعنا المنشآت الموجودة في المناطق الآمنة، وتمّ إعادة تأهيل كثير منها بعد تحرير المناطق من رجس الإرهاب، فاستطعنا أن نقدّم الخدمة الضرورية على قاعدة أحسن الموجود"

وعن النقص في التجهيزات والمعدات الطبية التي ترض لها القطاع الصحي خلال الحرب على سوريا، أوضح الدكتور عصام الأمين: "بالنسبة للتجهيزات، في الحقيقة شكّل موضوع التجهيزات همّاً كبيراً، فكما تعلمون أن التجهيزات لها عمر افتراضي، وهذا العمر ينتهي بعد فترة محددة، ويوجد قسم من التجهيزات تعرضت للتدمير والتخريب، وهناك تجهيزات حسب عمرها الزمني فيها كثير من الأعطال، فإذا أردنا أن نقسّم الأجهزة الطبية فهناك أجهزة تعمل وأخرى تحتاج إلى إصلاح وأجهزة تالفة"

ولفت الأمين إلى أنه "بشرعة الأمم المتحدة، يوجد بشكل دائم قطاعات محيّدة عند الحروب، كالقطاع الصحي وقطّاع الغذاء، هذه القطاعات محيّدة في كل حروب العالم، إلا في الحرب الظالمة الجائرة على سوريا، فالحرب شملت حتى هذه القطاعات، فكيف يمكن أن نعيد تأهيل الأجهزة التي بحاجة إلى إصلاح؟"

وقال الأمين: "في الحقيقة، اعتمدنا على جيل الشباب، هذا الجيل الإبداعي، يحتاج إلى إظهار الفرص، فاستطعنا أن نأخذ قطعاً من الأجهزة التالفة، ونضعها بالأجهزة التي تحتاج إلى إصلاح وبذلك استطعنا أن نعيد تأهيل بعض أنواعها"

وكشف مدير مشفى المواساة لمراسلة تسنيم أنه "حتى في موضوع الأجهزة، هناك بعض الأجهزة الكبيرة وضعت فيها حساسات صغيرة يتم العلم من خلالها أن هذه الأجهزة قد دخلت وتم تركيبها في سوريا، وبالتالي فرضت الدول عقوبات على هذه الشركات، لتمتنع في النهاية هذه الشركات عن إرسال هذه الأجهزة وحتى قطع الغيار كان هناك صعوبة كبيرة في تأمينها"

وفيما يتعلق بالصعوبات التي واجهت قطاع الأدوية في سوريا، قال الأمين: "بالنسبة للأدوية، فإن سوريا كانت تصدّر الأدوية إلى 90 دولة في العالم، وكان صنع الأدوية يتركز في مناطق ساخنة كمناطق الشمال السوري، فقامت المجموعات الإرهابية وبشكل ممنهج بالاعتداء على معامل الأدوية وتم سحب جزء منها باتجاهات أخرى" "رغم كل ذلك مازالت 90 بالمية من الأدوية التي تحتاجها سوريا، تؤخذ من السوق المحلية"

وعن النقص في الكوادر الطبية نتيجة الأزمة السورية، أوضح مدير مشفى المواساة : "الموارد البشرية تعرضت خلال الأزمة إلى مشكلة هائلة وأصبح هناك نقص في الكوادر الموجودة في القطاع الصحّي، مثلاً في مشفى المواساة سنة 2011 كان عدد الأطباء في المشفى 810 أطباء، خسرنا حوالي 30 بالمئة منهم في فترة الأزمة، كما خسرنا عدداً مماثلاً من الممرضات، هذه نقطة ضعف أيضاً ولكن استطعنا أن نجابه هذا الموضوع عن طريق إجراء عقود مع الشباب، الشباب المتميّز وخريج الدراسات، وبذلك استطعنا نوعاً ما أن نسدّ الحاجة بالكادر البشري"

وقال الأمين: "أحب أن أضيف أن مشفى المواساة هو مشفى خدمي ومشفى تعليمي، فهو المشفى التعليمي الأول في سوريا، إضافة إلى كونه مشفى خدمي، ما يزال هذا المشفى يقوم بكافة واجباته، ويتم تدريب طلاب الطب من السنوات الرابعة والخامسة والسادسة وطلاب الماجستير وتعطى أيضاً من هذا المشفى شهادة دكتوراه"

لافتاً أن "الجامعة السورية مازالت قادرة على تخريج طلاب ليس فقط على مستوى القطر بل إنها تمنح شهادات في أعلى المستويات كشهادات الدكتوراه لطلاب من دول عربية مجاورة"

ونوّه الأمين بقوله: "أريد أن أنوه إلى أمر وهو أنه في كثير من الأحيان، الأزمات تستثير الشعوب، فأنا أقدّر عالياً التجربة الموجودة في إيران، فهم أيضاً تعرضوا لحرب جائرة ظالمة وحصار على كافة الأصعدة، لكن هذا الحصار عاد عليهم بالفائدة في نهاية الأمر لأنهم طوروا قدراتهم الذاتية، فهناك بعض الشركات الإيرانية الكبرى يصنعون من البرغي حتى أكبر جهاز حاسوبي"

وختم مدير المشفى حديثه بالقول: "نحن نتمنى أيضاً أن تكون هذه الأزمة التي نواجهها في سوريا، حافزاً لنا كي نتجاوز هذا الحصار ونستلهم من تجربة الجمهورية الإسلامية، لأنها فعلاً قامت بإعجاز وأصبحت دولة كبرى ليس على مستوى المنطقة فحسب بل أيضاً على مستوى العالم"

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة