مستقبل تركيا عقب فوز اردوغان "الهش" في الاستفتاء

مستقبل ترکیا عقب فوز اردوغان "الهش" فی الاستفتاء

أشار الخبير في الشأن التركي محمد علي دستمالي الى ان اردوغان في الظروف الراهنة سيسعى الى ترميم وتعزيز بنية وشكل حزبه قبل كل شىء، منوها الى انه ليس من المستبعد في ظل الظروف الجديدة التي طرأت على تركيا ان تشتد القطبية الاجتماعية.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان الخبير في الشأن التركي "محمد علي دستمالي" اشار في مقال له الى ان رجب طيب اردوغان ودلت باغتشه لي و من دعمهم فازوا في الاستفتاء التركي وتمكنوا من خلال نتيجة 51% من اصوات الشعب التركي تمهيد الارضية لتغيير النظام السياسي التركي من برلماني الى رئاسي وتغيير 18 بندا في الدستور.

وأضاف، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل يمكن لحزب العدالة والتنمية عبر هذا الفوز الهش الوصول الى جميع اهدافه ام لا؟ يمكن الاجابة بشكل مختصر ان الاستفتاء انتهى وحزب العدالة والتنمية انتصر في جميع الاحوال في هذه المعركة سواء بنتيجة حاسمة ام ضعيفة ولايمكن لاحتجاجات حزب الشعب الجمهوري او الاخرين التأثير على هذه النتيجة.

ونوه الى ان اردوغان من الان فصاعدا يحظى بصلاحيات أوسع وقدرة اكبر ولايمكن للبرلمان كالسابق ان يقف حصنا منيعا الى جانب المعارضين ولايمكن للاحزاب المعارضة منذ اليوم ايجاد عوائق كثيرة امام حزب العدالة والتنمية.

وأضاف، وفي تعبير أدق ان حزب العدالة والتنمية بوصفه الحزب الحاكم سيكون لديه قدرة اكبر في المجالات السياسية والتنفيذية والاقتصادية لكن هذا الامر لايعني بالضرورة حل جميع مشاكل الحزب.

وتابع، ان يوم الفوز في الاستفتاء كان اليوم الذي ظهر فيه الكثير من مشاكل حزب العدالة والتنمية الجدية بشكل واضح وعلني والان جاء دور اردوغان بوصفه رئيس الجمهورية الذي اصبح لديه بشكل قانوني الاذن للعودة الى حزبه مجددا، للنظر في هذه القضية لان حزب العدالة والتنمية رغم وجود دعم حزبي الحركة القومية بقيادة دولت باغتشه لي وحزب الوحدة الكبير بقيادة مصطفى دستجي، لم يستطع تخطي حدود الـ 51 بالمئة في الاستفتاء.

واشار الى ان اردوغان ينبغي عليه النظر في هذه القضية لاسيما اسباب ذهاب 20 مليون صوت جرى وضعه في صناديق 6 محافظات كبيرة وهي اسطنبول وانقرة وازمير وبورسا وأضنة وانطاليا لصالح المعارضين.

واضاف، اذن اردوغان سيفكر قبل كل شىء بترميم وتعزيز بنية وشكل حزبه، وفي ظل الظروف الجديدة التي طرأت على تركيا ان حزب الشعب الجمهوري بقيادة كمال كليتشدار اوغلو وحزب الشعب الديمقراطي بقيادة صلاح الدين دميرتاش الذي يقبع في السجن وباقي الاحزاب الصغيرة خارج البرلمان لاتمتلك ادوات خاصة لتقييد الحزب الحاكم، وتيار الاسلاميين والمحافظين سيهمشوا العلمانيين والكماليين في غالبية القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وليس مستبعدا ان تشتد القطبية الاجتماعية.

وتابع، كذلك في مجال السياسة الخارجية لاسيما في مايخص ملف استكمال العضوية في الاتحاد الاوروبي المعقد لايزال ينتظر حزب العدالة والتنمية طريقا صعبة لكن يمكن القول في نظرة واقعية انه لاتوجد اي قدرة كبيرة او اي بلد مستعد لأن يقول لاردوغان "لانك حصلت في الاستفتاء على تغيير الدستور على 51% بدلا من 60% لن نأخذ سياساتك ومطالبك بشكل جدي!".

واردف، لذلك في ظل الظروف الراهنة لن تقام في تركيا انتخابات اخرى حتى عام 2019 وفي هذه المدة سيسعى اردوغان ويلديريم  توفير ارضية الفوز في انتخابات 2019 وفي هذه المنطقة من العالم سنواجه تركيةً حزبها الحاكم ورئيس جمهوريتها نابعان منها ويحظان بصلاحيات كبيرة وسيتمتعان باستقرار ونفوذ بالقدر الكافي لتحقق أهدافهما.

واختتم بالقول، هكذا تركيا تتمتع بأوراق جيدة في علاقاتها مع أمريكا وبريطانيا وروسيا وكذلك دول المنطقة لاسيما مجلس تعاون دول الخليج الفارسي ولن تتنازل عن تتطلعاتها في ملفي سوريا والعراق ايضا.

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة