بحيرة الأسد من خلفهم وخناصر من أمامهم.. داعش في كفة الفناء والتبدد

بحیرة الأسد من خلفهم وخناصر من أمامهم.. داعش فی کفة الفناء والتبدد

بعد التقدم الناجح الذي حققه الجيش السوري وحلفاؤه في ريف حلب الشرقي مؤمناً بذلك ميسرته والميمنة باتجاه ريف الرقة، أدار البوصلة بإتجاه الغرب ساعياً لوصل المنطقة من ضفاف الفرات وحتى طريق حلب –أثريا الشريان الرئيسي لحلب والمنطقة الشمالية وتأمينه من اعتداءات تنظيم داعش الإرهابي والذي فشلت محاولاته العديدة في قطع هذا الطريق لإعاقة تقدم الجيش السوري وقطع إمداداته.

فبعد تحرير قرى "الرمثان-السليحة- برقاوي-جربات" جنوب البحيرة بدأ الزحف بإتجاه الغرب حيث من المتوقع أن يوسع الجيش نطاق سيطرته حتى الوصول إلى الطريق الدولي غرباً في مهمة تبدو غير صعبة في ظل التهاوي السريع لعناصر التنظيم المشتتة في المنطقة وخاصة بعد الضربات النوعية التي تلقاها التنظيم على يد قوات من النخبة السورية والحلفاء تحركت من الطريق الدولي بإتجاه الشرق حيث حررت خلال أيام قليلة قرى "عطشانة- شريعة- رسم عسكر" وثبتت مواقعها للانطلاق من جديد والتوسع شرقاً.

لذلك فمن المتوقع أن تلتقي القوات المتقدمة من ريف الرقة شرقاً والقوات القادمة من الغرب خلال الأيام المقبلة في ظل تغطية مكثفة من قبل سلاحي الجو السوري والروسي مع الأخذ بعين الإعتبار التقدم المدروس والمنظم ضمن مناطق سيطرة التنظيم حتى بعد التحرير للتقليل من الخسائر قدر الإمكان حيث يعمد التنظيم على اسلوب تفخيخ المناطق التي ينسحب منها وهذا ربما مايبرر تأخر التقدم نسبيا.

لكن يبقى ذلك ضمن المخطط الزمني الذي يضعه القادة الميدانيون المتناسب مع الجغرافية الخاصة بكل منطقة والظروف الطارئة، فالوقت لصالح المنتصر ورغم كل التحديات والصعوبات وشراسة تنظيم داعش ومحاولاته الانتحارية للمواجهة يطل المصدر العسكري المسؤول في الجيش السوري ليعلن مناطق جديدة آمنة ومحررة وماهي ساعات حتى تدخل ورشات الصيانة والإصلاح لإعادة الحياة كما كانت عليه في هذه القرى وعودة السكان الذين أذاقهم التنظيم وعناصره الويلات إلى حياتهم الطبيعية وأعمالهم اليومية.

وصل وفد حكومي من عدة وزراء للوقوف على الواقع الخدمي والمعيشي لسكان القرى المحررة في ريف حلب وحلب المدينة لإعادة عجلة الحياة سريعٱ إليها.

إذن بالمحصلة طريق حلب -ريف الرقة سالك وآمن بعد معارك عنيفة أمتدت إلى عمق مناطق تواجد تنظيم داعش الإرهابي حيث كانت تجمعاته الأهم ومراكز قياداته وغرف عملياته متمثلة ببلدات "دير حافر- المهدوم- مسكنة- دبسي عفنان" والتي لم تقف في وجه زحف الجيش السوري رغم التحصينات الهائلة وأساليب التمويه والخداع التي اعتمدها التنظيم.

ومع هذا التقدم المستمر للجيش السوري وحلفاؤه أنهى حلم تنظيم داعش بإقامة دولة خلافته المزعومة مبددا طموحاته في البقاء والتمدد واستباحة الأرض السورية حيث غدا التنظيم عاجزا عن التقدم وتحقيق أي نجاح وحتى عن المواجهة.

اليوم الجيش السوري يسيطر على قريتي "بئر السبع وخربة محسن" وهذا أن دل على شئ فإنما يدل على أنه لم يعد يعر اهتمامه للحدود الإدارية بين المحافظات فهو ماض بالتحرير والقضم قرية تلو الأخرى بل اكثر من ذلك اعتمد اسلوب استهداف الأهداف البعيدة والمعسكرات التي يتحصن بها داعش ويدرب مقاتليه من خلال الضربات المركزة لسلاح الجو للحيلولة دون إمكانية تنسيق جهود التنظيم وإعادته تنظيم صفوفه في الخطوط الخلفية وإبقاءه في حالة من الإرتباك والتشتت.

وعلى الرغم من اعتماد التنظيم على الهجمات المتفرقة بأعداد قليلة لمشاغلة الجيش السوري وإرباكه إلا ان الأخير كان جوابه عن طريق الكمائن المتقدمة والرصد والاستطلاع المبكر لمباغتة التنظيم وانهاكه قبل محاولته المبادرة وترقب الأرتال المتحركة ليلا عبر الطيران واستهدافها قبل الوصول إلى خطوط المعارك.

ومن الجدير بالذكر أنه للتمهيد الناري الذي يعتمده الجيش دورا أساسيا في حسم المعركة سريعا والتخفيف من الإشتباك المباشر مع عناصر التنظيم الأمر الذي يجعل من استخدام سلاحي الطيران والمدفعية أمرا صعبا بسبب تقلص المسافة بين العدو والصديق.

ماهو واضح حتى هذه اللحظة أن الجيش السوري يكسب كيفما اتجه بفضل التخطيط الجيد وتعاضد صفوفه والتنسيق العالي المستوى مع الحلفاء، ومعارك حلب وريفها مثاله الأقرب والأوضح.

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة