هذه الشهادة فقط كانت لائقة بعلي بن أبي طالب (ع)

هذه الشهادة فقط کانت لائقة بعلی بن أبی طالب (ع)

كثيرة وعظيمة هي مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، هي كنعم الله عز وجل لا يمكن إحصاؤها، بل إدراك أنها أساس لتموضع الإنسانية في مرتبة سماحة الأخلاق.

سيرة عظيمة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، لا ترتبط بمذهب أو طائفة أو فئة، فكل من عرف علي سواء أكان مؤمنا بالإسلام أو بأي دين آخر، سواء كان يدين برسالة سماوية أم لا يدين، سوف يشعر بأن هذا الانسان يُرجعه الى فطرته وإلى ذاته.

بدءا من ولادته في بيت الله الحرام، وختاما باستشهاده في محراب بيت الله هي قصّة دوّنت في كل لحظة من لحظات عمره الشريف دستور كرامة الانسان والبشر، ولسنا هنا بصدد تعداد هذه الصفات بل نمرّ على أهمّ لحظات حياته الشريفة وهي مسجلة حصرا بإسم علي بن أبي طالب (ع).

نشأ علي بن أبي طالب في بيت يدين بديانة إبراهيم النبي (ع)، وتربى على الشهامة والنخوة العربية وإكرام الضيف والشجاعة ورجاحة العقل. هذه العائلة الطالبية التي كان يكثر فيها البنين كانت تؤثر إكرام الضيف وإطعامه على توفير الطعام لنفسها، فما كان إلّا من أفضل خلق الله النبي محمد (ص) إلّا أن يعهد من عمّه أبي طالب رعاية وتربية الإمام علي بن أبي طالب منذ صغره.

ليس صدفة أن يربى الإمام علي في كنف النبي، بل تسديد إلهي وتوجيه لا مفر منه. فعلي بن أبي طالب (ع) كان يتبع الرسول الأكرم (ص) اتّباع الفصيل أثر أمه وتعلم منه الصفات الإلهية التي أودعها الله في رسوله، فكان أن كان أول المؤمنين برسالته من الذّكور والمدافعين عن الإسلام بروحه ونفسه هناك على فراش النبي الّذي كان يعرف من خلّف وراءه ومقدرته على صيانة الاسلام إلى أن يستطيع أن يخرج النبي الأكرم (ص) من مكة. فعلي بن أبي طالب لم تأخذه بالله لومة لائم ولم يدخل قلبه ذرة فزع في انتقال الى المدينة وكان كل همه ينصب في نجاح انتقال الرسول الى المدينة حتى لو كان ثمن هذا روحه وسيوف القبائل من قريش.

باب مدينة علم الرسول الّذي أخذ من أحكام الإسلام والعلوم على اختلافها، كان مقداما شجاعا في الحروب مدافعا عن بيضة الإسلام، فالأحزاب تشهد مبارزة الإيمان كله للشرك كلّه والوعد الالهي بنصرة عباده المخلصين، وخيبر تشهد راية أعطاها الله ورسوله للرجل الّذي يحبّه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله.

علي بن أبي طالب (ص) كان موضع ثقة الله ورسوله، حيث كان زوج ابنة الرسول وسيدة نساء العالمين في الأولين والآخرين. وكان خير من يخلف النبي محمد (ص) في المدينة عند آخر غزواته ضد الشرك لأنه بمنزلة هارون من موسى، وخير من يرفع الرسول يده منصبا إياه خليفة من بعده وأفضل من يبارك له المسلمون، وهو حقا من كان لائقا بأن يغسل ويدفن جسد أفضل الأنبياء وأشرف الخلق، وأن يرفع راية وحدة المسلمين بعد وفاة النبي لحفظ الاسلام ومستقبل المسلمين.

علي بن أبي طالب الّذي حكم بسنة الله ورسوله وعاش بين النّاس وجلس على كرسي القضاء يحكم بينهم بالعدل والإنصاف، كان لا بد من الشجرة الملعونة أن تتآمر على الاسلام المحمدي الأصيل عبر ممارسة الخدع والاحتيال الّتي لم تنطل على الأمير يوما معبدا ذلك بدمائه في محراب بيت الله بيد أشقى الأشقياء الّذي عارض حكم الإمام في صفين.

أمير المؤمنين لم يغفل عن حياة الناس الاجتماعية، فكان كل همّه المحرومين والمستضعفين حيث كان يحمل إليهم الطعام عند كل عشية افتقدوه وباتوا أيتاما وجياعا بُعيد ليلة القدر، فعلي التحق بالعلي والأعلى في أعظم ليلة على الاطلاق.

لا يمكن ربّما الاسترسال كثيرا عن شخصية الامام علي فذلك يحتاج الى مجلدات، لكن فلينتبه القارئ العزيز إلى أن شهادة في محراب بيت الله الحرام، وفي ليلة كليلة القدر لم تكن لائقة سوى بشخص كعلي بن أبي طالب، ويمكن القول إن عدم استشهاد الأمير بغير هذه الطريقة كان ليكون غير عادل، لكن الله احكم العادلين.

حياة الأمير لم تنته عند استشهاده، بل هي في وجدان وشعور كل محب فلغم الحكومة الاسلامية الّذي زرعه علي بن أبي طالب بناءا على حلم الأنبياء تحت أركان الظلم والجور، فجّره روح الله الموسوي الخميني في القرن العشرين بعد حوالي 1300 عام من استشهاده، ولا تزال شيعة علي بن أبي طالب في العالم المتمسكة بحقوق المستضعفين والمحرومين فيه وهي لم تتخلى عن فلسطين ولا عن الشعب الفلسطيني ولا عن مقدسات الامة في فلسطين وهذا موقف عقائد، متوارث من الصنديد أبو تراب. وشيعة علي بن أبي طالب اليوم على خطى إمامهم يقتلعون إرهاب الخوارج وجشع الصهاينة والمستكبرين في العالم.

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة