قواعد الاشتباك على الأرض السورية ودفة تغييرها


قواعد الاشتباک على الأرض السوریة ودفة تغییرها

لم يعد من الممكن التنبؤ بما ستصبح عليه خارطة السيطرة التي بات الجيش السوري وحلفاؤه يضعون معالمها يومياً بما يخططون له وينفذوه، فما هو هدف اليوم يصبح محققاً، وما هو ساقط نارياً يصبح محرراً.

فبعد التقدم الكبير الذي حققه الجيش السوري في ريف حلب الشرقي قادماً من الشمال باتجاه "مسكنة" تابع ليكتسح قرى الريف الشرقي بأكمله متابعاً زحفه باتجاه الجنوب واصلاً إلى مفترق بحيرة الأسد المتجه إلى الرقة ودير الزور، ثم وجه بوصلة التقدم إلى الغرب ليحصن طريق أثريا ـ خناصر ثم يكمل المسير مسيطراً على طريق أثرياـ الرقة الهام.

اليوم وبعد أن سيطر الجيش السوري على بلدة الرصافة و20 قرية أخرى في ريف الرقة أصبح مثلث (الرصافةـ أثرياـ خناصر) في قبضة الجيش السوري مما يعزز سيطرته على ريف الرقة الجنوبي ويجعله في موقع متقدم للانطلاق شرقاً وشمالاً، والتوقعات بالتسليم والاستلام للرقة بين داعش و(قسد) قد يفشلها الجيش السوري ويفجر مفاجئته في اللحظات الأخيرة.

فالرقة هدف مشروع للجيش السوري حامي الأرض السورية، ولعل إسقاط سلاح الجو الأمريكي لمقاتلة سورية من طراز سو22 دليل على التورط الأمريكي في حماية داعش الهدف الأول للجيش السوري ولكن ذلك لن يوقف زحف الجيش السوري والحلفاء إلى مدينة الرقة في حال كانت الهدف.

وهذا ما رأيناها من الإصرار وإرادة القتال منقطعة النظير في طريقه للوصول إلى الحدود السورية العراقية رغم استهداف طيران التحالف الأمريكي للقوات السورية عدة مرات، فالطريق إلى دير الزور يمر من الرقة، ولعله من أقصر الطرق إليها، فمن أعتقد أن الجيش السوري لن يعبر نهر الفرات قد يفاجئ بوصول طلائع قواته إلى الطرف الآخر من النهر قريباً.

وفي المقلب الآخر لا يزال الجيش السوري يتابع تقدمه على محور "السخنة" الذي بدأه بهمة جديدة بعد تحرير قرية آراك وسد آراك، كما سيطر الجيش على محمية التليلة جنوب قرية اراك ب 13كم وقد أفرزت العملية عن مقتل العشرات من عناصر تنظيم داعش الذين قاموا بالتحصين في هذه المحمية لاتخاذها نقطة إشغال للجيش وتشتيت الجهود لكن الجيش استطاع وبعملية نوعية السيطرة على المحمية خلال ساعات قليلة محصناً بذلك مواقعة على يمين ويسار محور تقدمه الأساسي.

هذا وتعتبر محطة ضخ النفط t3 من الأهداف القريبة التي سيتجه الجيش السوري للسيطرة عليها في المنطقة في إطار عملياته، وقد دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش وعناصر التنظيم في محافظة دير الزور في ظل تغطية جوية من سلاح الجو الذي استهدف أماكن تمركز عناصر التنظيم وتحصيناتهم في محيط البانوراما وتل البروك والمطار والثردة وحي الحويقة وغرب الإذاعة في قرية عياش وحطلة ومحيط المطار الذي تمكن حاميته من الإستيلاء على عربة مصفحة " بي إم بي" لتنظيم داعش في محيط المطار الذي يشهد اشتباكات شبه يومية في محاولة من التنظيم لخرق تحصيناته أو الإستيلاء على أي جزء منه كما نجحت طائرات النقل العسكري التابعة لسلاح الجو السوري من تنفيذ إسقاط مظلات تحمل المساعدات الطبية والإنسانية للأحياء المجاورة للمطار العسكري.

وفي ريف السلمية الشرقي تابع الجيش السوري عملياته مستهدفاً تحركات تنظيم داعش جنوب الشيخ هلال وعلى محور خط البترول، كما قصف الطيران الحربي عدة منصات إطلاق قذائف هاون التي أطلقها التنظيم باتجاه قريتي "المسعودية وجب الجراح" والتي أدت لإصابة عدد من المدنيين.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة