ريف دمشق.. يحصن أبوابها

ریف دمشق.. یحصن أبوابها

يعد استقرار العاصمة دمشق منذ بداية الحرب السورية المؤشر الحقيقي على قوة الدولة السورية وقدرتها على الحفاظ على الخطوط الحمراء التي رسمتها القيادة السياسية والعسكرية، ولكن ريف دمشق الكبير كان على درجة من الأهمية بحيث لم يهدأ صوت المعارك في الريف الدمشقي القريب منذ الرصاصات الأولى للحرب السورية.

دخل الريف الدمشقي ساحة المعارك المحتدمة منذ آيار العام 2011، حيث شهدت مدن حرستا وجوبر ودوما المدن الأكبر اشتباكات عنيفة تنخفض وترتفع بين الحين والآخر، لكن الجماعات المسلحة حولت هذه المدن لما يشبه السجن الكبير حيث يعيش السكان تحت رحمة مقاتلي الفصائل المسلحة مثل ما يسمى بـ (جيش الإسلام وفيلق الرحمن وجبه النصرة) متبعين معهم أساليب التنكيل والتجويع.

لذلك حافظت وحدات الجيش السوري على خطوط دفاعية حصينة عملت من خلالها على منع حصول أي حالات تسلل باتجاه نقاط سيطرتها أو محاولة الاقتراب من العاصمة، واستخدم أسلوب الاستهداف المدفعي لمواقع المسلحين وتحركاتهم بالإضافة للرصد البري والجوي ليلاً ونهاراً.

كما عاد قسم كبير من بلدات ومدن ريف دمشق من خلال اتفاق المصالحة مع الحكومة السورية، لكن استهداف الجماعات المسلحة للعاصمة دمشق بقذائف الهاون جعل من الضروري الرد الحاسم والسريع على مصادر إطلاق القذائف وتدميره، حتى هذا الإجراء لم يعد يلبي ما يخطط له الجيش والحلفاء، فمنذ أشهر قامت التنظيمات المسلحة بشن هجوم عنيف كان الهدف منه الوصول إلى ساحة العباسيين وشارع فارس خوري، لكن الجيش استطاع خلال ساعات قليلة امتصاص الهجوم وردع محاولات التقدم والتي أفشلها في الزمان والمكان المناسبين.

لذلك ومنذ أيام قليلة بدأ الجيش السوري مدعوماً بالقوات الرديفة والحلفاء عملاً عسكرياً على محور حي جوبر الملاصق لدمشق، حيث بدأ بالتمهيد الناري والمدفعي ضد مجموعة كبيرة من الأهداف كان قد رصها وحددها في مرحلة التحضير للمعركة كما استهدف الطيران الحربي تحصينات العدو الخلفية ونقاط امداده، ويعتبر الهدف الأول كسر التحصينات الدفاعية وخاصة الأنفاق التي يتحصن فيها عناصر الجماعات المسلحة ويعتبر تحقيق هذا الهدف العامل الحاسم في معركة جوبر بشكل عام.

هذا وقد سجل الجيش السوري تقدماً مهماً باتجاه عين ترما والجنوب الشرقي من أسواق الخير، كما سيطر على منطقة "بئر قصب" على محور "تل دكوة" ليعزز بذلك من مواقعه الفاصلة بين البادية وغوطة دمشق. لذلك من المتوقع أن يشهد محور جوبر تقدماً ملموساً خلال الأيام المقبلة في ظل الهجوم المباغت الذي بدأه الجيش اليوم.

وفي درعا حيث حصل ما هو متوقع من انتهاء فترة الهدنة وفشل محاولات التسوية نتيجة تعنت المجموعات الإرهابية التي يمثل غالبها تنظيم " جبهة النصرة"، فيما باقي التنظيمات تتعدد أسمائها ويتوحد انتمائها لغرفة عمليات (موك)، وبهذا يكون الجيش السوري قد سد الذرائع على الجماعات المسلحة بالحل السلمي الذي لم تجنح له الجماعات المسلحة، ولذلك أعاد الجيش تفعيل استهداف وتدمير لائحة الأهداف التي وضعها وخاصة مع بروز أهداف جديدة تم رصدها نتيجة استغلال الجماعات المسلحة للهدنة وإعادة تموضع قواتها ومرابض أسلحتها الثقيلة ومستودعات ذخيرتها.

كما تقدمت قوات الاقتحام في الجيش السوري في حي "طريق السد وحي السجن"، ونفذ الجيش تمهيد ناري مكثف باتجاه كتيبة الدفاع الجوي جنوب غرب درعا، والتي يمكن السيطرة عليها الفصل ما بين ريف درعا الغربي والشرقي لاستراتيجية موقعها وأهميته ووقوعها على الطريق الحربي لفصائل الميليشيات المسلحة بين الريفين الغربي والشرقي للمدينة، إذ تتركز الكتيبة خلف جمرك درعا القديم على الحدود السورية الأردنية.

/انتهى/

 

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة