هل تحضر أمريكا لهجوم جديد على سوريا؟


هل تحضر أمریکا لهجوم جدید على سوریا؟

في الوقت الذي تشهد فيه الاحداث في سوريا تسارعا كبيرا وتتعرض المجموعات الارهابية لضربات قاصمة على امداد الجغرافية السورية، تعود امريكا من جديد الى استخدام شماعة الاسلحة الكيميائية والتلويح بنية استهداف الجيش السوري في حال استخدام هذه الاسلحة، فهل هناك نية حقيقة لاستهداف الجيش السوري ام تسعى امريكا لايجاد دور لها في المفاوضات المقبلة؟

بعد ان كشف الكاتب الامركي الشهير "سيمور هيرش" ان الاستخبارات الأميركية لم يكن لديها أي دليل على قيام الجيش السوري باستخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون في نيسان/ أبريل الماضي وأن ترامب أعطى قرار قصف مطار الشعيرات رغم معرفته بعدم وجود هجوم كيميائي حينها، يعود البيت الابيض الى تهديد دمشق بشن ضربات ضد الجيش السوري في حال استخدم الاسلحة الكيميائية.

حيث اتهم البيت الأبيض الحكومة السورية بالتخطيط لشن هجوم آخر بالأسلحة الكيميائية، وحذر الرئيس السوري بشار الأسد بأنه سيدفع "ثمنا باهظا" هو وجيشه إذا نفذ هجوما من هذا النوع.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية شون سبايسر في بيان: "الولايات المتحدة رصدت استعدادات محتملة من قبل النظام السوري لشن هجوم كيميائي آخر قد يؤدي إلى عملية قتل جماعية لمدنيين بمن فيهم أطفال أبرياء".

وأضاف سبايسر أن الأنشطة التي رصدتها واشنطن "مماثلة للاستعدادات التي قام بها النظام قبل الهجوم الذي شنه بالسلاح الكيميائي في 4 أبريل/نيسان"، والذي ردت عليه الولايات المتحدة بضربة عسكرية شملت إطلاق 59 صاروخ كروز على قاعدة جوية في سوريا.

ورجحت وسائل الإعلام الأمريكية أن تكون التهديدات الامريكية الاخيرة لسوريا والتحذير من عواقب استخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي تمهيدا لضربة أمريكية جديدة.

حيث ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان "البيان الذي نشره البيت الأبيض أمس الاثنين، ليس إلا خطوة تمهيدية لضربة أمريكية جديدة محتملة للأراضي السورية الخاضعة لدمشق".

واعادت صحيفة واشنطن بوست إلى الأذهان ضربة مطار الشعيرات في الـ6 من نيسان الماضي، مشيرة إلى أن واشنطن منذ ذلك الحين قد نشرت في المنطقة مجموعة إضافية من السفن بما فيها حاملة "جورج واشنطن".

وذكرت في تعليق لها حول الموضوع أن " الولايات المتحدة تحتفظ بصنوف متنوعة من الأسلحة في المنطقة بما فيها الطائرات العادية والمسيّرة بما يمكنها استخدامها إذا ما قررت ضرب سوريا".

وأضافت "أن السيناريو الأرجح في هذا الاتجاه، ضرب سوريا بالإفادة من قدرات السفن الحربية الأمريكية في المنطقة بما لا يثير صدى دبلوماسيا مدويا لضربة كهذه قياسا باستخدام قواعدها على أراضي حلفائها في المنطقة وبينهم على سبيل المثال تركيا والإمارات"

من جهتها عبرت روسيا عن قلقها من التصريحات الامريكية الاخيرة حيث حذر نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي  فرانس كلينتسيفيتش من هجمات جديدة ضد الجيش السوري، وقال في تصريح له ان " الولايات المتحدة تعد هجوماً جديداً على مواقع القوات السورية وهذا واضح، ويجري إعداد استفزاز جديد غير مسبوق" واشار الى ان الهجوم الامريكي الجديد سيتم تمريره كرد على هجوم كيميائي يوقم به الجيش السوري.

كما رفض الكرملين من جهته التهديدات الامريكية حيث جاء على لسان الناطق باسمه أن "التهديدات الأمريكية للحكومة الشرعية في سوريا غير مقبولة".

ونفى الكرملين المزاعم الامريكية بتحركات يقوم بها الجيش السوري تحضيرا لضربة باستخدام السلاح الكيميائي قائلا "ليس لدينا أية معلومات ولا نعرف ما هو أساس المزاعم الأمريكية حول تدبير هجوم كيميائي جديد بسوريا".

ومن المؤشرات التي تدل على احتمال قيام امريكا بهذه الخطوة الاستفزازية في سوريا، تاكيد نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي يفغيني سيريبرينيكوف إن الوضع في سوريا ينذر بالخطر، وأن الجيش السوري في درجة الاستعداد القصوى.

حيث جاء عن لسانه "بقدر ما أعرف، فإن الجيش السوري في وضع الاستعداد الأقصى…وفيما يتعلق بسلامة قواتنا في طرطوس وحميميم، فإن جميع القوى والقدرات أيضا في حالة تأهب قصوى. الوضع مقلق للغاية، وذلك بفضل سياسات الولايات المتحدة".

واعرب عن أمله في أن المجتمع الدولي لن يقف صامتا ويعطي تقييما صعبا. وأضاف "دعونا نأمل أن يسود العقل الرصين، مع أنه احتمال أقل".

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة