السعودية تغلق باب التفاوض مع قطر وللحديث تتمة

السعودیة تغلق باب التفاوض مع قطر وللحدیث تتمة

يقال أن المياه لن تعود إلى مجاريها، وأن الأزمة في علاقات قطر بالسعودية وحلفائها لن تنتهي، فقد أعلنت الرياض عن إغلاق باب التفاوض مع الدوحة، فيما تتحدث الإمارات عن توجه نحو فرض مزيد من العقوبات على قطر. وكما كان متوقعاً، فإن أزمة قطر مع السعودية وحلفائها ستطول، ولن تنتهي بهذه السرعة.

منذ اليوم الأول الذي إشتعلت فيه نيران الأزمة، خرجت العشرات إن لم نقل المئات من التحليلات والتقارير التي تتحدث عن جذور هذه الأزمة، كما أن بعض المحللين العرب كانوا قد تحدثوا عن حل عسكري ستقوم به الدول المقاطعة لقطر ضد الدوحة وتغيير النظام السياسي الحاكم فيها.

ولم تتضح مواقف جميع  الاطراف بعد، لكن موقف وزير خارجية قطر كان واضحا جدا، إذ اوضح أن الدوحة تنظر إلى قائمة المطالب الـ13 لدول المقاطعة على أنها مزاعم أكثر من كونها مطالب.

على الجانب الآخر أغلق وزير الخارجية السعودي عادل الجبير باب التفاوض مع قطر، فالرياض تريد من الدوحة أن توافق على المطالب دون قيد أو شرط، لأن السعودية وربما لأنها ترى في نفسها قائدة لدول العالم العربي، لا تريد أن تتخيل أن يأتي يوم وتقف فيه دولة صغيرة بحجم قطر لتستعرض عضلاتها أمام السعودية وعلى هذا المستوى الذي نراه الآن.

وموقف أمريكا من الأزمة ليس خافياً على أحد، فواشنطن تؤكد على أن مطالب السعودية من قطر يجب أن تكون أقل حدة، لكن إزدواجية المواقف هذه يمكن لنا أن نراها في مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزارة خارجيته بقيادة ريكس تيلرسون. فيما تواصل الكويت جهود الوساطة التي تبذلها لحل الأزمة، إلا أن هذه الجهود لم تثمر لحد الآن.

وإنقضت حتى الآن 5 أيام من المهلة التي حددتها السعودية وحلفائها لقطر للرد على قائمة المطالب ذات البنود الـ13، إلا أن الدوحة لم تبد حتى اللحظة أية إشارات إيجابية حيال هذه المطالب، وقد حدا هذا الأمر بوزير الخارجية القطري لأن يقصد واشنطن بهدف السعي لإيجاد حل لهذه القضية. حيث أن الدوحة تعتبر مطالب الرياض ومن يدور في فلكها بأنها "غير واقعية" و"غير متوازنة وغير منطقية" وبالتالي فهي ليست قابلة للتنفيذ.

يأتي هذا في وقت تحدثت فيه الإمارات عن توجه لفرض مزيد من الضغوط الإقتصادية على قطر، فيقال أنه ليس من المتوقع أن يتنازل الطرفان عن مواقفهما، وأنهما سيصران أكثر على هذه المواقف، حيث يجري الحديث عن توجه لعقد إجتماع في واشنطن، الأمر الذي يُخرج الأزمة من طابعها الإقليمي ويدولها، حيث أنه لم يتم بعد تحديد التأريخ الذي سيعقد فيه هذه الإجتماع، ولكن نظراً للقاءات التي جمعت بين وزير خارجية قطر ونظيره الأمريكي، فإنه من المتوقع لهذا الإجتماع أن يُعقد خلال الأيام القليلة القادمة، يأتي هذا في الوقت الذي حذر فيه السيناتور "بوب كروكر" رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، وزارة الخارجية وطالبها بوقف صفقات بيع الأسلحة لدول الخليج الفارسي حتى إيجاد حل للأزمة الراهنة، وذلك في إشارة لصفقة بيع الأسلحة التي أبرمتها امريكا مع السعودية وبلغت قيمتها 110 مليارات دولار، وأخرى مع قطر بقيمة 12 مليار دولار.

وعليه فإن أجواء العلاقة بين قطر والسعودية ستصبح أكثر قتامة وسواداً، ولا بد من إنتظار عقد إجتماع واشنطن لرؤية ما سيحدث في الأيام القادمة، لأن مستقبل هذا الإجتماع، والمرونة التي سيبديها طرفا الأزمة في هذا الإجتماع، سيكون لهما تأثير في توسع أو إحتواء هذه الأزمة، وكذلك فإن أمريكا التي إتخذت موقف الحياد في ما يجري تحاول خفض مستوى مطالب السعودية وحلفائها، لكي تكون مقبولة بالنسبة للجانب القطري، ولكي تتمكن من الخروج من هذا الإجتماع بالنتائج المطلوبة، ففشل هذا الإجتماع يعني أن نطاق الأزمة سيتوسع أكثر، ما سيؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها بالنسبة لواشنطن التي تعتبر حليفة صعبة لكل من قطر والسعودية، وعليه يجب الإنتظار ورؤية ما إذا كانت السعودية ستخفف من لهجتها؟، وما إذا كان المسؤولون السعوديون سيعملون بنصائح سيدهم في البيت الأبيض، أو يعملون مستقلين ويخطون خطوات أكبر؟، على أية حال فالتطورات القادمة ستكون كفيلة بالرد على هذه التساؤلات.

بقلم "حسن رستمي"  صحفي

/انتهي/ 

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة