داعش في العراق..من الانتشار الى التقهقر والزوال

داعش فی العراق..من الانتشار الى التقهقر والزوال

كانت مدينة الموصل ابرز قلاع داعش في العراق لما لها من اهمية استراتيجية وسياسية، حيث اعلن منها ابو بكر البغدادي اقامة ما سماه "دولة الخلافة" لانها تعد ثاني اكبر المدن العراقية وتملك موقعا استراتيجيا مهما شمال العراق يتوسط ثلاث دول سوريا وايران وتركيا.

مرحلة الانتشار ابتداء من الموصل

تمكن تنظميم داعش الارهابي في العاشر من يونيو عام 2014 من السيطرة على مدينة الموصل وكذلك على منشآت حيوية في المدينة من أهمها مبنى محافظة نينوى والمطار وقنوات تلفزيونية، وأعقب ذلك إطلاق ألف سجين من السجن المركزي.

وكان لسيطرة التنظيم على المدينة أصداء كبيرة على المستوى الدولي للعديد من الاسباب، اهمها ان القوات المهاجمة حصلت على مكاسب عسكرية وسياسية لا يمكن الاستهانة بها مطلقا فبات التنظيم الارهابي الذي يدعو نفسه بالدولة الإسلامية و المعروف عالميا باسم داعش، التنظيم الأكثر غنى في العالم ذلك لأنه سيطر على فروع البنك المركزي العراقي في الموصل، بالإضافة إلى المعدات العسكرية الهائلة التي غنمها من مدافع ودبابات ومدرعات ومنصات قتالية بل حتى طائرات وصواريخ، وغيرها.

وتمكن التنظيم بعد ذلك من السيطرة على تكريت مركز محافظة صلاح الدين في 30 حزيران وزحف باتجاه العاصمة العراقية بغداد، ولكن القوات العراقية شكلت حزاما دفاعيا دعي بحزام بغداد يتكون من قوات عسكرية متمركزة على محيط العاصمة لمنع تقدم التنظيم الارهابي، وكان التنظيم في تلك الفترة يسيطر على اغلب محافظة الانبار وعلى كامل مدينتي الرمادي والفلوجة.

مرحلة التقهقر انتهاء بالموصل

وتصدت المرجعية الدينية العليا بالعراق فورا لظاهرة هجوم داعش حينما اعلن المرجع السيد السيستاني فتوى تشكيل قوات الحشد الشعبي للتصدي لتقدم داعش، وبعد ذلك شنت القوات العراقية والحشد الشعبي العديد من العمليات العسكرية ضد داعش لتحرير المدن العراقية التي كان سيطر عليها، منها عمليات لبيك يا رسول الله وعمليات لبيك يا حسين، و خاضت معارك عنيفة مع التنظيم، و في 31 مارس 2015 سيطرت على مدينة تكريت بالكامل بعد معارك عنيفة مع مسلحي داعش . و تم رفع العلم العراقي فوق مبنى المحافظة وسط المدينة وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تحرير مدينة تكريت بالكامل.

وبعد ذلك بعدة اشهر اعلن الجيش العراقي والحشد تحرير كامل محافظة صلاح الدين من تنظيم داعش الارهابي، واعلنوا بعدها تحرير مدينة الرمادي في 27 ديسمبر 2015، ثم تم تحرير الفلوجة في 26 يونيو 2016، وتوجهت الانظار باتجاه ام المعارك في مدينة الموصل.

أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في 17 أكتوبر 2016 عن بداية العملية العسكرية لتحرير الموصل بمشاركة القوات العراقية والحشد الشعبي، وتم تقسيم العملية العسكرية الى قسمين استهدف القسم الاول التنظيم الارهابي في الضفة الشرقية للمدينة وتمكن من تحريرها في 18 يناير2017 وبدأت بعدها عملية عسكرية واسعة لتحرير القسم الغربي.

استمرت العملية العسكرية في الاحياء الغربية للمدينة وبدأت قوات التنظيم تتقهقر، حتى أن بعض المصادر كشفت ان التنظيم بدأ يستعين بالنساء لتقاتل في صفوفه، ولكن مع استمرار زحف القوات العراقية والحشد الشعبي تمت محاصرة التنظيم في بعض الاحياء.

وها نحن اليوم في 30 يونيو من عام 2017 نرى اعلان تحرير الموصل بالكامل من هذا التنظيم الارهابي، لتكون مدينة الموصل هي المدينة التي انطلقت منها ما تسمى "بالدولة الاسلامية في العراق وسوريا" وبداية زوال هذا التنظيم بالكامل.

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة