معركة الجنوب الكبرى وإنهاء الجيوب الصغرى

معرکة الجنوب الکبرى وإنهاء الجیوب الصغرى

تختصر التطورات العسكرية على جبهات الجنوب السوري مسارات الحرب والميدان، وعلى الرغم من وضوح تحول النافذة الأردنية إلى نافذة أمريكية وعربية مناهضة، لم يعر الجيش السوري وحلفاؤه أية أهمية للخطوط الحمراء التي رسمها أعدائهم.

وبعد 6 سنوات على اندلاع الازمة السورية من محافظة درعا تبدو الدولة السورية وحلفاؤها الجهة الوحيدة التي تملك استراتيجة واضحة لاستعادة سيطرتها على كامل الجنوب، فقد اكمل الجيش استعداداته وحشد قواته على محور غرب درعا وعمقها الرئيسي لفصلها إلى شطرين وتقطيع أوصال تحركات المسلحين والإطباق على كل محور على حدة مما يتيح للقوات السورية إغلاق أهم ملفات الحرب الميدانية والتفرغ لجبهات مجاورة اهمها القنيطرة التي تتمتع برمزية خاصة في مسرح الصراع مع الكيان الصهيوني.

وفي ظل سياسة الجيش السوري التي تقوم في إحدى جوانبها على استغلال الوقت الذي يمضي في صراع الفصائل المعادية وتناحرها رصد الجيش بعين المراقب المتأهب للإقتال القائم بين مايسمى (جيش خالد بن الوليد) الموالي لـ( داعش) وباقي الفصائل حيث شن هجوما كبيرا على بلدة (حيط) جنوب غرب درعا، إلا أن الاخير فشل في السيطرة على البلدة وكلفه ارتجاله خسائر كبيرة مقابل خسائر محدوده للفصائل.

ولم يقف الجيش السوري مترقبا لهجوم الفصائل المسلحة وعلى رأسها( النصرة) تجاه مدينة البعث حيث تصدى الجيش بقوة لهجوم متواصل تعدى الأيام تجاه مواقعه رغم الاسناد الجوي الاسرائيلي للمسلحين من خلال عدة غارات استهدفت مداخل المدينة وقرية الصمدانية ويعتبر سقوط المدينة (لو حدث) الخدمة الكبرى لاسرائيل.

لكن دفاعات الجيش السوري نجحت في امتصاص هجوم المسلحين ومنعهم من عزل المنطقة وتحوير العدو من إسرائيلي إلى آخر، كما نجحت في الأيام الماضية بامتصاص أعتى هجوم شنته النصرة في درعا وعلى وجه الخصوص حي المنشية حيث تخوض جبهة النصرة وبعض الفصائل في درعا حرب مفتوحة ضد الجيش السوري في الحي المذكور منذ أكثر من ثلاثة أشهر من دون تحقيق تقدم يذكر.

وتبدي الاستعدادات العسكرية والتحركات الأخيرة للجيش السوري في البادية القريبة من غوطة دمشق عن نيته لتضييق الخناق أكثر فأكثر على جماعات (جيش سوريا العشائر) و ( أسود البادية) عبر عملية عسكرية ثلاثية المحاور من شرقي السويداء ومنطقة بئر قصب باتجاه الفاصل الذي تسيطر عليه هذه الجماعات، وتأتي سيطرة وحدات الجيش اليوم على  (تل هويمل) شرقي "تل دكوة "باكورة تقدمه وتحقيق هدفه المرسوم.

ومنذ اليوم بدأت مفاعيل الحدث الابرز في جبهة ريف حلب وحماه ألا وهو مثلث الرصافة- أثريا- خناصر حيث اختزل الجيش السوري طريق امداده من ،200 كم إلى 90 كم بسيطرته على المساحة الشاسعه المحددة بالنقاط الثلاث المذكورة، وبقي ان يسيطر الجيش على جيب محاصر صغير شرق خناصر لإكتمال الخطوة الأهم.

ومن المنتظر فتح جبهة " عقيربات" الهامة في الأيام المقبلة لربط جبهتي ريف حماه وحمص الشرقيتين من خلال السيطرة على محور أثريا - عقيربات- الشاعر والذي سيتم من خلاله تجميع أواصر المحافظات السورية دون اي جيب فاصل  أو عائق داعشي،كما يتيح ذلك توفير جبهة آمنة جديدة باتجاه السخنة ودير الزور.

الوقت يمضي لصالح الجيش السوري صاحب الارض وحاميها الذي يخوض أعتى المعارك ضد المجاميع الإرهابية على امتداد الجغرافية السورية .

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة