التحشيد والتهديد الامريكي اليوم " حرب نفسية" لا اكثر

التحشید والتهدید الامریکی الیوم " حرب نفسیة" لا اکثر

رأى المحلل السياسي اللبناني ناصر قنديل ان الامريكيين اليوم يناوشون ويرسلون الرسائل النارية، لكن خطهم الاحمر العميق هو عدم الذهاب الى المواجهة الشاملة، منوها الى ان كل التحشيد والتهديد والحضور والاستعراض الامريكي هو حرب نفسية لا اكثر.

واشار المحلل السياسي اللبناني في تصريح لوكالة تسنيم الدولية للانباء الى ان موازين القوى التي تتكرس في الميدان السوري وفي لبنان من جهة المقاومة وعلى المستوى الاقليمي مع حضور القدرة الايرانية والمتغيرات التي يحملها سقوط داعش، هي ما يجب ان ياخذه الاسرائيلي في نظر الاعتبار قبل ارتكاب اي حماقة.

وأضاف، لكن بالمقابل يشعر الاسرائيليون مع بدء العد التنازلي لسقوط داعش أن ثم مرحلة جديدة تظهر في الافق وهذه المرحلة تعني ان تكون اليد العليا لمحور المقاومة فحزب الله الذي حاول الاسرائيليون مرارا استئصاله من سوريا واضعاف وجوده في لبنان و راهنوا على ان الحرب السورية ستتكفل باستنزاف قدرته، يرونه اليوم  قد زاد خبرة وقوة وعددا و عديدا وبالمقابل يرون ايران التي راهنوا بان داعش سوف تستنزفها عبر العراق قد تمكنت من معونة العراقيين وها هم يصلون الى ابواب اللحظات الاخيرة من اعلان النصر على داعش.

وتابع، والدولة السورية التي ظنوا بانها ذاهبة لتكون اشلاء تتقاسمها الدول، تستعيد قوتها  وحضورها، وخصومها هم الذين سيصلون الى الطريق المسدود، حتى الوجود الامريكي لم يملك ذريعة البقاء وكل الجماعات المسلحة في سوريا سيكون مصيرها الفناء، والحزام الامني الذي اتخذه الاسرائيليون على الحدود تحت عنوان دعم الجماعات المسلحة لم يصمد لايام.

ورأي قنديل ان الاسرائيليين الان يحاولون القيام بمشاغبات للفت الانظار الى وجودهم و دورهم والقول باننا قادرون على تخريب المسارات التي ترتسم في المنطقة، قادرون على ان نزعج العالم وان نضعه امام المخاطر من اجل درء المخاطر.

واضاف، يريدون ربط المفاوضات التي تدور حول مستقبل سوريا بالمفاوضات حول الصراع الذي تشكله اسرائيل كطرف لمواجهة سوريا و لبنان، والرهان الاسرائيلي هنا على شئ يشبه 1701 الذي خلف حرب تموز على الحدود اللبنانية و على الحدود السورية ان يكون اكثر توسيعا ان يشترك فيه الروس والامريكيون مباشرة.

ولفت المحلل السياسي الى ان هناك معلومات تتحدث بان تحرشا اسرائيليا قد يتسع نطاقه لكن لايتوسع الى اعلان حالة الحرب، ربما يستدرج تحركا امريكيا منسقا في مجلس الامن من اجل استصدار قرارات من هذا النوع.

 واضاف، لكن بالمقابل اثق بان روسيا تدرك جيدا بانه لايمكن الحديث عن امان و استقرار لاسرائيل طالما الاراضي السورية و اللبنانية تحت الاحتلال وطالما القضية الفلسطينية معلقة بلا حدود لذلك نحن امام جولة من التسخين التي يريد الاسرائيلي من خلالها ربط قاطرته المتصلة بالتفاوض بالقطار الذي ينطلق نحو مستقبل جديد.

وأشار قنديل الى ان كل الضربات التي قام بها الامريكيون ولغة التهديد التي يتحدثون بها ليست اكثر من حرب نفسية، قائلا، الذهاب الى المواجهة الشاملة كان متاحا للامريكيين في ذروة التهديدات الامريكية و رغم الخطوط الحمراء والقول بان شمال الفرات في سوريا هو منطقة عمليات امريكية ممنوع على اي احد آخر ان يتحرك فيها او ان يطلق النار داخلها لذلك اسقطوا الطائرة السورية.

واضاف، في ذات الليلة اطلقت ايران 7 صواريخ بالستية على مقرات لداعش في دير الزور ورأها الامريكيون باقمارهم الصناعية وطائراتهم المسيرة وبالعين المجردة وهي تستغرق دقائق طويلة حتى تصل وبمستطاعهم من الزاوية التقنية ان يفكروا باطلاق صواريخ لاسقاطها من منطلق انها تجاوز للخط الاحمر الامريكي.

وتابع، ان الامريكيين كانوا يعلمون ان العبث مع ايران هنا اعلان حرب وان اعلان الحرب كلفته ان تذهب الى المجهول وهم حسموا سلفا بانهم قد يناوشوا و يشاغبوا ويرسلوا الرسائل النارية ولكن خطهم الاحمر العميق هو عدم الذهاب الى المواجهة الشاملة وبالتالي انا اضع كل التحشيد الامريكي الان و التهديد والحضور و الاستعراض في خانة الحرب النفسية لا اكثر ولا اقل .

وعن وضع داعش بعد تحرير موصل في المنطقة، نوه قنديل، الى ان المساحة النموذجية التي حصل عليها هذا التنظيم في تظهير قدرته على البقاء او الفناء هي الموصل، حيث لايستطيع احد من منظري داعش او من الذين يتحدثون الان عن ان خطر داعش مستديم، بان القدرة و الامكانية المتاحة لداعش كي يثبت وجوده وقدرته على الصمود والبقاء ستكون في مكان اخر.

 وأضاف، هذا التنظيم الذي اراد تطوير نظرية اسامة بن لادن والقول باننا لانكتفي بالضرب عبر العالم ويجب ان نرتكز لانفسنا قاعدة ارتكاز لنقيم فيها حكمنا اخذ فرصته في اختبار افكاره وهو ليس على جدول الاعمال الامريكي كعدو حقيقي يقاتل من اجل سحقه لايستطيع احد الادعاء بان حجم النار الامريكي على داعش يعادل عشرة بالمئة من ما تلقاه الفيتناميون من نيران الامريكيين ولكن امريكا هزمت في فيتنام كما هزم داعش في سوريا والعراق.

ونوه قنديل الى ان داعش هزم لانه غريب كل الغرابة عن ثقافة و دين و فكر و اخلاق وقيم و نمط حياة هذه المنطقة، قائلا، الذي قاتلهم و الذي ادى الى اتلافه ليس التحالف الدولي، التحالف الدولي ارد ان يكون شريكا في قطف ثمار النصر وان يدير الحرب على طريقته وان تكون حرب متدحرجة لاتنتهي لكن الذي فرض قواعد الحرب وادى الى نهاياتها التي نراها هم اهل العراق و جيش العراق والحشد الشعبي واهل سوريا و جيش سوريا ودفاعه الوطني.

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة