لماذا تغيب سلمان فجأة عن اجتماع هامبورغ ولماذا لم ينب عنه ولي عهده؟


لماذا تغیب سلمان فجأة عن اجتماع هامبورغ ولماذا لم ینب عنه ولی عهده؟

توقف الكثيرون باهتمام شديد عند التصريح الصحافي المقتضب الذي ادلى به المتحدث باسم الحكومة المانية شتيفن زايبرت الاثنين، حيث اعلن ان الملك السعودي لن يحضر قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في مدينة هامبورغ.

وحسب صحيفة رأي اليوم أن ما يثير الاستغراب أيضا ان الانباء الاولية تشير الى انه قرر ايفاد محمد الجدعان، وزير المالية، لحضور هذه القمة نيابة عنه، فقد كان من المتوقع ان يتولى الأمير محمد بن سلمان هذه المهمة، ليس لانه ولي العهد، وانما لتوليه الملف الاقتصادي السعودي باعتباره صاحب رؤية 2030، ولان هذه القمة التي يحضرها 20 زعيما عالميا بما فيها زعماء روسيا وامريكا وأوروبا فرصة ذهبية للتواصل وتبادل الآراء.

واعتبرت الصحيفة أن السعودية تعيش حاليا "زحمة" من الاحداث السياسية والاقتصادية والأمنية، تفرض اعباءا إضافية على اهل الحكم فيها، ولكن ندرة المعلومات وغياب الشفافية، فتح الباب على مصراعيه امام التكهنات والاشاعات، خاصة على وسائط التواصل الاجتماعي.

وتابعت الصحيفة لافتة الى أن هناك ثلاثة تفسيرات حتى الآن توضح أسباب غياب الملك السعودي ونجله عن قمة تعتبر على درجة عالية من الاهمية، بالنسبة الى "المملكة التي تتباهى بين اقرانها بانتمائها اليها، وتعكس مكانتها الاقتصادية المتقدمة في الشرق الأوسط والعالم".

الأول: يقول بأن الأوضاع الصحية للملك سلمان ليست في افضل احوالها، ويشير أصحاب هذا التفسير الى اختفائه عن المسرح السياسي السعودي اكثر من أسبوع بعد إصداره مرسوم عزل الأمير محمد بن نايف من ولاية العهد، وتعيين نجله الأمير محمد بن سلمان مكانه، وضرب هؤلاء مثلا بعدم حضوره مراسم تقديم العلماء والامراء والوزراء وكبار رجال الدولة البيعة لولي العهد الجديد، ولكن هناك من يوضح ان العرف المتبع يقتضي عدم حضور الملك.

الثاني: انشغال الملك السعودي بالازمة الخليجية، وتطوراتها خاصة ان المهلة التي أعطيت لدولة قطر للالتزام بالنقاط الـ13 التي طرحت عليها انتهت، ثم جرى تمديدها ليومين، وينتهي هذا التمديد مساء الثلاثاء، الامر الذي يتطلب وجوده لاحتمال حدوث تطورات تصعيدية ضد قطر، اقتصادية، وربما عسكرية أيضا، حسب الصحيفة.

الثالث: تزايد التوقعات داخل السعودية، وخارجها، بصدور مراسيم ملكية سعودية جديدة لاستكمال التغييرات في قمة الحكم، وترتيب مؤسساته بما يعزز مكانة ولي العهد الجديد، علاوة على تسريب انباء عن حدوث حالة من "التذمر" في أوساط بعض اجنحة الاسرة الحاكمة تجاه خطوة عزل بن نايف الذي قالت صحف أمريكية وبريطانية بينها "نيويورك تايمز"، انه ممنوع عليه مغادرة قصره في مدينة جدة.

ويعتقد خبراء في شؤون الاسرة السعودية الحاكمة ان استمرار متعب بن عبد الله على رأس "الحرس الوطني" يشكل "تهديدا" لسلطة بن سلمان المستقبلية لان هذا الحرس يشكل جيشا موازيا ويتكون في معظمه من أبناء القبائل، وقياداته من "امراء مهمشين" او من خارج دائرة ابناء واحفاد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، او بالأحرى الافرع الثانية من آل سعود، وهناك من يقدر تعداد منتسبي الحرس الوطني بأكثر من 150 الف شخص، ويتدرج تسليحه من البنادق الخفيفة الى الدبابات والمدرعات والطائرات المروحية، ولكن متعب بايع بن سلمان على السمع والطاعة، وهناك من يقول انه سيتقبل الوضع مثلما تقبله بن نايف.

واعتبرت الصحيفة أن غياب سلمان عن قمة العشرين في هامبورغ نهاية هذا الأسبوع، كان غيابا سياسيا، وبهدف التواجد في الداخل لاستكمال ترتيب مؤسسات الحكم، وربما يكون من بينها التنازل لولي عهده عن العرش أيضا، وتنصيبه ملكا تحت ذرائع عديدة من بينها المرض والتقدم في السن.

واختتمت الصحيفة بالقول: عاصفة تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد هدأت قليلا، وعلى السطح خصوصا، ومن غير المستبعد ان يكون الهدوء الحالي مضللا، ويمهد لعواصف أخرى، صغيره او كبيرة، لان عملية التغيير لم تكتمل بعد، ولم تكن بالسلاسة التي يجري الحديث عنها في الأوساط الإعلامية الرسمية تحديدا، حسب ما تفيد التقارير الغربية، والمملكة في انتظار مفاجآت جديدة على اكثر من صعيد.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة