معركة الرقة.. مفاتيح الوصول إلى الشرق


معرکة الرقة.. مفاتیح الوصول إلى الشرق

تسير معارك الرقة شمالي سوريا بوتيرة سريعة حيث باتت القوات المدعومة من واشنطن تسيطر على أكثر من ربع مساحة المحافظة، فيما يتّبع الجيش السوري تكتيكاً يمنع هذه القوات من التقدم إلى مواقع ونقاط قريبة له يعتبرها استراتيجية ومنطلقا لعملياته باتجاه الشرق.

السباق إلى دير الزور يعطي  لمعركة الرقة أهمية كبيرة بالنسبة للجيش السوري وأميركا التي لها مجموعاتها على الأرض، وهذا ماجعل الجيش وحلفاءه يتوغلون في ريف الرقة الجنوبي، الذي كان منطلقاً لتسلل إرهابيي داعش باتجاه  ريف حمص وتدمر وباتجاه دير الزور، اليوم قُطع هذا الطريق على داعش، فضلا عن الإنجاز الأبرز الذي حققته القوات السورية بتحريرها مدينة "الرصافة" في الريف الغربي للمدينة.

يرى مراقبون ميدانيون أن عمليات الجيش السوري في جنوب وغرب الرقة تهدف إلى أمرين؛ الأول، لتوسيع نطاق سيطرتها باتجاه أثريا بريف الرقة ومنها إلى ريف السلمية في منطقة "الشيخ هلال" لتتمكن بالتحرك أكثر في البادية باتجاه "السخنة"، وقطع أي محاولة على داعش لفتح هذه المحاور وإشغال الجيش فيها عن معاركه في البادية، لأن المعركة المقبلة ستكون في دير الزور حيث بات واضحا أن كل المحاور التي يتقدم فيها الجيش السوري وحلفاؤه تؤدي إلى دير الزور، وبالتالي هذا التقدم المهم الذي أحرزه الجيش جنوب الرقة جاء في محاولة منه لرسم خطوط لا يتعداها المقاتلون الكرد المدعومون من واشنطن، تقيّد عملياتهم التي سيطروا خلالها على مناطق كثيرة في الشرق السوري بدعم اميركي.

الهدف الثاني هو أن يشكل الجيش السوري حاجزاً يمنع القوات الكردية لان تتقدم من جهة الجنوب باتجاه دير الزور وبالتالي عزل هذه القوات غرب الفرات، فإذا وصل الجيش الى مشارف الرقة من الجنوب غرب نهر الفرات سينتزع المواجهة مع داعش وسيستلم زمام المعركة ضد التنظيم جنوب الرقة.

قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أحرزت تطورا ميدانيا خلال 23 يوما من بدء هجومها على معقل داعش في الرقة حيث أكدت المصادر أن قوات قسد المدعومين من التحالف الدولي تمكنوا من طرد إرهابيي داعش من شرق وغرب المدينة مع اشتداد المعارك بين الجانبين وسط المدينة.

 مصادر كردية أعلنت أن (قسد) باتت تحاصر مدينة الرقة بالكامل بعد دخولها المدينة للمرة الاولى من الجهة الجنوبية بدعم امريكي جوي مباشر، حيث دخلت أجزاء من أحياء (هشام ابن عبد الملك، البريد، الصناعة) كما سيطرت على سوق "الهال" جنوب المدينة، ونحو 70بالمئة من حي الصناعة الذي يقع على مدخل المدينة حيث التحصينات الكبيرة لداعش، بالإضافة إلى سيطرتها على قصر "البنات" في الرقة القديمة، كما تتواصل المعارك في حي "القادسية وحي "البريد" الذي يشكل الجزء الاكبر من سيطرة داعش داخل الرقة.

حرب شوارع ضمن الأزقة والأبنية واعتماد داعش على المفخخات وتقسيم عناصره إلى مجموعات صغيرة هو مايعرقل تقدم المهاجمين وسط مواجهة عنيفة يبديها ارهابيي التنظيم بمواجهة قوات سوريا الديمقراطية.

وتشير الاستطلاعات إلى أن أعداد داعش في الرقة يبلغ قرابة 3آلاف مقاتل مما يوحي بأن الحرب طويلة في المدينة التي أنشأ فيها داعش عشرات الأنفاق في جميع أنحائها، حيث يرى مراقبون أن سقوط الرقة بأيدي قوات (قسد) ستستغرق وقتا أكثر من المتوقع ولن تنتهي المعارك فيها على المدى القريب.

أكثر من مئة ألف مدني باتوا محاصرين ويستخدمهم داعش كدروع بشرية في مواجهة قوات سوريا الديمقراطية فضلا عن غارات التحالف التي أوقعت المئات منهم قتلى وجرحى خلال شهر.

وتخوض قوات "سوريا الديمقراطية" المؤلفة من (تحالف فصائل عربية وكردية) منذ السادس من شهر حزيران الماضي معارك داخل مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش الرئيسي في سوريا، في إطار حملة عسكرية واسعة بدأتها قبل نحو ثمانية أشهر بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، حيث يساندهم بالغارات الجوية والتسليح والمستشارين العسكريين على الأرض.

الجدير بالذكر أنه لايوجد أي تنسيق بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية ولكن شبه تفاهم برعاية وإشراف روسي بأن لايحصل اي اشتباك بين الجانبين، ولايوجد أي رغبة للجيش للاشتباك مع قوات سوريا الديمقراطية الآن لان معركته الاساسية هي مع داعش وذلك بحسب مصادر عسكرية سورية.

يذكر أن تنظيم "داعش" الإرهابي كان سيطر على الرقة في عام 2014 واعتبرها منذ ذلك الحين عاصمته في سوريا ومارس فيها أبشع الإعمال الإجرامية بحق الأهالي من صلب وجلد وذبح وانتهاك لجميع الحرمات الإنسانية.

/انتهى/.

أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة