هنية: سنقف سدا منيعا في وجه أي حلول تتعارض مع حقوق شعبنا

هنیة: سنقف سدا منیعا فی وجه أی حلول تتعارض مع حقوق شعبنا

قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" اسماعيل هنية، إن أي حلول أو تسويات تتعارض مع حق شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال واقامة الدولة ذات السيادة وعاصمتها القدس لن يكتب لها النجاح وسنقف سدا منيعا في وجهها، مهما كلفنا ذلك من ثمن".

وأضاف هنية وفق ما نقلت عنه وكالة تسنيم الدولية للأنباء نقلا عن "الرسالة نت" في خطاب له هو الأول منذ توليه رئاسة المكتب السياسي للحركة، اليوم الأربعاء، :" لا بد لنا كشعب فلسطيني أن نملك زمام المبادرة ونرتب أوضاعنا ونحصّن بيتنا ونؤمِّن جبهتنا ونحمي حقوقنا وأن نكون موحدين في توجيه رسالة واضحة للعالم أجمع".

وأوضح أنه منذ وصول الرئيس الأمريكي الجديد ترامب إلى سدة الحكم بدأت بشكل متسارع التحركات والمحاولات لجني ثمار الأوضاع الراهنة وابتزاز القوى العربية والإسلامية المنهكة والمستنزفة لتصفية القضية الفلسطينية وفرض ما يسمى المصالحة التاريخية والضغط بقوة لتوفير الغطاء الفلسطيني- العربي والإسلامي لها.

وأكد هنية أن الصراعات الداخلية بين القوى الإقليمية والمحلية والتكالب الدولي تهدف لإضعاف الأمة وتركيعها وفرض خيارات القوى المعادية عليها، وتعزيز قوة الاحتلال وضمان أمنه وتفوقه وبقائه.

القدس والأقصى

 وشدد هنية على أن قضية القدس بؤرة اهتمام الحركة فهي مركز الصراع، مبيناً أن حماس ستعمل من أجل حماية عروبة القدس وإسلاميتها ومقاومة كل محاولات التهويد والتفريغ السكاني وتغير الطابع الديموغرافي للمدينة.

وأوضح أن حركته ستعمل على تعزيز صمود أبنائها وإبقائها رمزا لكفاح شعبنا وجهاد أمتنا والحفاظ عليها أيقونة للنضال ووجهة للمقاومة.

وأكد أن محاولات الاحتلال الإسرائيلي فرض أمر واقع في المسجد الأقصى المبارك عبر مخططات التهويد والتقسيم الزماني والمكاني والاقتحامات المتواصلة والسماح لأعضاء الكنيست بدخول الأقصى لن تفلح في أهدافها، وسيبقى المسجد الأقصى المبارك إسلامياً خالصاً ولن يكون للاحتلال فيه موطئ قدم.

 وعبر هنية عن رفض الحركة نسبة حائط البراق للصهاينة المحتلين، فحائط البراق جزء أصيل من المسجد الأقصى المبارك ولا يمكن التنازل عنه بحال من الأحوال.

الضفة المحتلة

وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن معضلتنا الوطنية في الضفة تكمن في التنسيق والتعاون الأمني، داعيا إلى وقفه فورا ليس فقط التزاما بالنهج الوطني السليم بل تنفيذا لقرارات المجلس المركزي.

وأضاف هنية أن الضفة ستبقى مركزا للصراع وعنوانا للانتفاضة والمقاومة بكل أشكالها ولن يوقفها أحد، مبيناً أن الحركة ستعمل على مواجهة كل ما تتعرض له الضفة من سياسات التنكيل والتغييب، وفي خطين متلازمين: الأول دعم صمود أهلنا وشعبنا في مواجهة مخططات العدو ومحاولات التدجين، والثاني مقاومة تجعل العدو يدفع غالياً ثمن احتلاله.

وأعلن مساندة الحركة لنواب المجلس التشريعي المختطفين لدى الاحتلال الإسرائيلي وكان آخرهم النائب محمد بدر والنائب خالدة جرار التي تدفع ثمن الموقف الحر والجرأة الوطنية والرفض للتنسيق الأمني.

مخيمات الشتات

وأكد هنية على أن قضية اللجوء لن تتحول إلى قضية منسية في تيه الغربة وإنما سيبقى اللاجئون هم جوهر القضية الفلسطينية، فهي قضية سياسية بامتياز وأن حق العودة حق مقدس لا يسقط بالتقادم ولا تملك أي جهة في العالم شطبه.

 وتابع "سنحبط معهم كل محاولات التوطين وما يسمى بحل الوطن البديل".

ودعا الدول العربية المضيفة - مع كل الثقة والتقدير لكل الجهود السابقة - إلى توفير شروط العيش الكريم لأهلنا في المخيمات، كما دعا لوضع استراتيجية عربية فلسطينية لحماية حق العودة ومواجهة مشاريع التوطين.

وطالب هنية الأمم المتحدة القيام بواجباتها تجاه أهلنا اللاجئين في أماكن تواجدهم كافة باعتبارها الجهة الدولية المكلفة بإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لحين عودتهم إلى ديارهم الأصلية في فلسطين.

وأكد أن الحركة ومع جميع قوى شعبنا الوطنية والاسلامية تعمل على حماية الوجود الفلسطيني في لبنان وتحييده عن الصراعات الطائفية والإقليمية والمحلية وتعزيز العلاقات الأخوية اللبنانية الفلسطينية ومتابعة الوضع الفلسطيني في لبنان بكل جوانبه السياسية والإنسانية والاجتماعية.

وأضاف أننا سنواصل العمل ونضع الخطط والبرامج لطي صفحة التهميش والتغيب لمراحل خلت، حتى يعود لفلسطيني الخارج - الذين يتجاوز عددهم 6 ملايين فلسطيني- ويشكلون الجناح الأخر الذي يحلق به كفاحنا من استئناف دورهم الرائد في الحركة الوطنية الفلسطينية وفي القرار السياسي الفلسطيني وفي المساهمة في مشروع التحرير حسب ظروفهم.

صمود غزة

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن غزة الصامدة بدل أن يكافئ أهله ويعزّز صمودهم، تُحاك ضدهم إجراءات تصعيدية وتقطع عنهم الرواتب والدواء والغذاء وتمنع عنهم التحويلات الطبية التي بسببها أزهقت أرواح أبرياء من الأطفال.

وشدد على أن غزة كانت وستبقى عصية على كل المؤامرات، أبية لا تركع إلا لله، عزيزة بمقاومتها لا تهدأ أو تذل لها راية حتى النصر المبين.

وتابع "لقد آن الأوان لإنهاء الحصار عن غزة، وليس تشديده، وإننا إذ نحمل الاحتلال الصهيوني المسؤولية المباشرة والرئيسة عن حصار غزة إلاَّ أننا نقول بأن القرارات الأخيرة التي اتخذتها السلطة قد أساءت للنسيج الوطني الفلسطيني، وعليها أن تغيّر سياستها تجاه قطاع غزة".

وبيّن هنية أنه وأمام هذا التطور الخطير وإجراءات السلطة ضد غزة صار لزاماً على قيادة الحركة أن تتحرك لإنقاذ غزة وتوفير مقومات الحياة الكريمة لأهلنا الأطهار في الكهرباء والدواء والسفر والتنقل والعلاج والرواتب.

وأكد أن زيارات وفود الحركة إلى مصر ما هي إلاَّ تأكيد على هذا المسعى، وقد وجدت الحركة من الإخوة المسؤولين في مصر كل الاستعداد للعمل من أجل معالجة أزمات غزة.

وأوضح هنية أنه جرى العديد من المباحثات والتفاهمات وأسفرت عن جملة من النتائج التي سيكون لها أثرها في تخفيف أعباء الحصار والممارسات غير الإنسانية ضد شعبنا في قطاع غزة.

كما شكر إيران التي ساندت ودعمت المقاومة والقسام بلا حدود، وأسهمت في تراكم وتطوير القوة التي نملكها، والشكر الى كل من وقف مع فلسطين وغزة من حكومات وهيئات وأفراد من الأمة وأحرار العالم.

وتابع "سنظل أمناء على ثوابت شعبنا الفلسطيني وفي مقدمتها تحرير الأرض والقدس والأقصى والأسرى وتحقيق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

وأكد أن المقاومة مصدر فخر واعتزاز لشعبنا وأمتنا ولكل أحرار العالم، مؤكداً أن شعبنا الواحد الذي لا يقبل التجزئة صاحب القضية العادلة التي لا تقبل القسمة.

وأكد أن الحركة أصدرت مؤخراً وثيقتها السياسية التي تضمنت الرؤية والمبادئ والأهداف التي تسير وفق مضامينها وتعمل بمقتضاها، لتبين أنها نريد أن تعمل مع الجميع ضمن استراتيجية وطنية جامعة في السياسة والمقاومة.

القضية الفلسطينية

وأضاف هنية أن ما تمر به الأمة من الصراعات الداخلية بين القوى الإقليمية والمحلية والتكالب الدولي، وتعاني من نزيف واستنزاف متواصل لمقدراتها هدفه إضعاف الأمة وتركيعها وفرض خيارات القوى المعادية عليها، وتعزيز قوة العدو الصهيوني وضمان أمنه وتفوقه وبقائه.

وتابع "منذ وصول الرئيس الأمريكي الجديد ترامب إلى سدة الحكم وبضغط وتشجيع من العدو الصهيوني بدأت بشكل متسارع التحركات والمحاولات لجني ثمار الأوضاع الراهنة وابتزاز القوى العربية والإسلامية المنهكة والمستنزفة لتصفية القضية الفلسطينية وفرض ما يسمى المصالحة التاريخية والضغط بقوة لتوفير الغطاء الفلسطيني - العربي والإسلامي لها".

أمام هذا الوضع أكد هنية أنه لا بد لنا كشعب فلسطيني أن نملك زمام المبادرة ونرتب أوضاعنا ونحصّن بيتنا ونؤمِّن جبهتنا ونحمي حقوقنا وأن نكون موحدين في توجيه رسالة واضحة للعالم أجمع نؤكد فيها أن أي حلول أو تسويات تتعارض مع حق شعبنا في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس لن يكتب لها النجاح وسنقف سدا منيعا في وجهها، مهما كلفنا ذلك من ثمن.

وشدد هنية على أن أخطر ما تعاني منه السياسة الرسمية الفلسطينية هو التجاوب والتعاطي مع الإملاءات الأمريكية المتكررة والهادفة إلى ضرب كل المقدسات الوطنية، والعبث بمورثنا الوطني وتبني إدارة الترامب الرؤية الصهيونية بالتمام والكمال.

ورداً على إجراءات عباس بوقف رواتب الأسرى وعوائل الشهداء، قال هنية إنني كرئيس للمكتب السياسي لحركة حماس أتعهد لعوائل الأسرى والشهداء بأننا سنتقاسم معاً لقمة العيش ولن نخذلكم ولن يخذلكم شعبكم وأمتكم.

ووضع هنية تحقيق المصالحة الوطنية وبناء شراكة وطنية تجمع كل القوى والفصائل الفلسطينية على رأس أولويات حركة حماس.

وعبر هنية عن اعتزاز الحركة بمستوى وعمق العلاقة والتنسيق في كل المجالات مع الإخوة في حركة الجهاد الإسلامي رفقاء الدعوة والسلاح، كما عبر عن ارتياح الحركة لتطوير العلاقة مع الجبهة الشعبية وزيادة مساحة العمل والتنسيق والفهم المشترك لتطورات السياسة ومقتضى الواقع.

وتابع"نحن مرتاحون لطبيعة العلاقة مع جميع قوى وأذرع المقاومة الفلسطينية الباسلة في الداخل والخارج، وعاقدون العزم أن نحدث نقلة نوعية في هذه العلاقة خدمة لشعبنا ووطننا".

العلاقات العربية

وشدد هنية على سعي الحركة لتمتين علاقاتها بالدول العربية والإسلامية على أساس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول واحترام خصوصية الأوضاع في كل دولة واحترامنا لسيادة هذه الدول وتطلعات شعوبها.

وبين أن سياستنا هي الانفتاح على كل الدول العربية والإسلامية على أساس متين، وسوف نعزز في المرحلة القادمة تبني استراتيجية الانفتاح والعمل مع الجميع دون استثناء من أجل دعم قضيتنا الوطنية ومقاومتنا وجهادنا ضد العدو والحفاظ على قدسنا وأقصانا.

العلاقات الدولية

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إننا نسعى للانطلاق بخطى ثابته نحو صياغة علاقة واضحة مع مختلف مكونات المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية بالقضية الفلسطينية وأحرار العالم منطلقين من عدالة قضيتنا ومن قوة حقنا وثقتنا بأننا نقف على أرض صلبة، داعياً الجميع إلى التعامل معنا على أساس الحقوق الفلسطينية ومن خلال فهم حماس فكرا ودورا ومكانة وعدم التجاوب مع الدعاية السوداء والابتزاز الصهيوني.

وشكر هنية كل الدول التي رفضت محاولات عزل حماس ولم تتجاوب مع التوصيف الأمريكي الظالم للحركة المنحاز للعدو، ومدت خطوط العلاقات الثنائية معها إيمانا وقناعة منها بأننا حركة تحرر وطني وجزء أصيل من النسيج الشعبي الفلسطيني وأننا حصلنا على ثقة الأكثرية منه في انتخابات حرة ونزيهة.

وحذر من التورط في المشروع الرامي لتصفية القضية تحت ما يسمى بالسلام الإقليمي أو السلام الاقتصادي مع عدو يحتل الأرض ويشرد الشعب، مشدداً على أن الحركة لن تسمح أبداً بتمرير أي مشاريع تتجاهل مصالح وحقوق شعبنا الثابتة تحت أي ذريعة كانت.

المصدر: الرسالة نت

/انتهى/

أهم الأخبار انتفاضة الاقصي
عناوين مختارة