هامبورغ المشتعلة .. هل تخمد نار جنوب سوريا؟

هامبورغ المشتعلة .. هل تخمد نار جنوب سوریا؟

بعد الانتظار والترقب للقاء الذي كان الجميع يبحث عنه في هامبورغ، توجهت الانظار من ألمانيا الى الجنوب السوري فجأة، حيث نجم عن لقاء الرئيسين الروسي والامريكي الإعلان عن وقف لإطلاق النار في جنوب سورية.

اللقاء وصفه ترامب بالرائع قائلا خلال محادثاته مع رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي: "عقدت اجتماعا هائلا مع فلاديمير بوتين أمس".

وجاء التفاهم بين الرئيسين على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالإعلان عن وقف لإطلاق النار في جنوب سورية تشرف على تطبيقه الشرطة العسكرية الروسية، وهو ثمرة مباحثات جرت بالتوازي مع اجتماعات استانة في عمان وضمّت خبراء عسكريين ودبلوماسيين روس وأميركيين وأردنيين.

وقال لافروف من عمان، اتّفق خبراء روس وأميركيون وأردنيون على مذكرة تفاهم لإقامة منطقة خفض تصعيد" في درعا والقنيطرة والسويداء.

وأكد أن "وقفاً لإطلاق النار سيُطبّق في هذه المناطق ابتداءً من ظهر 9 تموز/يوليو بتوقيت دمشق".

وقال لافروف إن قوات الشرطة العسكرية الروسية ستشرف على وقف النار المقرر أن يبدأ الأحد "بالتنسيق مع الأردنيين والأميركيين".

وكان التفاهم موضوع تنسيق روسي سوري خلال الأسابيع الأخيرة منذ بدء اجتماعات عمان، وهدفه تحييد المساعي للحل السياسي في سورية عن المداخلات "الإسرائيلية" بصورة رئيسية ومسرحها الجنوب، ما يتيح لواشنطن مناقشة هادئة للملفات الأخرى كالتنسيق في الحرب على الإرهاب ومستقبل الحل السياسي ومسارات جنيف وأستانة، وكيفية إدارة التجاذب التركي الكردي شمالاً، خصوصاً الحرب الفاصلة مع داعش المتوقع أن تجري في دير الزور.

 حيث لا بدّ من التعاون بين القوى المتلاقية على أطراف المدينة وجوارها وهي موزّعة مناصفة بين واشنطن وحلفائها، خصوصاً الأكراد، وسورية وحلفائها وفي مقدّمتهم حزب الله ومن ورائهم روسيا وإيران.

بدورها قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، بين روسيا والولايات المتحدة والأردن يعتبر خطوة مهمة لوضع تهدئة أكثر ثباتا.

ونقلت وكالة "نوفوستي" عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية، قوله للصحفيين: "هذ خطوة هامة.. هذه تعد الخطوة الأولى على الطريق الذي نرى أنه سيؤدي إلى اتفاق أكثر شمولا واستدامة لوقف إطلاق النار وتهدئة جنوب غرب سوريا".

ووفقا للمسؤول، يستمر حاليا النقاش حول العناصر المهمة من الاتفاق"، بما في ذلك كيفية مراقبة الهدنة، مشيرا إلى أن " كل ذلك سيكون موضوع المفاوضات القادمة".

وأشار المسؤول إلى أن اتفاق الهدنة في جنوب غربي سوريا لا صلة له بمحادثات "أستانا"، مضيفا أن أساس هذا الاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن بشأن سوريا، هو أن يستخدم كل طرف نفوذه سواء مع المعارضة أو الحكومة السورية.

وأكد أن واشنطن لا تستبعد محاولة الإرهابيين عرقلة وقف إطلاق النار في سوريا.

من جانبه قال المتحدث باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، إنه تم الاتفاق بين الأردن وروسيا والولايات المتحدة اليوم على ترتيبات لدعم وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا.

وأضاف المومني أنه ووفقا لهذه الترتيبات التي تم التوصل إليها في عمان، سيتم وقف إطلاق النار على طول خطوط تماس اتفقت عليها قوات الحكومة السورية والقوات المرتبطة بها من جانب، وقوات المعارضة السورية المسلحة، مشيرا إلى أن العمل بهذا الاتفاق سيبدأ في الـ9 من يوليو.

كما أشار المومني إلى أن الدول الثلاث أكدت أن هذه الترتيبات ستسهم في إيجاد البيئة الكفيلة بالتوصل إلى حل سياسي دائم للأزمة السورية، كما أكدت التزامها العمل على حل سياسي عبر مسار جنيف وعلى أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، بما يضمن وحدة سوريا واستقلالها وسيادتها.

وهنا تبقى التساؤلات حول هذا الإعلان وامكانية ان يوجد تفاهمات حقيقية بعيدا عن التهدئات السابقة التي كانت تعلن للمماطلة واكتساب الوقت فقط من قبل المحور الامريكي الذي لطالما عرف بخطوطه الحمراء التي لم تكسرها سوى ارداة الجيش السوري وحلفاؤه في جميع نقاط الجغرافية السورية وليست التهدئات المزيفة بل الحقيقية التي يؤمن بها الجيش السوري ويأمل في ان يتوصل الى واحدة منها وتحدث بشكل حقيقي على الارض السورية بعيدا عن التلاعب الامريكي.

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة