"القُطّين" في فلسطين يقاوم الاندثار

"القُطّین" فی فلسطین یقاوم الاندثار

تشتهر بلدة "سلواد" المجاورة لمدينة رام الله في الضفة الغربية بكثرة خيراتها، وجودة منتوجاتها لا سيما من الخضار، والفواكه، وهي تتميز بالتين المجفف أو ما يعرف محلياً بـ"القُطين" على نحو خاص.

ولم تسلم أشجار التين من اعتداءات الاحتلال –وسوائب مستوطنيه-، وهي باتت عرضة للانقراض، بفعل عمليات سرقة الأراضي التي تنفذها الأذرع "الإسرائيلية"، بالإضافة إلى تسارع وتيرة التوسع الاستيطاني عند حدود البلدة، وبداخلها.

ويقترن اسم سلواد بـ"القُطين" ، نظراً لوفرته وتنوعه، حتى أن هذه الشهرة تعدت النطاق الجغرافي الضيق للبلدة، لتصل إلى مختلف المدن على مستوى الضفة المحتلة. الستيني عبد الرحمن حامد "أبو إبراهيم" -هو أحد مزارعي سلواد- ؛ المهتمين بجمع ثمار التين مع أشقائه في نهاية الموسم، تمهيداً لتجفيفها وبيعها.

ويقول "حامد"، لموقع "العهد" الإخباري " إن قطف التين وتجميعه بالنسبة له بمثابة مهنة بديلة عن كثير من الأعمال، والصناعات التي وضع الاحتلال الكثير من العوائق أمام الفلسطينيين في طريق إنجازها". وأوضح أن "سلواد" تُزرع فيها أنواع مختلفة من التين، مثل : "الخروبي"، "الدبة"، "الشناري"، و"البياضي".

وفيما يتعلق بصناعة "القُطين"، لفت إلى أنها تمر بعدة مراحل، قائلاً :" تبدأ العملية بجمع التين الناضج عن الأشجار، ومن ثم وضعه في صناديق خشبية أمام أشعة الشمس، وبعد ذلك تُنقل في أكياس إلى منطقة بعيدة عن الهواء والحشرات".

وذكّر "أبو إبراهيم" بالمضايقات المستمرة التي يتعرض لها المزارعون على أيدي جنود الاحتلال، مضيفاً "نعاني كثيراً أثناء توجهنا إلى أرضنا، في حين يتعرض آخرون بالقرب منا إلى إطلاق النار ، وتدمير للأشجار، و تخريب للمحاصيل !".

وعلى مقربة من "حامد"، انشغل شقيقه "تيسير" في جمع ثمار التين من على الأرض، بعد قطفها. من جهته، قال "إنّ زراعة التين تعتبر تراثية، وبخاصة في سلواد التي اشتهرت من القِدم بتجارة القطين". وأشار الأخ الستيني أيضاً، إلى تبدّل حياة الفلاحين والمزارعين بعد قدوم الاحتلال، وتمدده فوق الأرض الفلسطينية.

وأضاف "كنا في السابق نتبادل ثمار المحاصيل فيما بيننا، وكان أصحاب مزارع التين يحظون بمكانة مميزة لدى الأهالي". وتابع بالقول " سلواد وصلت في مرحلة سابقة إلى تصدير القطين إلى معظم مدن الضفة، وصولاً إلى قطاع غزة".

وتقاوم هذه المهنة اليوم الفناء، في ظل المتغيرات المتسارعة لجهة التوسع العمراني من جهة داخل البلدات والقرى، فضلاً عن توالي المخططات الاستيطانية الاحتلالية التي تضم المزيد من الأراضي الزراعية. ويسعى الشقيقان "حامد" لحفظ تاريخ المهنة التي توارثوها عن أجدادهم، لا سيما وأن التين المجفف يحوز على إعجاب ورغبة الكثيرين بسبب فوائده الصحية الجمّة.

المصدر: العهد

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة