الحرب مع ايران! مبالغة ترامب ونتنياهو العبثية

الحرب مع ایران! مبالغة ترامب ونتنیاهو العبثیة

طهران / تسنيم // تطرق الخبير في الشؤون الاستراتيجية سعدالله زارعي، في افتتاحية صحيفة "كيهان" الى التهديدات الاخيرة للرئيس الامريكي دونالد ترامب ضد ايران، قائلا، ان امريكا مربكة في مواجهة ايران وغير قادرة على اتخاذ القرار.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء ان الاوضاع الامنية "السيئة للغاية" في المنطقة تغيرت الى أوضاع بات يمكن في ظلها اجراء انتخابات في الدول التي كانت خاضعة الى الامس القريب لسيطرة الارهابيين التكفيريين، اذ ان دور الجمهورية الاسلامية واضح في تحقيق ذلك الانجاز، كما يمكننا القول من دون انكار دور ابطال هذه الدول، انه لولا دور ايران المحوري لكان نجح مشروع الارهاب التكفيري المدعوم من قبل امريكا والكيان الصهيوني والغرب وهزمت المقاومة السورية والعراقية واللبنانية.

وذلك لأن اليأس كان يسيطر على العراق وسوريا عندما بدأت أزمة الارهاب في هاتين الدولتين وعندما كان يتم تصوير تقدم التكفيريين في وسائل الاعلام العربية والغربية، ذلك في وقت كان بمقدور تلك الدول محاربة التكفيريين والمحتلين، وفي ظل هذه الاوضاع دخلت ايران ساحة مواجهة التكفيريين وبدأت باقتراح تطبيق الاساليب الثورية في سوريا من اجل تغيير الاوضاع.

وبدأت الحكومة السورية بتطبيقها رغم انها لم تكن في البداية متفائلة ولم تحقق أي نتيجة من خلال الاساليب الاخرى، حيث غيّر التواجد الاستشاري للقادة الايرانيين وتطبيق تجربة الثورة الاسلامية، الاوضاع في سوريا نحو الافضل، اذ اننا اليوم في مرحلة عادت فيها غالبية المناطق التي سيطر عليها الارهابيون الى قبضة الحكومة السورية.

ولكن كانت النتيجة مزيد من تشديد الضغوط على ايران وهذا الضغط يحدث عادة في سوريا وهذا الامر يؤكد ان الارهاب التكفيري هو ظاهرة عصرية تطلقها اجهزة الاستخبارات، لذلك عندما يتم استهداف الارهاب التكفيري تنشط اجهزة الاستخبارات لايقاف ذلك كما تشير هذه المسألة الى ان ايران وجهت ضربة كبيرة وموجعة لامريكا في سوريا.

عندما بدأت الازمة الاقليمية لم يبقى محلل في العالم ورأى ان الكيان الصهيوني هو الرابح الوحيد من ازمات العراق وسوريا ولبنان ولكن الان وفي وقت تشارف فيه هذه الازمة على الانتهاء انعكست تلك التحليلات 360 درجة وبات يقال ان ايران هي الرابح الاكبر في الازمة السورية والكيان الصهيوني هو الخاسر الاكبر.

لاتسير الاوضاع بشكل جيد بالنسبة للكيان الصهيوني وهذا الامر واضح جداً، ولكن هناك سؤال يطرح نفسه، ماهي الخيارات التي يملكها رئيس وزراء الكيان الصهيوني وقائد جيشه للخروج من هذه الازمة او ماهي الاجراءات التي يمكنهم فعلها؟

1- ان احدى الاحتمالات للكيان الصهيوني هي اللجوء الى الحرب، فهل سيقوم بحرب غير محدودة؟ الجواب "لا"، لو كان كيان تل ابيب ينوي على ذلك لكان اخفى الامر حتى بدء العمليات وباغت الجانب المقابل، كما ان الكيان الصهيوني لايعتبر نفسه قادرا على الاشتباك غير المحدود مع ايران وحزب الله فهو لديه تجربة مريرة في ذلك.

2- الاحتمال الثاني هو ان الكيان الصهيوني سيجر امريكا واوروبا الى وسط الاشتباك، والسؤال، امريكا كم هي مستعدة لدعم خطة اسرائيل العسكرية ضد ايران وحزب الله؟ فالهجوم الذي قام به ترامب على سوريا في تاريخ 14 ابريل اثبت عدم وجود هكذا رغبة لدى المسؤولين العسكريين الامريكيين، وهذا مايصعب الامر على خطة الكيان الصهيوني في حربه لتقييد دور ايران وحزب الله في سوريا.

وفي المحصلة يمكن القول ان امريكا والكيان الصهيوني والسعودية وبعض اتباع امريكا في المنطقة باتوا مصابين في عدم القدرة على التشخيص والتحديد، لذلك نرى ان التصريحات الامريكية بشأن ايران متقلبة جداً، وهذا مايظهر ان امريكا مربكة في مواجهة ايران وغير قادرة على اتخاذ القرار، لذلك يقوم نتنياهو بالاقتراح على المحيطين بترامب بالضغط على ايران لمدة عام من أجل ابرام اتفاق معها في المجال الصاروخي والاقليمي.

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة