العثمني لـ"تسنيم": السبسي غير قادر على فرض إرادته على الجميع

العثمنی لـ"تسنیم": السبسی غیر قادر على فرض إرادته على الجمیع

خاص / تسنيم || عاشت تونس منذ سنوات على وقع سؤال الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية، فهل من حل؟ لينتهي هذا السِؤال بتعميق الأزمة بأزمة سياسية تفتح على المجهول.

للحديث عما يجري في تونس، أجرت وكالة تسنيم الدولية للأنباء لقاء مع الناشط السياسي والحقوقي "عبد الرزاق العثمني"، حول آخر المستجدات بعد تعليق رئيس الجمهورية للحوار بين الأحزاب و المنظمات الماسكة بالحكم و هو ما عرف بتعليق قرطاج 2؛ تلك الوثيقة التي تحتوي على 64 مقترحا للخروج من الأزمة.

من أفشل قرطاج 2 و ما مصلحته؟

 مهما تكن الإجابة فإن الوضع لم يعد إلى ما كان عليه سابقاً، حيث أشار "العثمني" إلى "أن حكومة الوحدة الوطنية التي تخلى عنها الحزب المشكل لها -النداء- و الذي طالب مديره التنفيذي بإقالة يوسف الشاهد رئيس الحكومة و في رد هذا الأخير على حافظ قائد السبسي معتبراً إياه علامة فشل للحزب الأول مما انعكس على أداء الحكومة."

ويرى "العثمني"  أن هذه الأزمة "مرتبطة أساساً بمن سيفوز بالانتخابات التشريعية و الرئاسية لسنة 2019، مشيراً إلى بدء الحساب الفردي لكل طرف، فـ"حركة النهضة" التي جاءت في المرتبة الأولى في الانتخابات البلدية (6 ماي 2019)  متجاوزة "حركة نداء تونس" بدت أكثر "نهماً" من خلال الحرص على استقرار البلاد بموقفها الداعي لتحوير جزئي للحكومة مع إلزامها بعدم الترشح لسنة 2019 و هي بذلك تهدف إلى إزاحة رئيس الحكومة  "يوسف الشاهد" من كل منافسة  خاصة و أن هذا الأخير يحظى بثقة كبيرة في استطلاع الرأي و هو سلوك يهدف إلى إضعاف شركاء النهضة السياسيين كما أنها لم تعد قابلة لابتزاز هؤلاء وإجبارها على تقديم تنازلات لا ترغب فيها."

وعن تعليق الرئيس "السبسي" لوثيقة قرطاج..

قال "العثمني" أن رئيس الجمهورية "بدا من خلال تعليقه لوثيقة قرطاج 2 أنه لم يعد قادر على فرض إرادته على الجميع و خاصة كبح جماح نجله لإسقاط الحكومة و ضمان الوصول لقرطاج (الرئاسة ) 2019 "، مضيفاً "لو أن في هذا القرار رسالة ثانية من رئيس الجمهورية لعموم التونسيين تتمثل في تغليب منطق الدولة على منطق العائلة بوضع حدود أمام تشبث ابنه بإسقاط حكومة الشاهد إلاّ أن هذه الرسالة صعبة البلوغ لأن الرأي العام لا يقبل بسهولة التمييز بين قائد السبسي الأب وقائد السبسي الابن بل سيرون في ذلك "مجرد مناورة" لما عرفوه عن السبسي الشيخ ذو القدرة على ذلك رغم أن المتتبع الدقيق لأروقة السلطة يمكن أن يدرك التأثير المتعاظم " للمنتدبين الجدد" في حزب نداء تونس (برهان بسيس, سمير لعبدي , محسن حسن...) على السبسي الابن التي تصدر عنه أحيانا مواقف محرجة لسبسي الأب."

وعن تعامل الاتحاد التونسي للشغل  مع الأزمة..

قال "العثمني" إن قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل؛ المنظمة النقابية العتيدة بدت مرتبكة وأضاعت بوصلة المبادرة التي ميزت المنظمة النقابية منذ 2011 بينما بدت الحليف الأساسي ليوسف الشاهد و أفشلت عملية مزدوجة نهضوية ندائية للإطاحة به (آب 2017)."

وأضاف "أصبح الموقف في فبراير/شباط  2018 تعديل حكومي "ضخ دماء جديدة " ليصبح الاطاحة بيوسف الشاهد مطلباً أولاً،  وتدفع هذه المواقف إلى التساؤل حول سرعة و جذرية تغيير موقف المركزية النقابية من حكومة الشاهد."

وأوضح أن "الاتحاد العام التونسي للشغل" بدا مصطفاً مع "نداء تونس" بل أكثر من ذلك مع نجل الرئيس و هو اصطفاف لم يعرف من المنظمة النقابية منذ 2011 كما أثر على الوضع الداخلي للمنظمة، اذا هناك تباين مواقف."

وأردف "العثمني" "بدت الصورة التي يقف فيها الاتحاد مع نجل الرئيس و"حزب الوطني الحر" متوترة لعلاقة قواعد المنظمة بقياداتها رغم أن الاتحاد لم يختر هذا الموقف الى جانب من تحذوه الرغبة و الجموح السياسي" للتوريث الديمقراطي " الذي يمثله حافظ قائد السبسي ذهنياُ."

وأضاف "العثمني" "يبدو يوسف الشاهد منتصراً لأن المحاورين لوثيقة قرطاج 2 اختلفوا حول النقطة 64 المتعلقة ببقاء حكومته أو ذهابها كما يبدو أنه أصبح أضعف مما كان لفقدانه لمساندة حزبه من جهة و الشروط بعدم الترشح لـ 2019 لحركة النهضة و مطالبة قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل بإقالته، ومن جهة ثانية تبدو أزمة حكومة الشاهد لم تنتهِ و أن الشاهد استفاد من تعليق وثيقة قرطاج 2 و الاختلاف بين النهضة و النداء بل تحول الى لاعب اساسي من خلال الاستفادة من التناقضات التي شقت حلفائه فهاجم نجل الرئيس و أقال وزير الداخلية لطفي براهم و فتح النار على "لوبيات الفساد" في محاولة لتقديم نفسه مرشحاً جدياً لـ 2019 مستفيداً من تعافي الاقتصاد و تحقيق نسبة نمو قد تبلغ 3% نهاية 2018، مدركاً أن أزمة المالية العمومية ( المديونية , التضخم و انزلاق الدينار..) قابلة للحل لكن الصعوبة هنا تكمن في معارضة الاتحاد العام التونسي للشغل بما عرف للإصلاحات الضرورية (الصناديق الاجتماعية , كتلة الاجور...) بالتالي يبدو وصول الشاهد و حكومته إلى انتخابات 2019 أمراً ليس بالهيّن و قد يغادر الشاهد القصبة لكن ذلك لن يثنيه عن التقدم في انتخابات 2019 على شرط أن يقنع بمشروعه الناخبين الذين إلى حد الآن لا يعترفون كثيرا بما أنجزه."

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة