المساعدة السعودية للأردن.. بين المخفي والمعلن

المساعدة السعودیة للأردن.. بین المخفی والمعلن

خاص / تسنيم || تميزت العلاقات الأردنية-السعودية منذ سيطرة ولي العهد محمد بن سلمان على مقاليد السلطة بالمملكة، بفترات من الشد والجذب التي تتباين فيها رؤى الأردن في عدد من الملفات الإقليمية عن محور الرياض – أبو ظبي، فالمواقف الأردنية تنطلق من دوافع اقتصادية تهدف للحفاظ على استقرار المملكة، كذلك فإن اختلاف موقف الأردن مع الرؤية السعودية في تصدير إيران على أنها خطر يواجه المنطقة، بالإضافة الى الضغوط التي مارستها السعودية على الأردن من أجل مقاطعة قطر.

ما حصل في الأردن له خلفيات سياسية

الباحث في الشأن السياسي والأمني، ورئيس مركز نبأ للتنمية الإعلامية "صباح زنكنة"قال في تصريح خاص لوكالة تسنيم الدولية للأنباء "عندما نقرأ ما جرى في الأردن، لا بد أن نقرأ الماضي، لأنه لا يمكن أن ننطلق من اليوم إلى الغد دون أن نعلم ما حصل في الأمس. وبالعودة إلى بعض الأطر التاريخية القديمة سنجد أن العائلة الهاشمية التي كان عليها حماية المقدسات في السعودية والأردن والقدس وغيرها، عند تأسيس الدولة السعودية انحصر الأمر بأنها تبقى في القدس، وبما أن اتفاقية الأمم المتحدة 1947 أعطت الحق للأردن بأن تكون وقفية القدس ضمن مهامها، وجدنا أن الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" عندما توجه لنقل السفارة الامريكية إلى القدس وجعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني، أغاظ عدة دول من بينها تركيا والأردن، وهذا دليل على أنه عندما بدأ نقل السفارة رفض الملك الأردني المشاركة في احتفال نقل السفارة، بل شارك بالمؤتمر الذي يعارض وضع القدس في إطار الكيان الإسرائيلي".

"اليوم إذا تركت السعودية الأردن تلقى مصيرها، ستعود لمشكلة كبيرة جدا وهي اتفاقية وادي عربة 2006  هذه الاتفاقية التي من حق الأردن تأسيس دولة أردن-سطين الدولة كما وصفت بالسابق، وهي أن تجتزأ الضفة الغربية مع أجزاء من السعودية وأن تكون تحت الحماية الأردنية أو تكون ضمن الدولة الأردنية"، وجدت السعودية نفسها أصبحت في خطر وأن هذه الخارطة التي وجدت قبل 12 عاما اليوم دخلت حيز التنفيذ".

"هناك مؤشرات تبين أن الذي هيج على الوضع في الأردن هو دخول قطر على الخط، وكان لها دور كبير في تحفيز الإخوان المسلمين هناك وجعلهم يخرجون بمظاهرات بالرغم من العلاقة الجيدة بين قطر والأردن، باعتبار أن الأردن قد حرمت من حصة الغاز القطري وحرمت من الأموال التي كانت تعطى من قبل الولايات المتحدة والكونغرس عام 2011 ، وغيرها من الأعوام عندما اقترح بجعل القدس عاصمة لإسرائيل كان ذلك بمثابه الإجهاز على الاقتصاد الأردني من قبل ترامب بالتالي حصل ما حصل من هذه الازمات داخل الأردن".

بدوره مدير مجلة "أفريك آزي" ماجد نعمة قال في تصريح خاص لوكالة تسنيم الإيرانية "إن الأردن بَيدق مهم في السياسة الاستراتيجية الامريكية الإسرائيلية الخليجية ( الفارسية)، حتى أنه في كثير من الأحيان كان مرشحاً لأن يدخل مجلس تعاون الخليج ( الفارسي ) ، ولكن يبدو أن تطورات الأمور والمقاومة الجبارة التي قامت بها سوريا ضد الإرهاب وخوف الأردن من ارتداد الارهاب عليه بعد أن كان قد استعمله، وخاصة الأزمة الاقتصادية جعل الأردن يتردد في الدخول بالاستراتيجية السعودية-الإسرائيلية لمواجهة إيران بشكل خاص، خاصة بعد تمزيق الاتفاق النووي الإيراني.

لماذا تساعد السعودية الاردن

بناء على ما سبق قال الأستاذ صباح زنكنة "أن السعودية وجدت نفسها أمام خيارين أحلاهما مر، الأول إذا تركت الأردن تسقط كدولة وتعيث فيها المشاكل فإن دولة أردن-أسطين ستتحقق، والتي ستنتزع الكثير من المناطق السعودية، أو أنها تترك عدوها اللدود قطر تتحكم بمصير الدولة كما تحكمت بمصير كثير من البلدان، والأمر الثاني أنها إذا ما دخلت إلى إنقاذ الأردن فإنها ستقع في آتون مشكلة كبيرة من بينها أن السعودية تعاني مشكلة مالية كبيرة وتعاني انهيار اقتصادي بسبب المعارك المستمرة في اليمن وتخوفها من الضربات الصاروخية، وهذا مؤشر خطير، وهو أن الأموال ستستنزف من قبل السعودية، ولكن السعودية وجدت نفسها مضطرة لتمويل الأردن بعد أن قاطعتها لأنها لم تشارك في القمة العربية الإسلامية الامريكية في الرياض".

من جهة أخرى ووفقاً للباحث زنكنة "وجدت السعودية فرصة لضرب عدوها قطر وتبعد عن نفسها شبح تأسيس الدولة الأردن-اسطية، بالتالي وبعد كل ما حصل ستقع السعودية في أزمة ثقة بينها وبين الولايات المتحدة لجهة أنها كيف سمحت لنفسها التدخل ماليا في الأردن إذا كانت تريد طوق نجاة، أو أنها تريد تحقيق ما أراده ترامب وستدفع ببعض أراضيها للأردن لتحقيق هذه الدولة، ولكن على ما يبدو أرادات السعودية ذر الرماد في العيون على الأقل لتظهر وكأنها مدت يد العون إلى شقيقتها الأردن قبل أن تنهار.

المساعدة السعودية للأردن من وجهة نظر معارضي الرياض

الكاتب والمعارض السعودي الدكتور فؤاد إبراهيموفي تصريح خاص لوكالة تسنيم الدولية للأنباء رأى أن "الرياض أعطت فرصة وكانت تراقب تطور الأوضاع في الشارع الأردني، ومسار التظاهرات التي وصلت إلى مرحلة أصبح فيها النظام في الأردن، تحت وطأة خطر ربيع عربي جديد يهدد بسقوطه، بالتالي يتشكل نظام بديل ديمقراطي يقع على تخوم الدولة السعودية، كذلك فإن الرياض لن تقبل ولن تكون مسرورة أن تجد الجبهة الشمالية مشتعلة، وخصوصا أنها لديها جنوب مشتعل وستكون محاطة بمجموعة من الاضطرابات وهو ما سينقل حماوة التظاهرات إلى الداخل السعودي.

كذلك إن ما صدر من تصريحات سياسية وشعبية أردنية تنذر بأن العائلة المالكة في الأردن لم تعد "محرما" بالنسبة للشارع  الأردني، بالتالي قد يشكل تهديداً للنظام الملكي ليس في الأردن وحده، إنما في المملكة السعودية التي هي نظامها ملكي بالتالي تخشى الرياض من انهيار الملكيات بعد أن نجحت في إنقاذ نفسها، وأدارت نادي الملوك في فترة الربيع العربي.

يقول الدكتور فؤاد إبراهيم "لا بد أن هناك ضغطاً سعودياً-اماراتياُ –مدعوماً أمريكياً واسرائيلياً، على الأردن للموافقة على صفقة القرن وهذا هدف استراتيجي بالنسبة لدول الخليج الفارسي بدعم من واشنطن".

"الملك الأردني تحدث في مجلس خاص بأن هناك أطراف عربية تضغط في الاقتصاد لكي نقبل بالتنازل في ملف القدس وهذا مؤشر على أن الأردن يخضع للابتزاز السعودي -الإماراتي في ملف القدس ولكن هذا لا يبرر طبعا أن السعودية تطمع بموافقة عمان بصفقة القرن، كانت هناك محاولة سابقة جرت بين الملك عبد الله الثاني والامير محمد بن سلمان وجرى الحديث عن ضغوط مورست على الأردن ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لإرغام الملك عبد الله الثاني ومحمود عباس للقبول بصفقة القرن".

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة