الحوثي: قوى العدوان في الساحل الغربي محاصرة ومقطعة الأوصال

الحوثی: قوى العدوان فی الساحل الغربی محاصرة ومقطعة الأوصال

مع تواصل المعارك في الساحل الغربي لليمن، أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قائد حركة أنصار الله خلال إطلالة متلفزة، عدد من المواقف في هذه المعركة الإستراتيجية.

أكّد السيد "عبدالملك الحوثي" أن الأحداث اليوم في الساحل الغربي باتت في صدارة الأحداث من حيث الأهمية والتغطية الإعلامية ويُقال عنها الكثير، مشيراً إلى حملة إعلامية سياسية غير مسبوقة توازي الحملة العسكرية، موضحاً أن الهدف الرئيسي منها السيطرة عل  اليمن والجزر وباب المندب والمواقع الإستراتيجية ووضع اليد على الثورات وعلى الإنسان اليمني كعنصر فعال." وبين "الحوثي" أن "السيطرة على المدن الساحلية كانت أول أهداف الحملة البرية للعدوان منذ بدايته، لافتاً إلى أن قوى العدوان تمكّنت من خلال استثمار مشاكل الماضي السياسية واستغلال الأدوات الرخيصة من احتلال ساحل المحافظات الجنوبية بكل مرافقه الحيوية والقواعد العسكرية والمنشآت النفطية."

مبررات وذرائع باطلة

وأضاف: "مهما أطلقوا من مبررات وعناوين لا تعدو سوى كونها ذرائع باطلة لا أساس لها، فقد بدأت المعارك بالتوجه صوب الساحل الغربي بعد أن تمكن العدوان من السيطرة على جزيرة ميون، مشيراً إلى أن قوى العدوان تحرّكت بكل الوسائل والإمكانيات للسيطرة على الساحل الغربي من باب المندب إلى ميدي."

وقال "الحوثي" بأن العدوان حشد في "ميدي" قوات متعددة منها مرتزقة يمنيون إلى جانب الجيش السوداني والسعودي وسخّر كل الإمكانيات للمعركة هناك ، مؤكّداً أن معركة الساحل لم تبدأ منذ ستة أيام بل بدأت في ميدي منذ سنتين وستة أشهر إلى اليوم وفي باب المندب منذ سنتين وثمانية أشهر."

ثبات عظيم

وشدّد "الحوثي" على أن أحرار اليمن يخوضون معركة الساحل بثبات عظيم وفعالية كبيرة بعون الله سبحانه وتعالى، منوّهاً إلى خسارة قوى العدوان لقيادات عسكرية بارزة وضباط كبار سعوديين وإماراتيين وأمريكيين وضباط إسرائيليين كانوا ضمن "بلاك ووتر"، ومؤكّداً بأن المعارك لم تتوقف لمدة 32 شهراً من باب المندب وصولاً إلى الفترة الأخيرة في الدريهمي والدوار."

وأضاف السيّد "الحوثي": "مساحة كبيرة من الساحل لا زالت حرة تحت سيطرة الشعب والجيش واللجان الشعبية، ومعركة الساحل الغربي ستكون مستنقعاً لإهلاك وإغراق قوى الغزو والعدوان، مبيّناً أن وفاء أهل تهامة الخير والحرية والوطنية من أهم عوامل الانتصار في معركة الساحل الغربي، فقد أثبتوا وفاءهم مع شعبهم وأهلهم في مواجهة القوى الغازية المحتلة بالرغم من تحشيد المقاتلين والمرتزقة على نحو غير مسبوق، مشيراً إلى أنهم على وعي كامل بماهية قوى الغزو  ولا تنطلي عليهم كل العناوين الزائفة التي ترفع لتبرير الغزو."

تفتيش دقيق

وأكّد السيد "الحوثي" إن الغزو للساحل الغربي وللحديدة جاء  للإضرار بكل أبناء المناطق الحرة، موضحاً بأن كل غزاة الدنيا يرفعون ذرائع باطلة ومضللة على مر التاريخ وهذا أسلوب اعتيادي وليس مستغرباً، وقال عن مزاعم الأعداء بأن الصواريخ الإيرانية تصل إلى اليمن عبر ميناء الحديدة "هذا افتراء، وهم يدركون أنّهم كاذبون، فالعدو يعرف أن كل السفن التي تدخل لميناء الحديدة تخضع لعملية تفتيش في جيبوتي وتمر بآلية تفتيش شديدة جداً من قبلهم."

وأردف السيّد "الحوثي"  "أكثر من 400 صنف أساسي محظور على الشعب اليمني استيراده وإدخاله عبر ميناء الحديدة وكذبة إدخال الصواريخ واضحة البطلان ومع ذلك يرددونها للتبرير الزائف، ولذلك قلنا للأمم المتحدة أن تشرف على إيرادات ميناء الحديدة رغم قلتها لقطع تبرير العدو بأن إيرادات حكومة الإنقاذ تأتي من الميناء."

لا تهديد للملاحة

وأضاف السيّد "الحوثي" "ليس هناك أي تهديد للملاحة وادعاءاتهم زائفة وكاذبة بهدف السيطرة الأميركية الإسرائيلية على المنطقة، موضحاً بأن  العمليات التي تستهدف بها البوارج الحربية التي تهدد الساحل تأتي لدفع العدوان عن الساحل والحديدة، مشيراً إلى أن قصف قوى العدوان الذي استهدف مقرات المنظمات الإنسانية والإغاثية هو الذي يشكل تهديداً على العمل الإغاثي في اليمن، فالعدو يقدم القنابل الذكية والمتفجرة لأهل الساحل الغربي لا المساعدات الإنسانية التي يدّعي تقديمها."

وفي ردّ على ادّعاءات العدوان بأن غزو الحديدة هو لتأمين الكهرباء قال السيد "الحوثي": " اتركوا الحديدة والساحل الغربي لأهله والحكومة ستعمل على توفير الكهرباء لهم، مشيراً إلى أن صاحب القرار الأول والأخير في المخاء وعدن هو الإماراتي وخلفه الأمريكي، ومعركة الساحل الغربي لا تخرج عن هدف العدوان في السيطرة على اليمن إنساناً وأرضاً."

دور مباشر لأمريكا

وأشار السيد "الحوثي" إلى كذب الدور الرقابي والفني واللوجستي للأمم المتحدة على ميناء الحديدة رغم الترحيب بهم، لافتاً إلى دور أمريكا وبريطانيا الفعلي والمباشر في معركة الساحل الغربي، إضافة إلى مشاركة فرنسا في المعركة والتي اتّضحت من خلال البارجة الفرنسية التي اقتربت من الساحل الغربي، مؤكّداً أن بريطانيا وأوروبا انكشفت هي وكل الدول المساهمة في العدوان والتي تسعى لإلحاق نكبة بأهل الساحل."

لن نخضع

وبيّن السيد "الحوثي" بأن مجلس حقوق الإنسان ليس سوى عنوان يرفع أمام الشعوب المستضعفة لخداعهم، مضيفاً أمرنا الله أن نكون أحراراً وأن لا نخضع ولا نركع لقوى الطاغوت، فنحن أحرار بفطرتنا وعقيدتنا الإيمانية التي تجعل الحرية مبدأً إيمانياً مقدساً، ولو حشدوا ما حشدوا، وأتوا بكل جيوش الدنيا لما دفعنا ذلك للخنوع والإنكسار والعبودية لغير الله، مؤكّداً أن كل الخروقات الميدانية ستظل قابلة للمواجهة، ولن تتغير القناعة ولن تنكسر الإرادة لأن موقفنا نابع من إنسانيتنا وإيماننا وكرامتنا."

وأردف السيد "الحوثي" "سيطرة الغزاة على جزء من أرضنا توجب علينا أن نقاتلهم بشكل أكبر ويصبح قتالهم أوجب، فلسنا من النوع الذي يأتي لمعادلات ميدانية فيشعر باليأس والاستسلام في حال حدوث خرق ميداني، فلا تزال النسبة الكبيرة والمساحة الأساسية من تهامة تحت سيطرة أحرار اليمن وشرفاء تهامة، مؤكّداً الوقوف إلى جانب "أبناء تهامة" من كل المحافظات."

عنوان الوفاء

وأوضح السيد "الحوثي" أنّ الشهيد الرئيس صالح الصماد عنوان الوفاء لتهامة الخير وتهامة اليمن، فلم يأخذ لنفسه شبراً من أرض تهامة، رغم ما  في نفس الغزاة من رغبة لنهبها وسرقة خيراتها، مشيراً إلى أن قوى العدوان ألقت بكل ثقلها في معركة الساحل الغربي واستنفذوا طاقتهم وهم في وضع صعب، مبيّناً أن الغزاة سيدركون أن تهامة ستكون أكبر مستنقع لهم منذ بداية عدوانهم، لو احتلوا البلد بكامله، لما كانت هذه نهاية المعركة، وسيبقى مسارنا مسار الأحرار الأباة الذين حرروا أوطانهم في كل العالم؛ لا وهن ولا ضعف ولا تراجع ولا انكسار، طالما الإنسان حر فالأرض ستحرر والحقوق ستستعاد."

حرب إعلامية

وشدّد السيد "الحوثي" على دور الجانب الإعلامي كجزء كبير من الحرب، فهم معنيون بتكثيف جهودهم، مشيراً إلى أن قوى العدوان في الساحل الغربي محاصرة ومقطعة الأوصال ووضعها مزر وتُستهدف في كل لحظة، مضيفاً بأن كل الهجمة هذه لا تزيدنا إلا إيماناً وثباتاً ولجوءً إلى الله وتوكلاً عليه ويقيناً بصدق موعوده، فأطفال شعبنا يحملون من القوة المعنوية والوعي والعزة والإباء أكثر بكثير من الإنهزاميين والضعفاء ، مشدّداً على وجوب التصدي لكل حملات الإرجاف والتهويل والتحرك على كل المستويات بما تستحقه هذه المعركة."

/انتهى/

 

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة