معتوق لـ"تسنيم": التوافق بين القوى السياسية الليبية بعيد المنال

معتوق لـ"تسنیم": التوافق بین القوى السیاسیة اللیبیة بعید المنال

الصراع بين القوى الدولية على الموارد الليبية ولاسيما النفطية مستمرة منذ 2011 ولغاية اليوم.

المحلل السياسي الليبي رجب معتوق في حوار مع وكالة تسنيم الدولية قال عن الحرب الدائرة في الموانئ النفطية بين قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والقوى الإرهابية: في تقديري ما يجري من حرب عبثية تخوضها ميليشيات مسلحة مدعومة من الخارج وبتمويل وتسليح خارجي وبين الجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، تأتي في إطار الصراع على السلطة المحتدم بين القوى السياسية الليبية  في الوقت الذي عجزت فيه الامم المتحدة عن إيجاد حل له يرضي كل الأطراف ويقبل به الشعب الليبي.

صراع بين حكومتين

وأضاف "معتوق": من معلوم أن المنطقة الوسطى الممتدة من شرق مدينة سرت وحتى غرب مدينة إجدابيا هي المنطقة التي تتوافر بها موانئ تصدير النفط الليبي ومصانع تكرير النفط، والأقرب الى حقول الانتاج النفطي، وأن من يسيطر على هذه المنطقة يسيطر على المورد الأهم للاقتصاد الليبي.

فحكومة الوفاق التي يرأسها السيد "السراج" غير المعتمدة من البرلمان والمعترف به من قبل الغرب وتحظى بدعمه اللامحدود تريد أن تبسط سيطرتها الكاملة على هذه المنطقة، بينما حكومة السيد "عبدالله الثني" المؤقتة والتابعة للبرلمان الليبي وكذلك قيادة الجيش الوطني الذي يقوده "المشير حفتر" لا يريدان التفريط في هذه المنطقة في ظل انسداد الأفق السياسي.

اتفاق هزيل

وبيّن أن عدم نجاح كل المبادرات الرامية للتوفيق بين الأطراف المتصارعة والتي كان آخرها "لقاء باريس" الذي تم برعاية الرئيس الفرنسي ماكرون، وهزالة نتائجه هو من سرع بالميليشيات التي يقودها الاٍرهابي "ابراهيم الجظران" والمدعومة من قبل فصائل تشادية وبتمويل وتسليح قطري تركي وقبول الجماعات الاسلامية الداعمة لحكومة السراج لها، التعجيل بالاستيلاء على هذه المنطقة، وليعود من خلالها الابتزاز المالي والسياسي للحكومتين في تجربة مماثلة قام بها الجظران في وقت سابق قبل ان يقوم الجيش بطرده منها.

اتصالات تحت الطاولة

وبخصوص العلاقة ما بين القوات المهاجمة على الهلال النفطي وحكومة السراج أوضح معتوق إن كانت هذه الجماعات لا تتبع حكومة السيد السراج بشكل معلن، إلا أن هناك اتصالات بينهما تتم تحت الطاولة يقودها بعض أعضاء الحكومة وبعض أعضاء المجلس الأعلى للدولة في لعبة كسر عظم واضحة المعالم.

لا شك أن ما يجري في خليج سرت وتحديداً بالمنطقة النفطية يأتي أيضاً ضمن صراع دول كبرى على ثروة الليبيين، ولعلنا تابعنا تصريح السفير البريطاني في ليبيا من انه مصدوم مما يجري في المنطقة النفطية او ما أسموه هم بالهلال النفطي. وإسراع حكومة بريطانيا إلى دعوة مجلس الأمن في جلسة طارئة لمناقشة هذا الأمر.

وبالنسبة لمدينة درنة كشف معتوق أن أخر الاخبار الواردة من منطقة العمليات تؤكد أن الجيش الليبي استعاد زمام السيطرة على المنطقة وهو يطارد فلول العصابات المسلحة الهاربة في منطقة الجفرة وشرق مدينة بني وليد.

حلم بعيد

ضمن أجواء المشهد السياسي القائم حالياً، وتمترس قوات البنيان المرصوص في مدينة مصراتة وسيطرة الجماعات الاسلامية على العاصمة طرابلس والغرب الليبي ورفضها للجيش الوطني وعدم اعترافها بشرعية المشير خليفة حفتر، وأمام التدخلات الدولية المباشرة والمعلنة من قبل حكومات مصر والإمارات من جهة وقطر وتركيا من جهة أخرى ، والتدخل الامريكي البريطاني الفرنسي الايطالي المعلن من جهة أخرى ، ضمن هذه الأجواء يبدو لي، والكلام لمعتوق، أن الوصول الى توافق بين القوى السياسية يمكن الليبيين من إعادة بناء دولتهم، وينهي هذه الأزمة التي تزداد استحكاما، ويحقق الامن والاستقرار لإرجاء الوطن ، ويرفع الغمة عن صدور الليبيين، لازال بعيد المنال.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة