الانتخابات التركية ما بين التوقعات والتحديات

الانتخابات الترکیة ما بین التوقعات والتحدیات

خاص /تسنيم - تقف تركيا على عتبة استحقاق سياسي هام بنظر الكثيرين، الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة بمشاركة كبيرة من قبل الناخبين الاتراك على أمل أن يكون هذا الاستحقاق الانتخابي على مستوى الطموحات والتحديات التي تواجه انقرة.

 وبعد ما يزيد على سبع سنوات من الحروب الدائرة في الشرق الأوسط...فما هو مدى حظوظ الرئيس الحالي رجب طيب اردوغان بالفوز؟ وما هي أبرز التحديات التي ستواجه ساكن القصر الرئاسي الجديد في تركيا ؟ كلها اسئلة باتت تطرح بشدة خلال الأيام التي سبقت الانتخابات وصولاً إلى انطلاقها.

وحول  حظوظ أردوغان وحزبه بالفوز بهذا الاستحقاق اعتبر الدكتور "سمير صالحة" كاتب وباحث تركي،  أن استطلاعات الرأي بالرئاسة التركية  تمنح الرئيس اردوغان فرصه جديدة في ان ينتخب مرة جديدة، كرئيس لتركيا ولكن في موضوع نتائج الانتخابات البرلمانية، ربما قد تقع مفاجأة باتجاه أن تفوز أحزاب المعارضة بالتالي يستطيع أن ينتزع غالبية مقاعد البرلمان من حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية.

و في حال حازت المعارضة على مقاعد البرلمان اعتبر الدكتور صالحة أن  هذا يعني ذهاب تركيا إلى انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة خلال الأشهر المقبلة لأنه هناك تباعد في المواقف السياسية والطروحات بين ما تقوله قيادة العدالة والتنمية و ما تقوله قيادات المعارضة وكيفية التعامل مع ملفات داخلية وخارجية كثيرة مشيراً الى أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان طرح في الأيام الأخيرة مادة جديدة عندما قال إن حزبه جاهز للتحالف مع أحزاب من المعارضة إذا ما كان هناك تفاهم يتم، وهو ما رأى فيه الخبير التركي سمير صالحة أنه خيار وسيناريو صعب جدا لأن هناك تشدد في صفوف المعارضة وأحزاب المعارضة بأنها لن تذهب بأي تفاهمات أو تنسيق خارج ما اتفق عليه تحت سقف هذا الائتلاف المعارض.

 

ماذا لو فاز اردوغان بالرئاسة والمعارضة بالبرلمان؟

اعتبر الكاتب والباحث التركي صالحة أنه سيكون هناك صعوبة في عملية التنسيق واتخاذ القرارات وإصدار القوانين اذا ما فازت المعارضة في البرلمان، ووصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مرة أخرى الى منصب الرئاسة، لأن البرلمان سيكون تحت اشراف المعارضة والرئيس التركي موجود على رأس الدولة وهو يمثل حزب العدالة والتنمية سيكون هناك دائماً نوع من التباعد في طرح المواقف واتخاذ القرارات والسياسيات لذلك أقول انه اذا ما تقدم هذا السيناريو الليلة فاحتمال كبير أن تذهب تركيا لانتخابات مبكرة جديدة.

على المقلب الآخر وفيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية اعتبر الخبير بالشؤون التركية دانيال عبد الفتاح في تصريح خاص لوكالة تسنيم الدولية للأنباء أن  المعارضة لها حظوظ كبرى جدا فيها لأن أحزاب المعارضة الكبرى توحدت في تحالف موحد ستحصل من خلاله على نسبة عالية جداً من الأصوات مما يمكنها من ضمان  البرلمان دون عوائق يتسبب بها حاجز العشرة بالمئة لأن الاحزاب المعارضة كانت تفشل دائما بالدخول إلى البرلمان لأنها لم تتمكن من الحصول على عشرة بالمئة والحزب الذي يحصل على 9 بالمئة لا يدخل البرلمان بينما هذه التسعة بالمئة تذهب إلى الحزب الأكبر بالتالي كانت تضاف إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم على هذا الأساس كان يحصل على أغلبية ساحقة في الانتخابات.
ونوه عبد الفتاح  إلى وجود حزب الشعوب الديمقراطي الذي لم يدخل في تحالف مع أحد وهو ما سيشكل خطر على نفسه وعلى المعارضة وعلى حزب العدالة والتنمية لأنه في حال فشل في تخطي حاجز العشرة بالمئة كل أصواته ستذهب إلى حزب العدالة والتنمية وسيفوز بأكثرية ساحقة، ولكن إذا نجح في تخطي حاجز العشرة بالمئة فسيخسر اردوغان كل النسبة هذه وسيخسر حوالي 80 مقعد في البرلمان.

مدى حظوظ المنافس الأكبر لأردوغان!

رأى الأستاذ في القانون الدولي العام والعلاقات الدولية سمير صالحة أن محرم اينجه ابرز منافسي اردوغان هو ظاهرة بارزة ومهمة ظهرت في الآونة الاخيرة، و سيلعب دوراً كبيراً في زيادة نسبة أصوات حزب الشعب الجمهوري المعارض لأن طروحاته و مواقفه و أسلوب تفكيره كلها تبدو مميزة بالنسبة للناخب التركي حتى لو لم يصل محرم إلى ما يريد بالانتخابات الرئاسية التركية ولكنه سيبقى في المرحلة المقبلة في قلب المشهد التركي السياسي بشكل أو باخر ، والآن ربما يدور الحديث ضمن حزب الشعب الجمهوري حتى يقود المرحلة المقبلة بشكل او بأخر.

من جهة أخرى رأى الخبير في الشؤون التركية دانيال عبد الفتاح أن محرم إينجه لا يملك نسبة 50 بالمئة من اصوات الناخبين حتى ينافس اردوغان بها، وهو يمتلك فقط 27 بالمئة بينما أردوغان يمتلك 47 او 48بالمئة، لكن هذا المنافس للرئيس التركي الحالي  يعول على أن اردوغان لا يتمكن من الوصول إلى 50+ 1 بالتالي ينتظر الدورة الانتخابية التالية بالثامن من الشهر المقبل وذلك في حال تمكن إينجه من الوصول إلى الدورة الثانية فهو سيتمكن من الحصول على دعم كافة أصوات المعارضة لان الدورة الثانية في هذه الحالة  ستكون بين محرم   وأرد وغان  الذي يمتلك 48 ومحرم إينجه الذي يمتلك 27 بالإضافة الى 25 بالمئة من أصوات المعارضة التي ستدعمه في الدورة الثانية بالتالي هو يعول على حصوله على نسبه 52 بالمئة من الأصوات مقابل 48 لاردوغان، وهو ما يعرض أردوغان للخطر في الانتخابات الرئاسية .

تحديات ستواجه ساكن القصر الرئاسي التركي!

كثيرة هي الملفات الداخلية والخارجية التي تنتظر القيادة السياسة الجديدة في تركيا الدكتور صالحة وضع القضايا الاقتصادية و الازمة المالية و تراجع أسعار الليرة التركية أمام الدولار على رأس هذه التحديات التي تواجه تركيا بعد الانتخابات مضيفا اليها  المشاريع الإنمائية التي تنتظر دفع جديد في الداخل هناك ملفات سياسية ايضا تنتظر التحرك.

سياسات تركيا الخارجية على مستوى المنطقة والإقليم اعتبرها الدكتور صالحة من أبرز القضايا التي تواجه القيادة التركية الجديدة  وما اذا كانت هذه السياسة الخارجية ستشهد تحول حقيقي في مواقف حكومة العادلة والتنمية اذا وصلت الى السلطة مرة أخرى اعتبر صالحة  أنه سيكون هناك قراءة جديدة في موقف حزب العدالة والتنمية في الكثير من الملفات الاقليمية وعلى رأسها الملف السوري حيث من الممكن أن يكون هناك طروحات جديدة في المرحلة المقبلة، طبعا تركيا لن تتخلى عن الوقوف الى جانب المعارضة ودعمها ودعم اللاجئين، ولكن من الممكن ايصال الملف السوري إلى تسوية سياسية باتت عاجلة ومهمة وضرورية لأنقرة بعد الآن ، متابعاً بالقول  أظن أننا سنرى قراءة متمعنة ومراجعة للمواقف السياسية التركية تجاه سوريا بشكل او بآخر أما باتجاه إيران رأى الدكتور صالحة أن حجم التنسيق التركي – الإيراني تزايد بشكل كبير في الآونة الاخيرة على مستوى العلاقات الثنائية او الملفات الاقليمية وتحديداً ملف العراق والاستفتاء في شمال العراق ،والان في عملية القوات التركية جبل قنديل.

/انتهى/

 

 

 

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة