ناظم العبادي لــ" تسنيم": "مقتدى الصدر" لم يخفي تحفظه على اداء "المالكي"

ناظم العبادی لــ" تسنیم": "مقتدى الصدر" لم یخفی تحفظه على اداء "المالکی"

استبعد نائب الأمين العام لــ"حزب الاستقامة" في ائتلاف "سائرون"، الدكتور "ناظم العبادي"، أن يكون رئيس الحكومة العراقية السابق وزعيم تيار دولة القانون "نوري المالكي" موجوداً كشخص ضمن أي تحالف بين ائتلاف "سائرون" و"دولة القانون".

وفي حوار خاص لوكالة تسنيم الدولية للأنباء، مع نائب الأمين العام لحزب الاستقامة في ائتلاف سائرون، الدكتور "ناظم العبادي"، أوضح أن "السيد مقتدى الصدر أعلن انفتاحه على جميع العناوين، لكن طبقا للمعطيات والمقدمات التي حصلت في المرحلة السابقة، يبدو أن منهجية الصدر ومشروعه يتعارض كليا مع شخص المالكي.

وبشان رئيس الحكومة العراقية السابق وزعيم تيار دولة القانون "نوري المالكي" اكد نائب الأمين العام لحزب الاستقامة في ائتلاف سائرون، الدكتور "ناظم العبادي" قائلاً: باعتبار أن الصدر لم يخفي تحفظه على اداء "المالكي" خلال الثماني سنوات الماضية  باعتبارها سنوات تميزت بنوع من اثارة الطائفية والفتنة الداخلية وفقدان السلم الاهلي، وادخال البلد بحروب، وأطلق السيد الصدر على تلك الفترة (فترة حكومة المالكي) أنها تميزت ببيع ثلث او ثلثي اراضي العراق، كما أن حكومة المالكي كانت متهمة بأنها كانت سبباً في اثارة الفتنة الطائفية ودخول ارهابيي "داعش" وسقوط العراق والموصل، اضافة الى هدر المليارات وعدم تقديم ما ينفع الشعب، اذا الخلاف في المنهجية، لكن من الناحية النظرية والمبدئية يمكن لدولة القانون أن تدخل ضمن التحالف ولكن دون "المالكي"، أما قبول "المالكي" كشخص هذا مرفوض كلياً ونهائياً في المرحلة القادمة.

وفي الوقت الذي أعلن فيه زعيم التيار الصدري، "مقتدى الصدر"، إعادة "هيكلة" قوات "سرايا السلام"، موجها أتباعه بإرجاع الأسلحة المستلمة من الدولة، فيما منع العمل العسكري خارج العراق، اعتبر الدكتور "ناظم العبادي"، أن الهدف من إعادة هيكلة سرايا السلام، هو "ترتيب وتنظيم هذا التشكيل بما يناسب المرحلة المقبلة، مشيراً الى أن العراق بعد الانتخابات يحتاج تهيئة لمرحلة جديدة، وحصر للسلاح وتقوية للدولة، كذلك تطوير هذا التشكيل الشعبي ورفع مستوى المهني والتنظيمي، بما يناسب متطلبات المرحلة القادمة ومشروع الإصلاح".

و"اعادة الهيكلة هو اجراء متعارف عليه ضمن المنظومة الصدرية، ومنهجية سماحة السيد الصدر، لأجل تنمية القواعد الشعبية والكوادر ورفع مستواها على كافة الاصعدة، وهو لا يقتصر على سرايا السلام فقط وانما هو مبدأ صدري يطبق على جميع العناوين الفرعية التابعة للتنظيم وهو اسلوب يستخدمه الزعيم العراقي مقتدى الصدر لتطوير وترتيب المنظومة الصدرية التي يرعاها وهذا أحد الاسباب الذي جعل هذه المنظومة تنمو وتتسع وتتطور وتتلاءم مع المستجدات"، وأوضح الدكتور نظام العبادي في تصريحه قائلاً:

أن سرايا السلام، هي قوة دفاعية تشكلت عام 2014 بعد هيكلة مايسمى جيش الامام المهدي (ع)، باعتبار ان قوات الامام المهدي (ع) تم تأسيسها لمقاومة الاحتلال الأمريكي.

 واضاف نائب الأمين العام لحزب الاستقامة في ائتلاف سائرون بالقول: انه و بعد انتهاء الاحتلال رسمياً عام 2012، تم تجميد جيش المهدي وفي 2014 اتضح وجود تهديد من العصابات الارهابية، فتم تشكيل "سرايا السلام" بهدف الدفاع عن أرض العراق وشعبه ومقدساته، وشاركت بشكل فعلي وعملي في ساحات القتال ضد تنظيم داعش، وهي بزعامة سماحة السيد "مقتدى الصدر".

مضايفاً: ان "سرايا السلام" هو "أول تشكيل شعبي عراقي يتصدى لارهابيي "داعش" باعتباره بعد انهيار الجيش العراقي في 2014 وبعد دخول "داعش"، وكان عملها ولا زال هو التنسيق مع الجيش العراقي والقوى الامنية، قاتلت في "سامراء" و"ديالى" و"إمرلي" جنوب بغداد، وكان لها دور أساسي في تحرير منطقة البحيرات في المنطقة الغربية، كذلك لعبت دور حاسم في رفع الحصار عن منطقة "إمرلي" بالموصل، وتواصل "سرايا السلام" منذ سنوات تواجدها في منطقة "سامراء" حفاظاً أمن المنطقة والأماكن المقدسة فيها".

وعن حزب الاستقامة أوضح ناظم العبادي: أن الحزب تم تشكيله لأغراض انتخابية من قبل التيار الصدري بناء على الشرط الذي تضمنه قانون تأسيس الأحزاب العراقي، والذي اشترط المشاركة في الانتخابات ان يكون من قبل الأحزاب، وتقديم قوائم انتخابية يجب أن يكون من الأحزاب، فالتيار الصدري اضطر بناء على هذا القانون الى أن يؤسس "حزب الاستقامة الوطني" بطريقة جديدة، الأساس الذي تم الاعتماد به على تأسيسها هو أساس وطني، لذلك تم استبعاد كل من كان من السياسيين و"كتلة الاحرار" التي كانت سابقا للتيار الصدري، ومنعها من الاشتراك بهذا الحزب، وانفتح الحزب في تأسيسه من قبل لجنة مشتركة من التيار الصدري والمدني تعاونوا على تأسيس "حزب الاستقامة الوطنية"، وضم في أمانته العامة جميع العناوين العراقية والدينية والمذهبية، باعتبار ان يكون مقدمة للكتلة العابرة للطائفية".

وحول حظوظ الحكومة العراقية بالتأسيس قال نائب الأمين العام لــ"حزب الاستقامة"، لوكالة تسنيم: إن "المعادلات في العراق معقدة، ولا يخفى على المتابع في الشان العراقي وجود تدخلات خارجية أغلبها سلبي، الموقف الصدري من التدخلات الخارجية انها سلبية ودائما التدخلات من أي طرف ثالث للاسف تسوق في ديمومة الوضع السلبي، وديمومة الفساد الحالي وحكم الفاسدين والسلطة الفاسدة التي حكمت العراق الفترة الماضية".

واوضح نائب الأمين العام لــ"حزب الاستقامة" في ائتلاف "سائرون"، الدكتور "ناظم العبادي" بالقول: "اليوم يسعى الصدر بشكل شخصي وحثيث،  الى ترتيب تفاهمات وطنية لتشكيل الحكومة، توجد تفاهمات مهمة ولها تاريخ، بدأ في 2012، وتفاهمات على أساس وطني لتشكيل الحكومة، وهو سيتم باعتبار أن مطلب تشكيل الحكومة هو مطلب شعبي ولا يخفى على المتابع للشان العراقي أن الكتلة التي يقودها السيد "مقتدى الصدر"، وهي كتلة "سائرون" هي التي فازت بالانتخابات بالمرتبة الاولى، وهي تتميز بوجود قواعد تؤمن بمشروع الاصلاح، وهي قواعد متحركة، ولها مطالب وشهد لها الشارع العراقي الكثير من الاعتصامات والمظاهرات والاضرابات، وشهدت الفترة السابقة دخول هذه القواعد الشعبية الى منطقة السلطة "المنطقة الخضراء" والى قبة البرلمان والى مجلس الوزراء في 2016 ، بالتالي تشكيل الحكومة مسألة حتمية ولكنها معقدة في نفس الوقت".

وبينّ ناظم العبادي، أن "المشهد العراقي حدده الحراك الشعبي الذي بدأ في 2012 وتميز بلقاء بين القواعد الشعبية الصدرية والتيار المدني وهو ما أسس مشروع وطني أكيد بات واضحاً، باعتبار ان لقاء التيار الصدري (الاتجاه العقائدي الاسلامي) مع أحزاب التيار المدني وخاصة (الحزب الشيوعي) ذو الاتجاه الماركسي، هذا نتيجة مفاوضات لاكثر من عامين، وتم الاتفاق على مشروع وطني استراتيجي، بدأ العمل به من خلال التظاهرات والضغط الشعبي لاصلاح السلطة والدولة على اعتبار أن الفترة الماضية شهدت فساد وتقصير في الجانب الأمني والخدمي، بالتالي اتفق الطرفان على الاستمرار بالحراك الشعبي وتبلور ذلك الى اعتصامات وزيادة الضغط على البرلمان والحكومة، لأجل الإصلاح، لأنه لم يتحقق شيء من هذه المطالب، وذلك بسبب عدم التعاون والاستجابة من البرلمان، كذلك  ضعف الاستجابة من قبل الحكومة".

واشار نائب الأمين العام لــ"حزب الاستقامة" الى أنه "بعد الانتخابات وفوز "سائرون" بالحكومة، ستكون الفرصة أكبر لانجاز مشروع الاصلاح واجراء اصلاحات حقيقة يحتاجها الشارع العراقي ويطالب بها الشعب العراقي، بالتالي من هنا يتوضح المشهد القادم والمستقبل يشهد إصرار معسكر الإصلاح الذي يتجسد بتيار "سائرون" واصراره على تشكيل حكومة تكنوقراط ذات قرار عراقي، تؤمن بسيادة واستقلال العراق وأن يكون القرار العراقي وتؤمن بسيادة الشعب والمواطن، كذلك تؤمن بحقوق المواطنة والمساواة والعدالة الاجتماعية، ويكون هدفها الأول تقديم الخدمات الى الشعب ومكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين".

انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة