العميد مقصود لــ تسنيم: معركة الجنوب السوري نحو الحسم الأخير

العمید مقصود لــ تسنیم: معرکة الجنوب السوری نحو الحسم الأخیر

الانتصارات الساحقة للجيش السوري وحلفائه على جبهة الجنوب أدت إلى الإنهيارالمتسارع للمجموعات الإرهابية في الوقت الذي خرجت عشرات القرى والمدن بمسيرات مؤيدة وداعمة للدولة السورية ومطالبة بطرد المجموعات المسلحة من داخلها.

ولمناقشة آخر تطورات معركة الجنوب السوري، أجرت وكالة تسنيم الدولية للأنباء حواراً خاصاً مع الخبير الاستراتيجي والعسكري العميد "علي مقصود"

معركة الجنوب الحاسمة

بدأ العميد "مقصود" بالتعليق حول ما إذا كانت معركة الجنوب تتجه نحو الحسم وهل يعني ذلك إنهاء الوجود الارهابي هناك، قائلاً: "عندما نتحدث عن معركة الجنوب السوري فهذا يعني بأن الحديث هو في مواجهة إسرائيل "العدو التاريخي" للأمة، وباعتبار أن هذه الحرب الإرهابية والكونية على سورية انطلقت من هذا الاتجاه أي الاتجاه الجولاني؛ موضحاً بأن هذا الاتجاه يؤمن الظروف المناسبة للمشروع الصهيوني التوراتي التوسعي، وهو مشروع استعماري لذلك كان هناك تركيز على أن يكون قاعدة الانطلاق لهذ الإرهاب، ليبدأ بالتدمير وبالتقسيم."

وأشار إلى "أن هذا الاتجاه أيضاً يسمح بتصفية القضية الفلسطينية، انطلاقا من إمكانية فصل الأردن عن سوريا عبر درعا والسويداء وعبر الجولان وصولا إلى الحدود السورية العراقية"، مؤكّداً "قيمة هذه العملية الاستراتيجية الكبرى في المخطط العسكري والسياسي في سورية، ومع الحلفاء بأن يتم حشد كل الإمكانات بعد أن يكون الجيش ومعه محور المقاومة قد أنهوا هذا الوجود الإرهابي وقطع أذرع "إسرائيل"، مبيّناَ أن محاربة الإرهاب وهزيمته  في معظم أنحاء الجغرافية السورية كان بالحقيقة عاملاً محورياً في خدمة الأهداف النهائية والسياسية العليا للدولة السورية."

وأضاف "شكلت هذه المجاميع الإرهابية مخلب وذراع "إسرائيل"، ومن هنا كان لهذه العملية والنجاحات الاستراتيجية التي حققتها، مؤكّداً أن العملية "مركبة" تحركت وانطلقت لتخدم كل من المسارين؛ فالمسار العسكري كان يتحرك بمحورين محور "حسم" باتجاه بلدات ومواقع ينتشر ويحتشد فيها فصيل "جبهة النصرة" الإرهابي القاعدي ومن معه وأيضاَ "داعش" الإرهابي، وعمليات محور آخر يكون الحسم فيها "جزئي"، مشيراً إلى أن هذا "الحسم الجزئي" يخلق ويوفر الظروف ويرفع قبضة الإرهاب عن أهلنا الذين عانوا من هذا الإرهاب وأيضاً ليحرر إرادة المجموعات المسلحة التي تريد أن تلقي بالسلاح وتسوي أوضاعها؛ أي أن تسير  وتتحرك مباشرة على المسار التصالحي."

وتابع "رأينا بهذا الانجاز انهيارات كبرى، فالإنجازات الاستراتيجية الكبرى التي استطاعت أن تحسم معركة الجنوب بعد أن حسمت بنسبة 90% ولكن على المستوى الاجتماعي والوطني والشعبي نستطيع أن نقول الحسم أكثر من مئة بالمئة."

خروج الأردن من لعبة الجنوب

أكد "مقصود" أن "الأردن الذي أعلن عن إغلاق الحدود معلناً  خوفه من تدفق المدنيين اللاجئين، إنما أغلقها خوفاً من تدفق الارهابين الفارين؛ لأن الدولة السورية فتحت ثلاث معابر وأمنت مراكز إيواء لكل الخارجين من مراكز التوتر وسيطرة الإرهاب، مشيراً إلى أن "إسرائيل"  قد أغلقت الحدود والأبواب أمام كل المتدفقين باتجاه فلسطين المحتلة سواء كانوا جرحى من المسلحين الإرهابيين أو من المدنيين، وكل هذا جاء بعد أن اتّخذت أمريكا قراراً بوقف أي دعم ومؤازرة للمجموعات المسلحة؛  في صورة فكّ الارتباط والدعم لهذه الارهاب، مضيفاً: هناك فعلاً تسليم بهذا الانتصار الكبير وعودة الجيش  السوري  ليسيطر على كامل الجغرافيا السورية وكامل المناطق في الجنوب السوري."

المصالحات المتوقعة

أعلن "مقصود" عن عدم تفاجئه بالمصالحات في الجنوب السوري؛ إلى من هم على تماس وعلاقة مع الجنوب السوري؛ "لأنه أدرك من خلال التواصل مع الأصدقاء والشرفاء وبعض الوجهاء بأن هناك رغبة كبرى وعميقة من معظم أبناء الجولان وحوران الشرفاء في دخول  الجيش السوري ليشعروا بأن هناك من يحميهم ويدعم انتفاضتهم وانفجار غضبهم في وجه هذا الإرهاب ، ولذلك ما أن يقترب الجيش من أي بلدة أو منطقة أو مدينة إلا وكان أهلها جنباً إلى جنب مع الجيش في مواجهة الإرهاب."

موقف إسرائيل وأمريكا من انتصارات الجيش

أشار "مقصود" إلى "تآكل القوة الأمريكية وهزيمتها في سوريا أمام تنامي قوة محور المقاومة ومحور محاربة الإرهاب جعل "أمريكا" في مرحلة الانتقال والتحول إلى المجال السياسي والدبلوماسي وهي تدرك وهنها وضعفها في مواجهة منافسيها حيث يتفوقون عليها بشكل كبير، فكيف وهي ذاهبة بدون رصيد وبدون أوراق؛ لذلك عندما أعلنت وقف الدعم للإرهابيين في الجنوب السوري إنما هو اللعب في "ورقة ميتة"، وبالتالي حاولت أن تستثمر فيها على المجال السياسي وأنها تؤيد وتساند عمليات الجيش لهزيمة الإرهاب وإسرائيل الذي وجد نفسه وحيداً في مواجهة محور المقاومة  المنتصر الذي يتقدم ليهدم آخر ركائز المشروع الصهيوني وهو الجدار الأمن والواقي لأمن إسرائيل."

ولفت إلى ما عبّر عنه "موقع استخبارات عسكري إسرائيلي  في 24من حزيران" عندما قال بأن "إسرائيل تواجه أسوء السيناريوهات؛  ف"روسيا" التي تفاهمت مع اسرائيل بألا تشارك بضربات طيرانها في الجنوب السوري، ها هي تشارك وتغير ب(20 -22) غارة على الحراك وبصر الحرير."

وأوضح "مقصود" أن السيناريو المرشّح لدى "إسرائيل" بأن "الولايات المتحدة الأمريكية التي أوقفت الدعم للمجموعات المسلحة هذا يعني أنها تخلت عن هذا الارهاب لتترك إسرائيل تواجه تهديداً وجودياً كبيراً وموقفها سيكون هو المراقبة بعمليات انتشار الجيش على الحدود مع فلسطين، أما السيناريو الثاني هو أن تدخل اسرائيل بضربات جوية وضربات أرض أرض."

 وختم "مقصود " "كل المؤشرات تدل على أنه لا يوجد احتمال لانخراط إسرائيل بهذا السيناريو، فالموقف الامريكي والإسرائيلي هو الموقف المستجيب للهزيمة والتسليم بهزيمتهم  وانتصار محور المقاومة وانتصار سورية وحلفاءها."

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة