اللواء عباس لـ"تسنيم":"الخوذ البيضاء" الإرهابية سيعاد تدويرها

اللواء عباس لـ"تسنیم":"الخوذ البیضاء" الإرهابیة سیعاد تدویرها

في عملية نادرة تم نقل عناصر الخوذ البيضاء عبر الأردن في دلالة توحي بسعى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها للحفاظ على أدواتها.

خاص/ تسنيم- : وللحديث حول دلالات هذه العملية على ما يجري في سورية أكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء "محمد عباس" في حوار خاص مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء "أنه عندما نعود إلى أسس بناء الخوذ البيضاء وكيف تمت، نعرف تماما كيف أن (بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة) هي من الدول التي ساهمت بإنشاء هذه المجموعة  ( الخوذ البيضاء ) أي أنها تعرف الخفايا والخبايا التي تختزنها وتمتلكها هذه المجموعات".

ذراع  إعلامية

وأضاف "عباس" "لاشك أن الخوذ البيضاء تشكل الوجه المؤنسن لعناصر تنظيم القاعدة وهي الذراع الاعلامية التي تمكنت من صناعة الأخبار التي تناسب طبيعة الإساءة والتشويه للدولة السورية والتي استُثمر فيها عشرات الملايين من خلال هذه العناصر المؤهلة والمحضرة والمدربة تدريباً على صناعة الخبر وصناعة الفبركة وخاصة ما ارتبط منها بمسألة ما يسمى بالفبركات الكيمائية سواء كانت في خان شيخون ودوما وعربين وغيرها من المناطق".

وأشار "عباس" إلى أننا اليوم أمام مجموعة ما تسمى "الجيش الامريكي البديل" عندما يتم اخلاؤهم بهذه الطريقة عبر منطقة خط التماس في الجولان وينقلون الى الاردن ومن ثم إلى كندا وبريطانيا وفرنسا هذا يعني أن لهؤلاء أهمية خاصة، موضحاً بأن عملية النقل لا ترتبط بالبعد الإنساني".

جائزة نوبل

ولفت إلى أنه (اللواء عباس) وعبر متابعته المحطات الأجنبية؛ لا يمر ثلاثين دقيقة الا ويتم تسليط الضوء على هذه المجموعات التي وُعدت بأن تحصل على جائزة نوبل للسلام، مؤكّداً أن هذا العمل الذي يُحضر له ليكون أيضا وسيلة جديدة من وسائل الضغط والفبركات والتشويه والشيطنة ضد الدولة السورية، منوّها إلى أن "أمريكا" قادرة على توفير الحماية أو التخلّص  منهم لاحقا لانهم يمتلكون أسراراً تخصّ العدوان وأداته في الحرب على سورية؛ فالتخلص منهم بات سهلاً".

وأكد "عباس" أن دلالة هذه العملية تشير إلى أن أمريكا توحي لحلفائها بالحفاظ عليهم، إلا أنها في الحقيقة تحافظ على من يشكّل بالنسبة لها رصيداً، مبيّناً أن العدوان الإسرائيلي الأخير يوم أمس على "مصياف" كان من أجل صرف الأنظار عما يجري في منطقة الشمال والمنطقة الجنوبية، فلا يخرج هذا العدوان عن كونه واحدة من الأدوات التي تستخدم من أجل تهديد سورية بأن اسرائيل تمتلك أوراقاً ضاغطة وأنها تستطيع أن تتحكم بأدواتها وتقودهم وسوف تقاتل من أجلهم".

انتهى دورها

وفيما يتعلق بانتهاء دور "الخوذ البيضاء" في الحرب الإرهابية على سورية، وإذا ما كان هناك مهمة جديدة بانتظارهم رأى اللواء "عباس" أن الخوذ البيضاء لن ينتهي دورها وربما يعاد تشكيلها وتنظيمها بشكل ومكان آخر، لافتاً إلى أنه لم يعد لها مكان في المنطقة الجنوبية أمام حجم الانتصارات للشعب السوري والدولة السورية، فقد فضِح أمرها بشكل يستوفي شروط الفضيحة الإعلامية خاصة وأن الغرب لم يكن ينتظر أن تكون الدولة بهذا المستوى من القدرة والإرادة والهوية الوطنية، ولم يكن الغرب ينتظر أن الجيش السوري قادرعلى البقاء".

وأكد على "أن الدول المعتدية لم تكن تتوقع أن أصدقاء سورية وحلفائها بهذا المستوى من العظمة والكبرياء والتحدي الذي مكن الدولة السورية على الثبات والصمود والقدرة على المواجهة، وهذه العناصر لم يكن لها لتتحقق لولا البسالة النادرة للجيش السوري وأسطورة الشعب السوري والقدرة على العطاء وتقديم الدماء والأرواح، إضافة إلى الاصدقاء الاوفياء (ايران وروسيا والمقاومة اللبنانية) وهذه القوى الرديفة والحليفة التي وقفت إلى جانب الشعب السوري"، مبيّناً أننا "لن ننسى هذه الوقفة العظيمة الباسلة التي منحت الدولة السورية عناصر القوة والثبات وتمكنت من كشف وتعرية المخطط العدواني وتعزيز صمود وبسالة الدولة السورية".

دور في المنطقة الشمالية  

وأَضاف "عباس" "لا أعتقد أن يكون للخوذ البيضاء دور في المنطقة الجنوبية لأن المنطقة باتت طاهرة من الوجود الإرهابي المسلح، بل سيكون لهم دور في المنطقة الشمالية حيث سيتم التحضير للعملية الدفاعية الاستراتيجية على هذا الاتجاه، مبيّنا أن "التركي" لن يدخر جهداً في مسألة إخراج هذه المجموعات باتجاه جغرافيتها، خاصة عندما نعلم أن من هذه المجموعات قد تورطت في خان شيخون وخان العسل وفي مناطق كثيرة في المنطقة الشمالية حيث تم صنع فبركات للمواد السامة ومواد أسلحة التدمير الشامل"، مؤكدا أن "تركيا ستقوم إخلاء مجموعاتها كما قامت إسرائيل والاردن بإخلاء مجموعاتها العاملة في المنطقة الجنوبية".

استقرار ومحاولات عرقلة

وأردف "لا أعتقد أن المنطقة الجنوبية سوف تشهد استقراراً لأنني لا استطيع القول بأن جغرافيا الدولة السورية سوف تكون مستقرة خاصة وأن الامريكي لديه رغبة في الاستمرار في زعزعة الاستقرار في محاولة إظهار الدولة السورية كدولة فاشلة وأيضا في محاولة عرقلة أي محاولة من محاولات التهدئة والضبط ومحاولة الدولة السورية المتواصلة والمستمرة من أجل الابقاء على المواطن السوري بدون أن يغادر إلى إدلب".

وأكد "عباس" حرص الدولة السورية على توفير كل الضمانات والشروط المناسبة لبقائه وعدم مغادرتهم؛ لأن الدولة تعرف تماماً أن سورية بجيشها سوف تتحرك إلى المنطقة الشمالية وبالتالي سوف نواجه في المرات الأخرى هؤلاء الذين يرفضون التسليم ويرفضون الاستسلام والقاء السلاح؛ بمعنى أوضح هل ستكون هذه المجموعات الامريكية بديلة في المنطقة الشمالية قادرة على المقاومة وبالتالي هل ستكون جاهزة فعلا للقتال  أم أنها ستلقي السلاح مرة أخرى أم انها ستقوم بمحاولة تدويرها وإنتاجها من جديد في المنطقة الشمالية".

وأضاف "أعتقد أن هنالك مواقع اخرى بانتظار أن يتقدم إليها الجيش السوري وربما الآن الأكثر ترشيحا هي المنطقة الشمالية باتجاه ادلب خاصة اذا ما عرفنا أن في المنطقة الشمالية الشرقية محاولات من قبل أبنائها لكي يستعيدوا وعيهم وهويتهم وانتماءهم للدولة السورية وإذا ما تحقق ذلك هذا يعني أننا نسير باتجاه وضع نهاية لهذا العدوان ضد الدولة السورية".

وأردف "بصفتي العسكرية دائماً أضع الحالة التشاؤمية؛ الحالة التي يتم من خلالها توقع العدوان والتعامل مع الخيارات الاسوأ"، مشيراً إلى أنه "ربما يكون للسياسيين خيارات اخرى وتكون لديهم رؤية أكثر تفاؤلاً بأن العدوان على سورية سوف يتوقف". وأكد أن "أمريكا تحاول الاستمرار في إشعال الحرائق، كما ترفض الاعتراف بالهزيمة ، فأمريكا لن تنتصر، أما حلف مقاومة الارهاب مستمر في المواجهة، فسورية وأصدقاؤها لديهم كل أدوات الإرادة والقدرة والتصميم والتحدي".

وفي ردّه على وجهة الجيش السوري المقبلة قال "عباس" "بالتأكيد المنطقة المرشحة إدلب"، معتبرا أن "العدوان الإسرائيلي على منطقة مصياف يوم أمس يندرج في إطار دعم القوات الصهيونية البديلة الموجودة في المنطقة الجنوبية، وأيضا محاولة لشد أزر قواتها البديلة التي تُهزم في المنطقة الوسطى".

وختم "منذ أيام  هنالك تنفيذ لأعمال قتالية متواصلة بنيران المدفعية والصواريخ ضد أهداف واضحة في منطقة اللطامنة ومورك وخان شيخون وغيرها من المناطق التي يتم استهداف مواقع محددة للجيوش الامريكية والتركية البديلة ويبدو أن الأتراك في مرحلة معقدة من عدم قبول المواجهة أو قبول الواقع الجديد الذي تفرضه القوات السورية وهي تحضر لأن تتقدم شمالاً بعد الانتهاء من تنفيذ مهامها في المنطقة الجنوبية".

/انتهى/

 

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة