خاص تسنيم / في ختام معرض دمشق الدولي للكتاب.. تنوّع سياسي فكري وثقافي وأدبي وعلمي(صور)

خاص تسنیم / فی ختام معرض دمشق الدولی للکتاب.. تنوّع سیاسی فکری وثقافی وأدبی وعلمی(صور)

بعد تجربة دامت 12 يوماً بين الكتاب وصفحاته وحوارات القُرّاء، أطفأ معرض الكتاب الدولي بدورته الثلاثين أنواره مُغلقاً أبوابه أمام زوّاره على أمل اللقاء العام القادم.

خاص- تسنيم: استطلعت وكالة تسنيم الدولية للأنباءفي تصريحات خاصة، آراء مفكرين وأدباء بارزين كانوا حاضرين  ومبدين اهتمامهم بالكتاب وحروفه.

حيث أشار الدكتور "ثائر زين الدين" المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب إلى مشاركة "الهيئة" في معرض الكتاب الدولي الثلاثين بجناح ضخم ضمّ مختلف وجوه المعرفة بحيث يستطيع الزائر أن يجد ضالته بين مكتوب بالعربية أو مؤلّف كـ(الرواية والمجموعة الشعرية والقصصية والمسرحية)، مؤكّداً  بأن القارئ سيجد مثيلات هذه الأعمال مترجمة عن اللغات المختلفة الأوربية والفارسية.

تنوّع مكتبيّ

 تلوّنت رفوف المعرض بشتى أنواع المؤلفات والكتب وأكّد "زين الدين" أن المعرض احتوى كتباً فكرية وسياسية إضافة إلى سلسلة ضخمة من الكتب والمجلات السينمائية والتشكيلية، معتبراً أن جناح الهيئة اتّسم بالتنوع الشديد؛ فشهد غزارة في كتب الأطفال عبر القصص القصيرة وسلاسل  مختلفة تقدم للطفل تشترك فيها حواس الإنسان.

لجمهور القرّاء نصيب

وأشار زين الدين إلى أن معرض الكتاب الدولي شهد حركة ثقافية كبيرة وإقبالاً كثيفاً، مضيفا: "لكن المُلاحظ أن جناح الهيئة العامة السورية للكتاب كان الأكثر ارتياداً من قبل الزوّار خاصة وأن وزارة الثقافة السورية تقدّم كتابها بسعر يتناسب مع دخله المعيشي، حيث وصل الحسم إلى 60% وكأنه يُقدّم مجاناً للقارئ والمهتم، الأمر الذي جعل من الجناح المكان الأفضل لزائري معرض مكتبة الأسد.

رسالة متعددة العناوين

 تعددت العناوين في رسالة معرض الكتاب الدولي وبيّن "زين الدين" أنها تعبّر بكل تأكيد على أنّ  ثقافة النور والمحبة والخير هي التي انتصرت على ثقافة التكفير والتعصب وعدم قبول الآخر، فالمعرض كان دليلاً واضحاً على أن سورية تعافت وقريباً ستضع الحرب أوزارها بشكل نهائي وتعود سورية لتأدية دورها المتميز على الساحة العربية والدولية من الجانب السياسي والفكري.   

مشاركة لبنانية

كما وتختلف أجنحة المعرض المشاركة في المعرض فيقول "علي نور الدين" ممثل عن دار النشر اللبنانية (ENCYCLOMEDIA S.A.L ) والتي تُعنى بالكتب الهندسية والمستوردة والتصاميم العالمية: "تشمل هذه الدار كل ما له علاقة بالفن والديكور والعمارة، مؤكداً أنها المشاركة الأولى بعد الحرب السورية؛ حيث كانت المشاركة الأخيرة للمعرض عام 2011.

طموح وإرادة

وتابع ممثل دار النشر اللبنانية من المؤكد أن كل دُور النشر مهما اختلفت تبقى الرسالة واحدة إلا أنّ هذه الدار أكدت أن هذه المساهمة انطلقت من هدف واحد وهو دخول السوق السورية وتأمين هذا النوع المفقود من الكتب خاصة وأنه لاحظ الطموح والاستمرار والتقدّم  في المواطن السوري، محاولاً التخفيف من أعبائه عبر عروض وتنزيلات على سعر الكتب التي إذا ما قورنت بالليرة السورية يظهر غلاءها.

وعن طبيعة الزيارات وصفها بـ"الجيدة"، ما يشجع على مشاركات مقبلة، مؤكداً أن عودة الأمان إلى الحدود السورية اللبنانية سهّل عملية شحن الكتب التي وصلت إلى حوالي 900كتاباً وسط إقبال قوي ومشجع خاصة من شركات عقارية ومكتبة الأسد نفسها.

وأكد نور الدين أن معرض الكتاب الدولي حمل رسالة عالمية ثقافية وحضارية في فرصة لتعميم هذه التجربة لباقي دور النشر العربية بعودة الحياة والنشاط إلى سورية.

مشاركة دولية

لم يكتفِ معرض الكتاب الدولي بأصحابه وروّاده المعتادين بل غرّد خارجاً لتكون فيه مشاركة دنماركية حيث أكّدت "عبير عقل" مدير عام دار عقل للنشر والدراسات والترجمة والوكيل الحصري في سورية لمؤسسة "new era" الأوربية الدنماركية  أنها تعتبر هذه المشاركة دولية مباشرة.

رسالة حبّ

وأضافت "لاشك بأن معرض الكتاب فرصة لكل دار نشر حتى تروج لمنتجاتها وتُري نتاجها المعرفي لجمهورها، موضحة أن المشاركة في هذا المعرض خاصة أي من قلب العاصمة دمشق فهي رسالة حبّ نشارك في توجيهها للعالم باسره من قلب العاصمة دمشق، مبيّنة أنها فعالية ثقافية في هذه الظروف الراهنة، كما تمثل رسالة من سورية بأن الشعب السوري لا يزال على قيد الحياة والثقافة والعلم.

على قدر المسؤولية

لا يخفى على الجميع في سورية أن القدرة الشرائية ضعيفة حالياً لذلك أشارت "عقل" إلى أن المعرض ليس تجاريا كما لو  كنا في دول أخرى، فقد بيعت الكتب بحسومات عالية جداً وصلت إلى 70% ، بل كانت الغاية أن نكون على قدر المسؤولية ونؤدي دورنا تجاه القارئ.

نتاج معرفي

تعددت أوجه المعرفة والكتاب يبقى الوسيلة للعلم حيث أشارت "عقل" إلى تنوّع النتاج المعرفي؛ فالأول يُدعى "أنجلينا نادي الطفولة" المهتم بكتب الاطفال والناشئة شكلاً ومضموناً، فتتم مراعاة  اللغة العربية والاسلوب والافكار التي يجب أن تدخل في أذهان أطفالنا والناشئة الذين يمثّلون أمل المستقبل، إضافة إلى "عبير الأدب العربي" المعنيّ بنشر إبداع  الكتاب العرب من قصة ورواية وشعر ومسرحية، نضيف إليها "لآلئ الأدب العالمي" لنشر الإبداع الأدبي من قصة ورواية وشعر ومسرحية مترجمة من اللغات الأصلية حصراً، أما القسم الرابع فيتمثّل بأبحاث ودراسات تننشر الأبحاث الأكاديمية، أما البحث الخامس فيتطرّق إلى إرادة تمكين التطوير المعنيّ بالتنمية البشرية وتطوير الذات وكتب الطاقة الايجابية.

مؤسسة دنماركية ومشاريع ثقافية إنسانية

وأشارت إلى أن مؤسسة "new era" تتركز كتبها في مجال تطوير الذات والتنمية البشرية وتطبع كتبها بكافة لغات العالم، موضحةً أن المميز لهذه المؤسسة "الإنتاج السمعي البصري" فكل كتاب ملحق بـ dvd.

كما نوّهت إلى المشاريع الثقافية الانسانية التي قامت بها المؤسسة تجاه الشعب السوري والقارئ بالتعاون مع دار عقل عبر السنوات السابقة؛ فقد أحضرت عام 2014 مئات كتب التنمية وتطوير الذات و ملحقات dvd تمّ توزيعها على مكتبات عامة وهيئات ومنظمات كثيرة ومكتبات المراكز الثقافية في كافة المحافظات السورية.

ولفتت إلى أن المشروع الثاني المنطلق عام 2016 تمثّل بطباعة آلاف النسخ من كتاب "الطريق إلى السعادة" وهو مدونة اخلاقية توصل إلى حالة اصطلح تسميته السعادة " وهي أن يعيش الانسان بشكل قانع وهانئ ومطمئن في مجتمع يسوده الاستقرار والتعايش المشترك و احترام القانون، مشيرة إلى السعي للوصول إلى طلاب المدارس والجامعات في تجربة 2018.

مشاركة عراقية

وتميز هذا العام بمشاركات جديدة في معرض الكتاب الدولي بدورته الثلاثين فيشير "حسين يونس" من دار العارف العراقية  إلى أنها مشاركته الأولى عبر مؤلفات ومواضيع أغلبها تختصّ بالشأن العراقي بمختلف مناحي الحياة كالسياسة والأدب والدين فيما يقارب 300 كتاب.

ويضيف يونس: "أبرز ما لفتني في معرض الكتاب هو الطلب الكثيف على الروايات الأدبية وكتب التنمية البشرية"، وبذلك أصبحنا نمتلك رؤية شاملة عن أبرز اهتمامات الشعب السوري في مجال القراءة، ففي كل بلد الشعب لديه ميل معين في هذا الجانب، وما يسر هو إقبال السوريين على القراءة والثقافة وسط الظروف الراهنة.

يشار إلى أن معرض الكتاب الدولي الثلاثين الذي يُقام في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، تحت عنوان "مجتمع يقرأ مجتمع يبني" شهدَ إقبالاً كثيفاً، شارك فيه أكثر من 200 دار نشر موزّعة على 182 جناحاً، لدور نشر سورية وعربية وأجنبية، عرضت نحو 200 ألف عنوان.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة