تقرير .. السعودية تريد فترة إضافية لتمكين المعارضة في سوريا من تحقيق "انجازات" عسكرية

تقریر .. السعودیة ترید فترة إضافیة لتمکین المعارضة فی سوریا من تحقیق "انجازات" عسکریة

كشفت صحيفة ˈالأخبارˈ اللبنانية اليوم الثلاثاء مضمون تقرير دبلوماسي يقول إن الفترة الزمنية الفاصلة حتي أواخر كانون الثاني المقبل (موعد انعقاد جنيف 2) ، ستشهد تصعيداً أمنياً سعودياً داخل سوريا ، و أيضاً في لبنان ، حيث تنشئ الرياض صلة بين الضغط الأمني والسياسي علي حزب الله وبين هدف إجباره علي سحب قواته من سوريا .

و كشف التقرير حسب الصحيفة عن وقائع تدعم هذا السيناريو ، فذكر كلاماً طرحه الاخضر الإبراهيمي خلال زيارته الأخيرة لسوريا أمام معارضين، قدم خلاله ما اعتبره مفهومه الجديد لفلسفة الحل في سوريا ، و مفاده أنّ الأزمة السورية تستوجب «حلاً غير كلاسيكي» ، و مغايراً لما فكّر فيه سلفه كوفي أنان . و في رأيه أنّ كل الأزمات السابقة التي شهدها العالم، كان يبدأ سيناريو حلها بوقف إطلاق النار ، ثمّ بناء خطوات سياسية متتالية . أما الأزمة السورية المتميزة بخصوصية تعقيداتها فتحتّم طرح أجندة ابتداعية لحلها ، لا ينطلق سلم بنودها بالضرورة من أولوية تنفيذ بند وقف إطلاق النار، بل يمكن تحقيق وقف النار كنتيجة لخطوات سياسية تسبقه. ويستفاد من منطق الإبراهيمي أنّ مسار الحل السياسي ، أو جزء منه علي الأقل، في إطار «جنيف 2» ، سيتم تحت النار . 

                                                                        

و اضاف التقرير : مقابل هذه الرؤية ، تري دمشق أن «جنيف 2» محكوم بأن يبدأ خطوته الأولي نحو النجاح من بند وقف تمويل وإمرار السلاح والمسلحين إلي سوريا. وفي حال توافر هذا الأمر، فإنّ لدي الجيش السوري القدرة علي إنهاء بؤر الارهاب خلال أقل من ستة أشهر . لكن السعودية ، حسب التقرير الدبلوماسي عينه ، تتجه للحصول علي فترة سماح إضافية من واشنطن (يبدو أنها حصلت عليها)، تستخدمها في تمكين المعارضة السورية من تحقيق إنجازات عسكرية، ما يفيد الأخيرة في تحسين موقعها خلال تفاوضها مع الدولة السورية في جنيف . وتؤكد معلومات ردّدها مسؤولون سوريون أخيراً أمام وفد الأحزاب العربية ، أنّ رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان موّل تجهيز مئات المقاتلين الموجودين الآن داخل الأردن قريباً من الحدود ، وبدأ الزج بهم في معارك داخل سوريا، والتي كانت الرياض تريد تأجيل عقد «جنيف 2» إلي ما بعدها. ولكن تطورات نجاح المفاوضات النووية مع إيران، التي أكدت للرياض عدم قدرتها علي المضي قدماً في عرقلة الاندفاعة الدولية لإنتاج مسارات حلول للملفات الساخنة في المنطقة ، جعلت السعودية تقرّر الانكفاء عن خطة عرقلة المؤتمر . و كبديل منها تبنّت الرياض خياراً جديداً يقوم علي جعل مسار تفاوض «جنيف 2» يجري تحت سقف استمرار القتال في سوريا من جهة ، وتصعيد ضغطها السياسي والأمني علي حزب الله، من جهة ثانية . و تري المصادر عينها أنّ كلام الإبراهيمي عن حل غير كلاسيكي في سوريا لا يبدأ ببند وقف النار يمثّل في الجوهر استجابة منه ومن واشنطن لشرط السعودية بربط سيرها في عقد «جنيف 2» باستمرار القتال في سوريا. كذلك يعزّز صدقية القراءة التي تتبنّاها دمشق لخلفيات التصعيد العسكري السعودي المرتقب تعاظمه في سوريا عبر جبهة درعا، والأمني والسياسي الجاري في لبنان ضد حزب الله، واللذين تضعهما في خانة خدمة المفاوض الأميركي الساعي لتحسين شروطه أمام شريكه الروسي، في محادثاتهما الجارية لإنتاج شكل المؤتمر ومضمونه. ويلاحظ في هذا السياق أن أول إرهاصات دخول مقاتلين بأعداد كبيرة من الأردن كانت قد ظهرت قبل أيام، حيث انضمت مجموعات منهم إلي عداد نحو خمسة آلاف مقاتل هاجموا بلدة العتيبة الاستراتيجية القريبة من مطار دمشق.

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة