قصة مثل.. أَفرَطتَ فِي بِرِّي فَعَجزتُ عَنِ الشُّكرِ

قصة مثل.. أَفرَطتَ فِی بِرِّی فَعَجزتُ عَنِ الشُّکرِ

الأمثال وسيلة للوصف والحكمة والتدليل على الرأي و وجهة النظر والفلسفة في الناس والعادات والتقاليد والقيم والسلوك والصفات والسمات للآخرين، فهي أبقى من الشعر وأرق من الخطابة ولم يسر شىء سيرها.

وهناك مثل يقول "أَفرَطتَ فِي بِرِّي فَعَجزتُ عَنِ الشُّكرِ". و أصل المثل، قال علي بن جبلة: زرت أبا دلف بالجبل، فكان يظهر من إكرامي و بري و التحفى بي أمراً مفرطاً، حتى تأخرت عنه حينا حياء، فبعث إلى معقل ابن عيسى، فقال: يقول لك الأمير: قد انقطعت عني، و أحسبك استقللت بري بك، فلا يغضبنك ذلك فسأزيد فيه حتى ترضى، فقلت: و الله ما قطعني إلا إفراطه في البر، و كتبت إليه:

هجرتك لم أهجرك من كفر نعمة و هل يرتجى نيل الزيادة بالكفر!

و لكنني لما أتيتك زائراً فأفرطت في بري عجزت عن الشكر

فما لآن لا آتيك إلا مسلماً أزورك في الشهرين يوماً أو الشهر

فإن زدتني برا تزايدت جفوة و لم تلقني طول الحياة إلى الحشر!

فلما قرأها معقل استحسنها، و قال: أحسنت والله، أما إن الأمير لتعجبه هذه المعاني فلما أوصلها إلى أبي دلف قال: قاتله الله، ما أشعره و أدق معانيه! و أعجبته و أجابني لوقته-و كان حسن البديهة حاضر الجواب:

ألا رب ضيف طارق قد بسطته و آنسته قبل الضيافة بالبشر

 

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة