منظمة التحرير الفلسطينية تنظم ندوة سياسية بذكري انتصار الثورة الإسلامية في إيران

منظمة التحریر الفلسطینیة تنظم ندوة سیاسیة بذکری انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران

نظمت منظمة التحرير الفلسطينية ندوة سياسية في مخيم البص بمنطقة صور في جنوب لبنان ، بمناسبة ذكري انتصار الثورة الاسلامية في إيران، حاضر فيها، أمين سر فصائل المنظمة في لبنان فتحي أبو العردات وعضو كتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان اللبناني النائب نواف الموسوي. بحضور عدد من العلماء وممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وحشد من الأهالي.

و أدار الندوة عضو المجلس الثوري في حركة «فتح» جمال قشمر الذي أوضح أن «الحدث الإيراني شكل زلزالا ليس علي المستوي الداخلي الإيراني فحسب بل علي المستوي الإقليمي والدولي ، فانهار نظام الشاه الملكي وقام نظام الجمهورية الإسلامية الذي يحمل شعارا لا شرقية ولا غربية، بل جمهورية إسلامية، ومع هذا الانتصار خسرت الولايات المتحدة الأمريكية ثاني أكبر قاعدة لها في المنطقة، كما أن الخاسر الأكبر من هذا كان الكيان الصهيوني الغاصب الذي كان حليف الشاه الاستراتيجي، وباتت فلسطين الرابح الثاني بعد الشعب الإيراني». وتحدث أبو العردات فقال: «إن انتصار الثورة في إيران بالنسبة للفلسطينيين هو انتصار تحقق لصالح القضية الفلسطينية وقضايا الأمة الإسلامية، خاصة أنه قد أسقط أحد أهم حلفاء الغرب والكيان الصهيوني، وأول الغيث لتلك الثورة هو إغلاق سفارة الكيان الغاصب وتحويلها إلي سفارة فلسطينية، وقد ترسخت علاقة قادة إيران بحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية خاصة بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، حيث كان يحظي بإحترام وتقدير لا يجده الكثير من قادة ودول العالم، لأن تلك العلاقة المميزة لها الأثر الأكبر في تطور العلاقات الفلسطينية - الإيرانية».وشدد أبو العردات علي أنه "من غير المنطق أن يستمر العداء لإيران فيما يتم غض الطرف عن كل ما تقوم به «إسرائيل» من عدوان واحتلال" . وقال: إن «المصلحة العربية ومصلحة القضية الفلسطينية بالدرجة الأولي تكمن بتقديم أفضل العلاقات مع الإخوة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، مؤكدًا أن «هناك إمكانية للاتفاق مع إيران علي الكثير من القضايا بالإضافة إلي إمكان خلق الكثير من العلاقة المشتركة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية» ، مشددًا علي أن «مثل هذه العلاقة الحسنة والجيدة مع إيران لا يمكن إلا أن تكون من خلال موقف عربي وإسلامي موحد باتجاه تشخيص مصالح الأمة ومعرفة أين تكون هذه المصالح من خلال التفاهم والحوار مع الإخوة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
ثم تحدث النائب الموسوي الذي قال: «ما نشهده اليوم من ظاهرة الفكر التكفيري الذي غير الاتجاه وغير محور الاهتمام هو في سياق ضرب إرادة المقاومة وفكرها وبنيتها، فبدل من أن يكون تركيز الجميع علي مواجهة العدو الصهيوني، قدم الفكر التكفيري مطالعة أخري تؤدي إلي استيلاد حروب دموية لا تنتهي، ولا يكون الرابح منها إلا العدو الصهيوني. إن الفكر التكفيري حاول بتجليه كإرهاب تكفيري ضرب معقل من معاقل المقاومة ألا وهي سوريا، فهي صلة الوصل والقلعة الحاضنة ومنطلق الدعم، ولذلك كنا معنيين بالحفاظ علي هذا الموقع كي لا تبقي المواجهة مع العدو الصهيوني مجرد كلمة علي ورقة لا تجد إلي الميدان سبيلا».أضاف الموسوي: «إن أكبر التحديات التي نواجهها اليوم نحن في المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية هو الفكر والإرهاب التكفيريين، فهما أخطر ما نواجه، لأنه ينقل الحرب إلي الزواريب الداخلية بحيث تتحول إلي احتراب بدل من أن تكون مقاومة ومواجهة، ولذلك نحن معنيون بالعمل معا علي مواجهة هذا الإرهاب من طريق تفكيك بناه التحتية حيث وجدت، وعن طريق مواجهة الفكر التكفيري ومنابره التي تزيدنا تصدعا وانقساما. إننا معنيون بالقيام بأعمال من طابع المضامين تؤكد مستويات الوحدة المختلفة في ما بيننا، والتي تصطف تحت رابطة العداء والمواجهة مع العدو الصهيوني، كما وأننا بحاجة إلي عمل ميداني لا يتيح للتكفيريين من أن يتمكنوا من إقامة بني تحتية أو قواعد انطلاق، فإن هذا الأمر بقدر ما هو مسؤولية لبنانية هو أيضا ومن دون أن نفرض علي جدول الأعمال الفلسطيني بندا إضافيا مسؤولية فلسطينية نعمل معا ومن موقع التعاون الوثيق لمواجهة هذا الخطر والإرهاب التكفيريين».وتابع النائب الموسوي: «نحن بعد عام 2006 (حرب تموز) وبعد عام 2008 (حرب غزة) كنا أقرب من أي وقت مضي إلي فكرة الانتصار علي العدو الصهيوني، وكان بإمكاننا نحن في المقاومة اللبنانية وفي المقاومة الفلسطينية ولا زلنا قادرين علي أن نستهدف أي بقعة من بقاع الكيان الصهيوني المحتل، وبتنا تهديدا استراتيجيا ووجوديا لهذا الكيان، ولكن مع نشوب الأزمة في سوريا وجدنا أن العدو ينظر بعين الفرح والسرور إلي ما يجري، ولذلك يمكن القول أن المنحني الذي كان يأخذ شكلا تصاعديا ما بعد عام 2008 وفي عام 2011 أخذ يضطرب هذا المنحني، ونحن قادرون علي مواصلة المنحي التصاعدي، والمقاومة علي الرغم مما تقوم به من واجب وطني وقومي في مواجهة التكفيرية القتالة، إلا أنها لم تتوان عن مواجهة العدو الصهيوني، وشاهدنا كيف أن العدو فوجئ ببعض الضربات التي وجهت إليه، وكان يعتقد أن المقاومة كانت مشغولة في مكان آخر». وطمأن النائب الموسوي الشعب الفلسطيني بأن «المقاومة لا تغادر ولم ولن تغادر موقع الصراع مع العدو الصهيوني، ولن يأتي اليوم الذي يمكن أن نتخلي فيه عن المواجهة مع هذا العدو، فقضيتنا ستبقي قائمة في مواجهة هذا العدو حتي إزالته».وقال: «نعتقد أن الشعب الفلسطيني إذا تمكن من تحرير أي بقعة من فلسطين هو أمر إيجابي يسجل للمقاومة الفلسطينية علي طريق السعي إلي تحقيق الانتصار النهائي، ولذلك فإن دعمنا مطلق للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استعادة حقوقه، وفي كل مرحلة يتمكن الشعب الفلسطيني من التقدم ميدانيا سيجدنا دوما إلي جانبه».أضاف الموسوي: «إننا في أخطر لحظة تواجهها القضية الفلسطينية، ففي ظل الوضع العربي الذي يشهده من انقسامات داخلية، حولت الاهتمام عن فلسطين، فتنزاح آلة الضغط الأميركية الهائلة لتفرض علي الشعب الفلسطيني بقيادته وبتنظيماته وبفصائله تسوية لا يرغب فيها لأنها لا تؤمن الحد الأدني من مطالبه الوطنية والقومية، ونقول للشعب الفلسطيني إننا إلي جانبك في مقاومتك للضغوط، ولا نعتقد أنه أيا كانت الظروف التي عليها العالم العربي الآن بأنها سوف تستمر، بل إن في استطاعتنا إذا تمكنا من الصمود لوقت غير كبير بأن نحقق انتصارا بالحفاظ علي المقاومة بنية وفكرة وارادة وامكانات، بحيث نعود إلي تعديل ميزان القوي مع العدو وبما لا يمكنه من تصفية القضية الفلسطينية».وختم النائب الموسوي: «نحن منذ انطلاقتنا تعلمنا مع الحاج عماد مغنية أن هدفنا الحقيقي والأبعد هو فلسطين، وأن ما نحققه في لبنان هو خطوة علي الطريق إلي فلسطين، واستشهد الحاج عماد علي الطريق إلي فلسطين، ونحن نواصل السير علي هذه الطريق حتي استعادة فلسطين كاملة بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني».

أهم الأخبار انتفاضة الاقصي
عناوين مختارة